فلسطينيون يتندرون بالأضاحي ويتحدثون عن أرنب أو دجاجة بدل الخروف

حجم الخط
0

فلسطينيون يتندرون بالأضاحي ويتحدثون عن أرنب أو دجاجة بدل الخروف

تعبيرا عن حالة اقتصادية سيئة نتيجة الاحتلال فلسطينيون يتندرون بالأضاحي ويتحدثون عن أرنب أو دجاجة بدل الخروفالقدس المحتلة ـ من سليم تايه: تحولت أضاحي عيد الأضحي الي مادة دسمة للفكاهة والمرح في الشارع الفلسطيني، للتخفيف من آلام الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.وكان لافتا هذا العام، وعلي غرار الأعوام الأخيرة، اختفاء الأضاحي من الأسواق الفلسطينية، بسبب قلة الطلب عليها في عل الفقر والبطالة العالية، والحصار والإغلاق الذي تفرضه سلطات الاحتلال علي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارتفاع الأسعار نظرا لمنع سلطات الاحتلال للفلسطينيين من عمليات استيراد الأضاحي الرخيصة من أستراليا رغم رداءة جودة لحومها، مقارنة مع الخاروف البلدي الذي يربي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أصبح وجوده نادرا بسبب ارتفاع تكاليف تربيته.ومن بين النوادر التي شاعت خلال هذا العيد، أن البعض ضحي هذا العام بصوص، وآخر بديك، أو دجاجة أو زغلول فرخ الحمام أو أرنب وغيرها من الحيوانات الصغيرة.ويبلغ سعر الأضحية المتوسطة التي تزن 50 كيلوغراما، نحو 150 دينارا أردنيا، أي نحو 200 دولار، ويعتبر هذا المبلغ كبيرا قياسا بالوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تمنع قوات الاحتلال نحو 200 ألف عامل فلسطيني من الالتحاق بأعمالهم داخل أراضي الـ 48 منذ بداية انتفاضة الأقصي، كإحدي وسائل الضغط علي الشعب الفلسطيني الي جانب ضغوطها العسكرية، ما أدي الي ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، ووصلت الي أكثر من 60 في المائة بحسب الإحصاءات الدولية والمحلية.واضطر ممن توفر لديهم القليل من المال من شراء لحوم الحبش الرخيصة، من أجل إطعام أبنائهم، خلال العيد، بدلا من لحم العجل والخاروف، فيما اعتمد آخرون علي لحوم الأضاحي التي تقدمها بعض الجمعيات الخيرية كلجان الزكاة وغيرها.وبحسب مصادر فلسطينية، فإن المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، تقلصت بدرجة كبيرة، بسبب قيام سلطات الاحتلال بإغلاق عدد كبير منها، واضطر بعضها الي وقف نشاطه نهائيا، بعد أن اعتقل العاملون في هذه الجمعيات كما حدث في لجنة زكاة جنين، حيث قامت قوات الاحتلال بإغلاق مقر اللجنة واعتقلت العاملين فيها وعلي رأسهم رئيس اللجنة أحمد سلاطنة، فيما تضطر لجنة زكاة طولكرم الي العمل من مقرات سرية، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال مقرها الرئيس وأغلقته لعدة سنوات، وهددت باعتقال العاملين، وهذا منع هذه الجمعيات من نشر إعلاناتها لاستقبال الأضاحي لتوزيعها علي الفقراء كما تفعل كل عام.وأضافت هذه المصادر أن مصادر الدعم الخارجي قلت هي الأخري أيضا، وخاصة من أراضي الـ 48، حيث كان عدد كبير من الأضاحي، يأتي من فلسطينيي الـ 48، عبر لجنة الإغاثة الإنسانية، التي اعتقلت قوات الاحتلال عدد من موظفيها وعلي رأسهم رئيسها الشيخ رائد صلاح، وأغلقت مقراتها واعتقلت عددا من العاملين فيها في الضفة الغربية.لكن، ورغم الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها فلسطينيو الـ 48 وخاصة في النقب المحتل، والذين تتعرض منازلهم للهدم من جانب سلطات الاحتلال لإجبارهم علي الرحيل عن أراضيهم، وفي مشهد سطر معاني الرحمة والأخوة بين أبناء الأمة الواحدة، هب فلسطينيو النقب لإنجاح حملة مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون لجمع لحوم الأضاحي لأبناء شعبهم المحتاجين والمحاصرين في الضفة الغربية. فما إن أعلن أئمة المساجد في النقب عن الحملة حتي تقاطرت الأيادي لمراكز جمع اللحوم بالقرب من المساجد في كل من مدينة رهط وبلدات كسيفه واللقية وتل السبع وحوره وشقيب السلام وعرعرة النقب.ولوحظ منذ الساعات الأولي من أول أيام العيد، حركة نشطة باتجاه مراكز جمع اللحوم، لتصل الحصيلة الي عشرات الأطنان من اللحوم المذبوحة، بالإضافة الي عشرات آلاف الدنانير التي تم جمعها الي جانب 60 رأسا من المواشي الحية والإبل. وقامت شاحنات خاصة من قبل مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون جابت كافة القري والمدن العربية في النقب برفقة الأطباء البيطريين ومختصين اللذين واكبوا مسيرة جمع اللحوم الي أن تم السماح للشاحنات المحملة باللحوم عبور الحواجز الإسرائيلية لتصل الي مستحقيها من الفقراء والمحتاجين في قضاء مدينة الخليل.وثمن الشيخ علي مصاروة، مدير لجنة الإغاثة الإنسانية للعون، العطاء المبارك الذي يقوم به الأهل في النقب سنويا وقال تقوم المؤسسة بدفع ما يقارب نصف مليون دولار شهريا لنحو 15500 يتيم في الضفة وقطاع غزة يقوم علي كفالتهم أهلنا في الداخل الفلسطيني، كما أن اللجنة جمعت ما يزيد عن 1300 أضحية تم إيصالها للمحتاجين في الضفة وغزة .وتتعامل قوات الاحتلال مع العمل الخيري، علي أنه إرهاب، حيث زجت بنشطاء العمل الخيري في سجونها، الي جانب رجال المقاومة الفلسطينية حيث تعتبرهم قوات الاحتلال وسيلة من وسائل صمود الشعب الفلسطيني، لا تقل خطورتهم عن خطورة رجال المقاومة الفلسطينية، الذي يقاومون قوات الاحتلال بالوسائل العسكرية.ولم تكتف قوات الاحتلال بمنع العمل الخيري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل منعت المواطنين الفلسطينيين، من التنقل بين المدن والقري، وخاصة في منطقة طولكرم، حيث تفرض قوات الاحتلال نظام منع التجول علي الشوارع الرئيسة بين مدينة طولكرم، وقراها. وحالت الإجراءات الإسرائيلية المشددة دون تبادل الزيارات بين الأقارب، لتقبل التهاني بعيد الأضحي، مما اضطر الكثير من المواطنين الي الجلوس في بيوتهم، وتبادل التهاني عبر الهواتف ورسائل الجوال التي باتت وسيلة الاتصال الوحيدة بين الأقارب خلال هذا العيد. 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية