فشل الجيش الاسرائيلي في ايجاد حل للجهاد يترجَم بزيادة القيود الجارفة علي السكان الفلسطينيين

حجم الخط
0

فشل الجيش الاسرائيلي في ايجاد حل للجهاد يترجَم بزيادة القيود الجارفة علي السكان الفلسطينيين

القرار الاخير بتقطيع اوصال الضفة يطرح قضية خسارة المعركةفشل الجيش الاسرائيلي في ايجاد حل للجهاد يترجَم بزيادة القيود الجارفة علي السكان الفلسطينيين دون أي بلاغ علني غيّر الجيش الاسرائيلي في الاسابيع الاخيرة تغييرا كاملا ترتيبات الحركة للفلسطينيين في الضفة. والمعني العملي للقرار هو تقطيع الضفة الي ثلاثة اجزاء (التقدم في بناء الجدار في القدس قد بدأ بالفصل بين جنوب الضفة وشمالها) علي نحو يشبه جدا ما درجت اسرائيل علي عمله في قطاع غزة، حتي انسحابها منه. ومن ناحية مئات الاف الفلسطينيين، من سكان المنطقة فان هذا تراجع خطير الي الوراء الي الايام العسيرة لحملة السور الواقي .القيود الجديدة علي الحركة فرضت في اطار المطاردة التي يجريها الجيش والمخابرات الاسرائيليين، بنجاح جزئي فقط، لشبكة الجهاد الاسلامي في شمالي الضفة، والمسؤولة عن قتل 24 اسرائيليا في العام الماضي. وقد شددت القيود في اعقاب العملية الاخيرة للشبكة، حين فجر المخرب الانتحاري نفسه عند المخرج الجنوبي من طولكرم فقتل ضابطا من الجيش الاسرائيلي، الملازم اوري بنمو وفلسطينيين.وأدي تحليل العمليات الانتحارية الخمس التي نفذتها الشبكة العام الماضي الي الاستنتاج بأنه في معظم الحالات جري اعداد العملية في مسار مشابه. ومما نشر عن التحقيق في العمليات السابقة يمكن القول بالتعميم ان اعداد العبوة تم في جنين او في قباطيا المجاورة، وعثر علي الانتحاري في القري شمالي طولكرم (علار، عتيل، صيدا) والربط بينهم جري في طولكرم نفسها. من هناك، انتقل الانتحاري والمرشد بشكل عام جنوبا باتجاه القدس، استغلوا الجدار غير المتواصل للتقدم غربا، نحو الهدف في وسط البلاد. الصعوبة المركزية في مكافحة الجهاد هي استخبارية. فالجيل الحالي من نشطاء المنظمة اكثر تطورا بكثير من الشبكات التي عملت باسمها قبل سنتين. وحتي بعد الضربة التي وجهت ضد اثنين من كبار المسؤولين في الشبكة الشهرين الاخيرين، نشأت مجموعة جديدة تضم نحو ثمانية نشطاء (قتل اثنان منهم أمس في عملية اخري للجيش الاسرائيلي في جنين) والتي تنسق النشاطات في ظل اتخاذ وسائل متشددة في السرية. وفي جهاز الامن يفترضون أنه في كل لحظة معينة تعني الشبكة بالاعداد لاطلاق اثنين ـ ثلاثة انتحاريين الي الجبهة الداخلية في اسرائيل. والنقص في المعلومات الاستخبارية الملموسة يجعل من الصعب القاء القبض عليهم ولهذا تستخدم وسائل تشويش مثل تقطيع اوصال الضفة. فالقطع بين جنين وطولكرم يفترض أن يضع المصاعب في وجه نقل العبوات، فيما أن اغلاق الطريق الجنوبي سيجعل من الصعب العبور الي القدس. والتغييرات كفيلة بأن تجبر الخلايا علي تغيير انماط عملها بشكل يسهل القبض عليها.في السنتين الاخيرتين انتهج في الجيش الاسرائيلي ميل ايجابي، وان كان بطيئا جدا، يتمثل بالازالة التدريجية للحواجز حول القري والمدن الفلسطينية. فالطوق المتشدد ازيل عن كل مدن الضفة، باستثناء نابلس. وفي ظل تهديد ارهابي واسع، تضمن ايضا خلايا نشطة من فتح وحماس، اتخذت مخاطرات مدروسة. ولكن الاجراءات الجديدة لا تتخذ الا حيال تهديد الجهاد في الوقت الذي تقلل فيه فتح وحماس نشاطاتهما الارهابية، علي خلفية التهدئة والانتخابات القادمة في المناطق.وفضلا عن الخطر العاجل المحدق من الجهاد، فان قطع الضفة ينخرط ضمن الخطط السياسية التي تبلورت في فترة حكومة شارون: الحفاظ علي الكتل الاستيطانية، بناء الجدار، فك ارتباط محتمل عن مستوطنات منعزلة اخري في الضفة وبداية فصل حركتي السير ـ تثبيت شبكات طرق منفصلة للاسرائيليين والفلسطينيين. غير أن الجيش يتجاهل حقيقة أن وضع الطرق تحت تصرف الفلسطينيين بائس وكل محاولة لربط جهات أجنبية في مشاريع اعادة ترميمها ستفشل في ضوء رائحة الابرتهايد التي تنم عن هذه الخطط. لا ينبغي لنا أن نحسد قادة الجيش الاسرائيلي في المناطق. فمكافحة الارهاب، الذي يعمل من قلب سكان مدنيين، يستوجب حسما متواصلا بين امكانيات سيئة. قبل اسبوعين، استنادا الي معلومات استخبارية جزئية، اطلق قائد اللواء الشرقي افرايم، العقيد اهرون حليوة، عشرات الدوريات الي المنطقة ونجح في سد طريق الانتحاري من طولكرم الي منطقة القدس. وكلف احباط العملية حياة الملازم بنمو. ولكن القرار الاخير بتقطيع اوصال الضفة يطرح التخوف في أن تكون قد انتهت لدي قوات الامن الافكار لمكافحة الجهاد. وعندما لا تتوفر مثل هذه الحلول، يميلون الي القيود الجارفة. وهذا عقاب جماعي، يفرضه جيش يجد صعوبة في توفير الاجوبة. عاموس هرئيلالمراسل العسكري للصحيفة(هآرتس) 13/1/2006س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية