فرنسا تباشر تحقيقا سريا في قضية طائرة تابعة لـ سي آي اي حطت بباريس في ظروف غامضة
فرنسا تباشر تحقيقا سريا في قضية طائرة تابعة لـ سي آي اي حطت بباريس في ظروف غامضةباريس ـ القدس العربي من شوقي أمين:باشرت قوات الدرك الوطني المسؤولة عن تأمين الملاحة الجوية في مطار رواسي شارل ديغول الدولي بباريس تحقيقا، في سرية تامة، عما أصبح يسمي بقضية طائرات المخابرات الأمريكية التي كانت تقل أشخاصا باتجاه معتقل غوانتنامو، والتي توقفت في مطار البورجيه الدولي للتزود بالوقود والصيانة، وذلك بأمر من القاضي في إقليم بوبيني في الضاحية الباريسية.وجاء تحرك القاضي هذا علي اثر الشكوي التي تقدمت بها كلا من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان في فرنسا، تتهم فيها السلطات الأمريكية ووكالة استخباراتها (سي آي اي) تحديدا بالاعتقال التعسفي وجرائم التعذيب وانتهاك حقوق سجناء الحرب ضاربة عرض الحائط المواثيق والعقود الدولية المنظمة لحقوق الإنسان في العالم.واستغربت محامية رابطة حقوق الإنسان، إمانويل داوود، استخفاف السلطات القضائية الفرنسية بـ التجاوزات الخطيرة للطائرة الأمريكية لأعراف الملاحة الجوية ، فضلا عن اختراقها المفضوح لقضايا حقوق الإنسان .وفي مراسلة خاصة للقاضي الفرنسي المسؤول عن هذه القضية موقعة بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير الماضي، فإن الغرض من هذا التحقيق هو تبيان فيما اذا حطت فعلا بتاريخ 20 تموز/يوليو بمطار البورجيه طائرة تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، والتأكد من ذلك ومن ثم الكشف عن الشركة أو المؤسسة التي قامت بتقديم الدعم التقني لها.ورغم أن الرأي العام الفرنسي والأوروبي علم في حينه بوجود طائرتين تابعتين لوكالة الاستخبارات الأمريكية استعملتا التراب الفرنسي بغرض الصيانة والتزود بالوقود، إلا أن أوساطا حقوقية واعلامية تتساءل لماذا تهتم العدالة الفرنسية فقط بطائرة واحدة كانت قادمة من العاصمة النرويجية أوسلو.وتقول مصادر موثوق فيها أن الطائرة المذكورة حطت وسط اجراءات غير مألوفة ، اذ بدل أن تحط كعادة الطائرات الأمريكية بالأرضية المحاذية لمتحف الملاحة الجوية والفضاء التابع لمطار البروجيه، فإنها استقبلت علي أرضية سرية وتكفلت بها شركة خاصة من حيث الخدمة التقنية المطلوبة، مما يحيل الي وجود اتفاق مسبق مع الطائرة الأمريكية كي تعبر التراب الفرنسي وتتوقف فيه خارج إجراءات الملاحة الجوية المعهودة.وسينكب التحقيق الذي تبدو خيوطه معقدة، علي تفكيك الألغاز المحيطة بالطائرة الأمريكية ومعرفة فيما اذا كان علي متنها معتقلون تتهمهــــــم السلطات الأمريكية بالضلوع أو التخطيط لأعمال إرهابية كانت تهم باقتيادهم الي معتقل غوانتانامو بكوبا، وهل كانت السلطات الفرنسية علي علم بذلــــك أم لا.من الناحية الرسمية البحتة، اعترفت السلطات الفرنسية بشكل لا يخلو من الارتباك باحتمال استعمال طائرات الاستخبارات الأمريكية لمطاراتها. ويعزز هذا الاعتقاد الصمت المطبق الذي انتهجته وزارة الخارجية الفرنسية طيلة شهرين كاملين بعد اندلاع فضيحة الطائرات الأمريكية المقلة لمعتقلي غوانتانامو قبل أن يعترف ناطقها الرسمي جون باتيست ماتيي بأسلوب لم يقنع وسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية معلنا عن احتمال وجود طائرات تابعة لمصالح الاستخبارات الأمريكية ربما حطت بمطار فرنسي . واكد المسؤول ذاته ان مصالح الخارجية الفرنسية تتحري الأمر مع المصالــــح المعنيـــــة وعلي رأسها مصالح الملاحة المدنيـــــــة. وحسب رأيه فالأهم هو معرفة ماذا كانت تحمـــــل علي متنها.وعلي ضوء هذه الخلفية، خرج ملف الطائرات الأمريكية نهائيا، أو يكاد، من أروقة الدبلوماسية لكي تتبناه أروقة العدالة في انتظار ما ستجود به التحقيقات الجارية.وتجدر الإشارة الي أن طائرة مشكوكا في وجهتها كانت حطت بمطار بريست (شمال غرب فرنسا) في 13 من آذار/مارس 2002 ، فيما كانت محل تحقيق من قبل السلطات الكندية. وقدمت ذات الطائرة من مطار سان جوم دي تير دي نوف بكندا عبر مطار كيفلافيك باسلندا ثم تركيا فيما بعد قبل الوصول الي فرنسا. ولكن علي ما يبدو لم تحرك السلطات الفرنسية ساكنا.
mostread1000000