فضيحة نقل كتاب تدفع كبير حاخامات فرنسا الى الاستقالة

حجم الخط
0

باريس ـ ا ف ب: اعلن كبير حاخامات فرنسا جيل برنهايم الذي اعترف بنقله كتابا وبادعائه زورا الحصول على شهادة فلسفة، استقالته الخميس بعدما هزت هذه الفضيحة المجلس الديني اليهودي، الهيئة الرسمية ليهود فرنسا.
وافاد نائب رئيس المجلس الديني اليهودي في باريس ايلي كورشيا ان جيل برنهايم اعلن ‘استقالته’ فورا من المجلس الذي عقد اجتماعا طارئا الخميس.
وحصل ذلك رغم ان كبير الحاخامات الذي اعترف بنقل كتب عدة وادعى انه حائز على شهاد مساعد في الفلسفة، قال مساء الثلاثاء انه لن يستقيل.
لكنه تراجع امام انعقاد الاجتماع الطارىء لمجلس الديانة اليهودية المركزي.
وصرح سامي غزلان نائب رئيس المجلس لفرانس برس عقب الاجتماع ‘لقد اعترف باخطائه وطلب المعذرة وقدم شروحات ووافق على الاستقالة من مهامه ككبير الحاخامات’.
واضاف ‘انه حل ياتي بمزيد من الهدوء، وكنا جميعا متفقين’ موضحا ان كل صلاحيات جيل برنهايم ‘سيتكفل بها رئيس بالوكالة سيعينه الاسبوع المقبل رئيس المجلس’. من جانبه علق جاك هوبير غهناسيا رئيس كنيس باريس ‘كان قرارا صائبا ووافق الجميع على هذا الحل الذي يحمي الرجل اولا ومهمته في المجلس ثانيا’.
وقد استبعد جيل برنهايم الذي انتخب كبير حاخامات فرنسا في 2008 وتولى مهامه في الاول من كانون الثاني (يناير) 2009، الثلاثاء الاستقالة معتبرا انها ستكون ‘تهربا من المسؤولية’ لكنه في الوقت نفسه اقر بانه نقل كتبا عدة معتبرا الامر بمثابة ‘اقتراض’ من عدة كتب وخصوصا من كتاب حول زواج مثليي الجنس استشهد به البابا بنديكتوس السادس عشر في كانون الاول (ديسمبر) 2012.
واقر ايضا بانه لم يحصل على شهادة استاذ مساعد في الفلسفة خلافا لما افيد في نبذات شخصية عدة وخصوصا دليل ‘هوز هو’، موضحا انه تغاضى عن هذه الكذبة اثر ‘حادث ماسوي’ في حياته.
لكنه لم يوضح طبيعة ذلك الحادث الذي ادى به الى الكذب. وقد شيد جيل برنهايم الذي لقب باسم ‘الحاخام الفيلسوف’، شهرته على صورة مفكر ومرشد اخلاقي اندثرت مع كشف اكاذيبه المتكررة.
ونال الرجل الذي كان يدعو الى يهودية منفتحة رغم انه من اليهود المتشددين (ما دفع به الى الاعتراف بان زوجته، المحللة النفسية، تحمل شعرا مستعارا) احتراما واسعا بفضل آرائه بشان قضايا اجتماعية تخص الموت الرحيم والزواج والمساواة بين الرجال والنساء والايدز.
وذاع صيت جيل ارييل برنهايم الى ما هو اوسع من الجالية اليهودية عبر انفتاحه على الديانات الاخرى الى حد انه لقب باسم ‘حاخام الكاثوليك’.
وانقسمت الجالية اليهودية الفرنسية التي تعد نحو 600 الف شخص، وهي الاكبر في اوروبا، منذ اسابيع حول مستقبل كبير الحاخامات كما افادت مواقع التواصل الاجتماعي ودعا بعضهم الى دعم غير مشروط بينما دعا البعض الاخر الى استقالته.
وانعكست الفضيحة على المجلس المركزي للديانة اليهودية، الهيئة الرسمية للجالية اليهودية والطرف الوحيد الذي يمثلها امام السلطات، علما بانه ضعيف اصلا بسبب صعود حركات مستقلة.
من جهة اخرى، تاسست نحو عشر كنائس مستقلة عن المجلس منذ عشر سنوات للحفاظ على استقلاليتها المالية او اختيار حاخامها الخاص وذلك عبر ثلاثة فروع اساسية: واحد ليبيرالي واخر نسب الى حركة لوبافيتش المتشددة الداعية الى اعادة التهويد وتعد نحو 12 الف عائلة، وحركة ماسورتي (محافظة).

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية