فرح بن رجب: ضيوفي كانوا في غاية السرور لكنهم كانوا يحزنون عندما يرون صورتهم عبر الشاشة

حجم الخط
0

فرح بن رجب: ضيوفي كانوا في غاية السرور لكنهم كانوا يحزنون عندما يرون صورتهم عبر الشاشة

بدأت في سن الـ 17 وغابت عن الشاشة بعد حوالي عشر سنوات من العملفرح بن رجب: ضيوفي كانوا في غاية السرور لكنهم كانوا يحزنون عندما يرون صورتهم عبر الشاشةبيروت ـ القدس العربي من زهرة مرعي: غابت عن الشاشة بعد حوالي العشر سنوات من العمل المتواصل كمقدمة للبرامج الفنية. فرح بن رجب وجدت في مشاركتها في برنامج الوادي فرصا متعددة وتجربة جديدة تبعدها عن ضغوط الحياة المعاصرة. خاضت التجربة وصمدت لحدود قبل أن يخرجها التصويت.فرح التي لم تقدم جديدا منذ سنتين هي اليوم أمام جملة عروض لبرامج جديدة ترجو أن تحاكي النضوج الذي أصابها بفعل السنوات وبفعل النضوج. قبل أن تغادر بيروت لتستقر في الأردن كان معها هذا الحوار: هل سعيت إلي الشهرة من خلال الوادي، أم كنت تحتاجين إلي تجربة مختلفة في الحياة؟ الوادي تجربة إنسانية مهمة جدا كنت أحتاجها. أعتبر الوادي قرارا بالانتحار الاجتماعي أبعدني عن متطلبات الحياة العصرية خاصة الهاتف النقال، إضافة إلي الأخبار السياسية. كما أنه أبعدني عن ضغوط الحياة العائلية ومتطلباتها. مضت عشر سنوات علي تركي لمنزل والديّ في تونس بهدف العمل في الخارج ومن ثم كان الزواج. الوادي أتاح لي القيام بجردة حساب شخصية، صحيح أننا كنا بمواجهة الكاميرات علي مدي الساعة لكنه بالنسبة لي تفصيل لاصلة لي به. ما هي الحصيلة التي وصلت إليها بعد جردة الحساب في الوادي؟ نعتاد علي ذاتنا وعلي الآخرين المحيطين بنا، لذلك نري أننا كائن اجتماعي جيد له أطباعه الحسنة. دخلت الوادي وباعتقادي أنني إنسانة بتعقد وعلي أني متصالحة مع نفسي ومع الآخر، كما اعتقدت نفسي متسامحة. لكن في الوادي اكتشفت بأن لي أطباعا صعبة جدا حتي أن بعضهم وجد في تصرفاتي بعض العدوانية. الحصيلة التي خرجت بها جعلتني أقول أجادوا زوجي لأنه تحملني كل هذه السنوات. خرجت من الوادي وأنا أكن حبا غير طبيعي لزوجي لصبره عليّ. هل اكتشفت ما يمكن تغييره في علاقتك مع ابنتيك؟ في الحقيقة اكتشفت أن زوجي هو من بين النعم التي أعطاني إياها رب العالمين، واكتشفت مدي تعلقي بكندا وسندا. وكذلك علاقاتي بأصدقائي وأهلي ومدي تقديرهم لي. هل يعني ذلك أن الوادي أشعرك بالعزلة؟ صحيح شعرت بذلك لكن بعد الوادي توطدت علاقتي أكثر بكل الزملاء هناك. الوادي كان مثالا لحياة مصغرة فيها كل ما في الحياة العامة من حقد وغيرة ومعاناة وفرح وزعل. الوادي أتاح لي فرصة أن أصبح محنكة في الحياة. هل ترين أنه من الضروري أن يختبر الإنسان شظف العيش في حياته كما في الوادي؟ لنأخذ الطعام مثالا فمن جهتي لم أشعر بالجوع الذي شعر به الآخرون. افتقدت الحلويات واستعضت عنها بالقليل من الطحينة الممزوجة بالسكر. الدرس الأهم الذي سوف أدرب ابنتيّ عليه هو تحمل كل ظروف الحياة بحيث كيف ما ينكبوا بيجوا واقفين . هل لديك الاستعداد لتكرار التجربة؟ أتمني، الوادي جعلني أصغر بعشر سنوات لأنه أبعدني عن ضغوط الحياة العصرية جميعها. صرت علي قناعة أكبر بشخصيتي ووجدت أن عيوبي صغيرة أمام عيوب الآخرين. هل أتاح لك الوادي إجراء جردة حساب علي الصعيد المهني؟ أكثر من شاركوا في الوادي كان هدفهم الانتشار عربيا وهذا كان محققا لي لعملي في قناة تلفزيونية عربية علي مدي سنوات. أعتقد أن مشاركتي في الوادي لم تقدم لي أية خدمة علي الصعيد المهني سوي تذكر الناس لي بعد انقطاع لسنتين. إنما من دون شك كسبت المزيد من المشاهدين. عرفت من خلال قناة إي آرتي كمذيعة عفوية ومرحة للبرامج الفنية. بعد حوالي العشر سنوات من البدايات هل لا يزال هذا النوع من البرامج يستهويك؟ أنا ذاتيا تبدلت نتيجة السنوات. بدأت في عمر الـ17 وحاليا أنا في عمر الـ29 سنة، صرت أما ولديّ مسؤوليات. البرامج التي سبق وقدمتها لم تعد تعبر عني. حتي ألوان ملابسي وشكلها تبدل مما يعني تصالحا مع نفسي وعمري. أكيد عندما أعود إلي الشاشة سوف يتبدل برنامجي عن ما سبق. هل يرضي المشاهد برأيك بتبدل صورة المذيعة؟ لو تم نقلي إلي القسم الإخباري لما تقبلني المشاهد الذي شاهدني في برامج خفيفة. للأسف العالم العربي يعترف فقط بمذيع الأخبار ومقدم البرامج السياسية وهذا ما يحز في نفسي. ليس بإمكاني لوم المشاهد فهذه هي العقلية المسيطرة في عالمنا وعليّ احترامها. وأن يضع المشاهد كافة مقدمي البرامج الفنية في سلة واحدة فهذه ليست مشكلتي لأنني أعرف أني مختلفة. لكن من المفروض أن يتقبل المشاهد كل نضج يطرأ علي المذيع. ما هو آخر برنامج قدمته؟ كان عبارة عن توك شو نستضيف خلاله أربعة ضيوف يدور الحوار فيما بيننا. الفكرة كانت جميلة لكن تنفيذها لم يكن صحيحا خاصة لجهة الإضاءة التي لم تكن علي ما يرام. كذلك فريق العمل لم يكن كافيا. فشل البرنامج ناتج عن الظروف التي أحاطت به. ثماني سنوات في إي آرتي ومن ثم في روتانا انتهت بهذا الإحباط؟ إنه فشل حقيقي لكني لست مسؤولة عنه. الضيوف كانوا في غاية السرور من اللقاءات لكنهم كانوا يحزنون جدا عندما يرون صورتهم عبر الشاشة لأن ألوانهم كانت تظهر خضراء. الإحباط الذي شعرت به لم يكن طبيعيا. كيف تسعين للخروج من هذا الإحباط؟ خرجت منه منذ زمن، إنما تقديم برنامج جديد ليس بيدي وحدي. التلفزيون يحتاج إلي فريق عمل مع الأسف ولا يمكن أن يقوم بجهود فرد. هناك فرص تعرض عليّ لكني أخشي الخطوات الناقصة. هل يمكن الاستمرار مع إي آرتي؟ ربما يكون وجودي في الأردن كمكان للسكن العائلي عاملا مساعدا للتعاون مع هذه القناة التي لي فيها الكثير من الذكريات المهنية . إي آرتي تذكرني علي الدوام بأنني ابنتها. لن أتحدث في التفاصيل فالعروض كثيرة منذ سنتين حتي اليوم لكن أحدها لم يتم وضعه علي سكة التنفيذ لأسباب أجهلها كليا. سبق وعقدت الكثير من الاجتماعات مع أكثر من قناة وقدمت أفكاري، وإذ بي أري هذه الأفكار علي أقنية أخري. لذلك السكوت هو الأفضل حاليا بالنسبة لي. ألم تفكري بالعمل خارج إطار الشاشة؟ ماذا بإمكاني العمل بعـد كل هذه السنوات مع الشـاشة. طالما لم أمارس عملا آخر فليس بإمـــكاني اكتشاف مواهب جديدة في شخصيتي. المهم أن يبحث كل منا عن مورد رزقه لأن العمل من سنن الحياة. البرنامج الفاشل قدمته علي قناة روتانا التي تم شراؤها من قنــاة إي آرتي، وروتانا نفسها استدعتني للعمل ثلاث مرات ولم أجد في البرنامج المطروح ما هو مناسب لي. لكن في الحقيقة هذا الطلب أنعشني. قد أكون مع روتانا إذا وصلت إلي برنامج يرضي طموحي. لم يعد الظهور علي الشاشة هو حلم حياتي. مضمون البرنامج هو ما أفكر به.2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية