فضيحة تسريب اسم عميلة للـ CIA ستجبر تشيني علي تقديم استقالته بعد انتخابات الكونغرس النصفية
فضيحة تسريب اسم عميلة للـ CIA ستجبر تشيني علي تقديم استقالته بعد انتخابات الكونغرس النصفيةواشنطن ـ القدس العربي من نظام المهداوي:يبدو أن اليد اليمني للرئيس الأمريكي جورج بوش قد بدأت تجلب له المزيد من المتاعب والمشاكل بدل أن تكون له عوناً علي ما هو فيه. فحسب مصادر خاصة في البيت الأبيض، سيكون من المستبعد أن يستمر نائب الرئيس ديك تشيني في منصبه بعد انتخابات الكونغرس النصفية، وسيلجأ لتقديم طلب تنحيته عن منصبه بسبب متاعبه الصحية .وبالطبع لن تكون المتاعب الصحية هي التي ستجبر تشيني علي الاستقالة، بل الضغوط الكثيرة من مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين ضاقوا ذرعاً بسلوك نائب الرئيس، الذي يلعب دوراً مهماً إن لم يكن رئيسياً في القرارات السياسية الرئاسية، سواء علي الصعيد الداخلي أو الخارجي، إذ لم يشهد التاريخ الأمريكي قبله نائباً للرئيس يتمتع بالقوة والسطوة التي يتمتع بها تشيني، وهذا مرده لثقة الرئيس بوش الكبيرة بقدرات وخبرات تشيني وخصوصاً في مجال الأمن الوطني، علاوة علي كون تشيني موضع ثقة عند الجناح اليميني المحافظ في الحزب الجمهوري. إلا أن منتقدي الرئيس يرون أن قوة تشيني تعكس قلة خبرة بوش وضعفه خصوصاً في السياسة الخارجية. وشكل الحادث الأخير الذي أطلق فيه تشيني الرصاص من بندقية صيد علي زميل له في أوائل الشهر الماضي، ضغوطاً علي البيت الأبيض، ليس بسبب الحادث نفسه، لكن بسبب أن نائب الرئيس أبقي فمه مغلقاً لثماني عشرة ساعة بعد الحادث، وهو الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في الإعلام الأمريكي. وهذا الحادث أعاد من جديد ملفا لم يغلق بعد ويتعلق بتسريب تشيني لاسم عميلة تعمل لصالح جهاز الاستخبارات الأمريكية. وقالت المصادر ان البيت الأبيض توقع من تشيني أن يدافع عن نفسه في هذه القضية، التي أثرت بشكل سلبي علي الرئيس بوش وشعبيته.وتقول مصادر البيت الأبيض ان حادث اطلاق النار بالخطأ سلط الضوء علي علاقة الرئيس بنائبه فلا أحد من موظفي البيت الأبيض الكبار يستطيع أن يقول لتشيني ماذا يفعل.. ولهذا رفع الرئيس بوش سماعة الهاتف وطلب من نائبه أن يسرع بأخبار الأمريكيين عما حدث . ويذكر أن تشيني يعاني الكثير من المصاعب وخصوصاً بعد استقالة أكبر مساعديه ومستشاريه في شؤون الإعلام ستيف سجميدت ليتفرغ لادارة حملة حاكم كالفورنيا أرلوند تشاوزنيغر الإنتخابية وسبقه رئيس ديوان موظفيه لويس ليبي علي إثر فضيحة اصدار الأوامر للأخير لتسريب اسم عميلة جهاز الإستخبارات الأمريكية للإعلام.وأكدت مصادر في البيت الأبيض لـ القدس العربي أن تشيني سيستمر في منصبه إلي بعد انتهاء الانتخابات بشهر أو شهرين علي أقصي تقدير. ويذكر أن بعض المقربين من بوش بالإضافة إلي مستشاري والده الرئيس الأسبق جورج بوش الأول، طالبوا كثيراً بوش بالتخلص من تشيني إلا أن الرئيس الأمريكي رفض هذه المطالبات وآثر الاحتفاظ به لقناعته بكفاءة نائبه. ومن الأسباب التي ستدفع تشيني إلي تقديم استقالته هذه المرة الأزمة السياسية الكبيرة التي ستواجهه في نهاية العام الجاري، حيث سينتهي باتريك فيتزجيرالد المستشار الخاص الذي يحقق بفضيحة تسريب نائب الرئيس اسم العميلة بناء علي طلب من الكونغرس من تحقيقه حول هذه القضية، والتي يبدو أن تشيني لا يملك ما يدافع فيه عن نفسه.