فتح وحماس تترقبان بقلق نتائج الانتخابات وصور عرفات والشيخ ياسين جعلتهما اكثر الحاضرين

حجم الخط
0

فتح وحماس تترقبان بقلق نتائج الانتخابات وصور عرفات والشيخ ياسين جعلتهما اكثر الحاضرين

تماثيل الاسود انحنت في رام الله من ثقل الصور الانتخابيةفتح وحماس تترقبان بقلق نتائج الانتخابات وصور عرفات والشيخ ياسين جعلتهما اكثر الحاضرين في العاشرة والنصف صباحا، وهي ساعة مبكرة في السياسة الفلسطينية، وصل ابو مازن الي مكتبه في المقاطعة. في طريقه جاز بمحاذاة آلاف الملصقات الملونة وعليها صور المرشحين: غطت الملصقات كل جدار، وكل عامود كهرباء، وكل شرفة، وكل سطح. لا يوجد في فلسطين قانون يضاد تلويثات الانتخابات، واذا وجد، فهو ما يزال قانونا لم يفرض. اهتم المرشحون بأن يزودوا أنفسهم بخلفية ملائمة: قبة الصخرة، او ياسر عرفات، او علم فلسطين، او الهلال الاخضر، رمز حماس، او الشيخ ياسين، يضحك ضحكة كبيرة، باسنان بيضاء، مباشرة من العالم الحسن كله. ابو مازن رأي القليل جدا من صوره، ما عدا لافتة كبيرة، رسمية، لفتح، حيال المقاطعة، ظهرت فيها صورة عرفات وصورة ابي جهاد وصورته هو، ليكن طويل العمل، مصحوبة بشعار: الحجر الاول، الطلقة الاولي، سنستمر في النضال .اراد أبو مازن أن يجند وقته كله، ونشاطه كله، لنجاح قائمة فتح في الانتخابات. انه يذكر ما حدث من وقت قريب في النضال بين عمير بيرتس وشمعون بيريس علي رياسة حزب العمل. لن أكون شمعون بيريس ، قال. لن أمضي للنوم وانتظر النتائج .لكن التزاماته الرياسية استهلكت يومه. فقد جاءه زائرا جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة، سابقا ومراقب انتخابات موسوس في الحاضر. لقد ألح في اثارة ذكريات عن تجاربه مع مناحيم بيغن وأنور السادات. انقضت نصف ساعة. رئيس حكومة البانيا سابقا دخل لتلتقط له الصور، ومثله وزيرة خارجية اسبانيا سابقا ورئيس حكومة فرنسا سابقا ومراسلان محبان للحديث مع يديعوت احرونوت وغيرهم. رئيس ديوانه الدكتور رفيق الحسيني، إبن العائلة الفلسطينية المهمة وهو شخص صاعد في قمة السلطة، أخرج وأدخل. ابو مازن، رجل حسن في وقت غير حسن، احتضن وهنأ ودخن وشرب القهوة ومازح ضيوفه بسحر كبير. لكن وجهه دل علي توتر داخلي. فنتائج الانتخابات اليوم تضعه في داخل عالم جديد لا يعرف نوعه. ربما تقود السلطة الفلسطينية، وتقوده معها، الي الضياع. ربما تتطلب منه انماط عمل صعبة، وقاسية، خلافا لمزاجه، وخلافا لعاداته. مصيره في يد الجماهير في الخارج. انه علي قناعة من أن النتائج في صناديق الاقتراع ستهش لحزبه، فتح، وستسيء الي حماس. استطلاعات الرأي مخطوءة مضللة كنت اريد أن يكون لنا نحن الفلسطينيين ايضا الدكتورة مينا تسيمح ، يقول. حتي اذا أعطي فرز الاصوات فتح، مع عدد من الاحزاب الصغيرة والمرشحين المستقلين، كثرة في البرلمان الجديد، فان حماس هي التي ستفوز في الانتخابات. لقد فازت. فذراعها السياسية حصلت علي الشرعية في حين أن الذراع العسكرية تعد الطراز القادم من صواريخ القسام. والاخطر من هذا: في البرلمان الفلسطيني الجديد ستنافس كتلة متآلفة منضبطة لحماس بازاء كتلة منحلة متخالفة في الرأي لفتح. الليكود عندنا انقسم بسبب 14 متمردا. في فتح الكل يتمرد علي الكل. قدورة فارس، المقرب من مروان البرغوثي والمرشح في قائمة فتح في رام الله، يتحدث بأن قدمه لم تطأ مقر انتخابات فتح. في المقر ، يقول فارس، مستشارون بريطانيون، لا يفهمون اي شيء في عقلية الناخب الفلسطيني . في المقاطعة، في مقابلة ذلك، هم علي قناعة ان جزء كبيرا من المرشحين الذين انتخبوا في قائمة فتح هم زعران . اذا كان ابو مازن يحب الحياة فعليه أن يخلخل حزبه من الداخل الي حد الانقسام. ميدان المنارة في قلب رام الله سيكون اليوم اكثر المواقع تصويرا في الشرق الاوسط (البريد في شرقي القدس، وهناك ستفتتح عدة صناديق اقتراع كتفضل من اسرائيل علي الادارة الامريكية، سيكون الموقع الاكثر استقبالا للسياح). أمس كان يفيض عن جانبيه بصور المرشحين: فتماثيل الاسود انحنت تحت ثقل الصور. احتفال للديمقراطية، سيقول الكليشيه. احتفال معا: كل مراودة هي احتفال، وبخاصة عندما تغرق المدينة بلون الضباب الشتوي. ليست الديمقراطية علي هذا الوجه. يخدم 70 الف رجل في قوات الامن الفلسطينية. لقد دعوا الي التصويت اول من امس، لكي يفرغوا للعمل في يوم الانتخابات. صوت 90 في المئة منهم. أمرهم قادتهم بصراحة بالتصويت لمرشحي فتح. صحيح ، يقول قدورة فارس، ليس هذا ديمقراطية كثيرا، ولكن في الانتخابات يؤخذ بكثير من الخطوات غير الديمقراطية. مثل الوعظ في المساجد للتصويت لحماس. هذا أيضا ليس ديمقراطيا كثيرا.ناحوم برنياعكاتب رئيس في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 25/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية