فتح تستجمع قواها وتكثف حملتها استعدادا لانتخابات فاصلة

حجم الخط
0

فتح تستجمع قواها وتكثف حملتها استعدادا لانتخابات فاصلة

فتح تستجمع قواها وتكثف حملتها استعدادا لانتخابات فاصلةغزة ـ من صفاء كنج:استنهضت حركة فتح قواها بعد فترة تردد تخللتها شكوك حول تنظيم الانتخابات التشريعية بسبب انقسامات داخلية في الحركة وتدهور الوضع الامني، لتخوض معركة فاصلة امام حماس التي سجلت شعبيتها تقدما، قبل اسبوع تقريبا من الانتخابات.ويقول المحلل السياسي هاني حبيب بعد فشل محاولات التأجيل وبعد موافقة اسرائيل تحت الضغوط الامريكية علي مشاركة فلسطينيي القدس الشرقية، لم يعد امام فتح سوي استجماع قواها للفوز بأكبر عدد ممكن من مقاعد المجلس التشريعي الذي كانت تهيمن عليه.ويضيف ما نشهده من تنشيط لماكينة فتح الانتخابية تعبير عن قناعة بان الانتخابات يمكن ان تشكل مخرجا من الأزمة عبر اعادة تجميع صفوف الحركة التي تعاني من انقسامات بين الحرس القديم والكوادر الشابة الداعية الي التغيير.ويقول مسؤول في حركة فتح طلب عدم الكشف عن اسمه ان الازمة الداخلية كانت السبب الرئيسي وراء التأخير في خوض الحملة، لكن استطلاعات الرأي الاخيرة التي بينت تراجع شعبية الحركة وحدت الرافضين والقابلين الذين باتوا يشعرون بأهمية المعركة القادمة . وبدلا من الدفاع عن حزب السلطة الذي يتم تحميله مسؤولية الفساد والفلتان الامني، بات مرشحو فتح يعترفون بوجود اخطاء منتقلين الي الهجوم علي حماس منافستهم الرئيسية. حتي ان ابرز مرشحي فتح في قطاع غزة سمير مشهراوي دعا الاثنين حماس الي مناظرة متحديا الحركة الاسلامية ان تعرض برنامجا لتغيير الواقع السياسي بعد ان اعلن احد مسؤوليها انها افضل من يتفاوض مع اسرائيل.ويقول هاني حبيب ان فتح انتقلت الي الهجوم، لكن للاسف، لا رموز قوية في قائمتها الرئيسية بخلاف رئيس القائمة مروان البرغوثي (المعتقل في اسرائيل) وبعض الاسماء المحدودة، اما الباقون فمن الكوادر النشطة لكن غير المعروفة جيدا لاعضاء فتح او المواطنين .ويضيف وفي الدوائر هناك النجم محمد دحلان الذي تشير التوقعات الي انه قد يكون الاول في دائرته خان يونس جنوب قطاع غزة، متقدما علي مرشحي حماس، اما الباقون فينظر اليهم الجمهور بشكل سلبي بسبب تجربتهم في المجلس السابق .وتخاض الانتخابات بنظامي القائمة النسبية والدوائر.وكثف قائد الانتفاضة مروان البرغوثي البيانات التي تدعو الي الالتفاف حول فتح مع التزام بالتغيير وانهاء الفساد، اما دحلان الذي يوصف بانه الرجل القوي في قطاع غزة، فاختار تكثيف الهجوم علي حماس محذرا من ان فوزها سيمهد لعصر ظلامي و قمع للحريات مما اثار ردودا غاضبة من جانب مسؤوليها.واعتبر دحلان، المسؤول السابق لجهاز الامن الوقائي، في لقاء انتخابي حاشد في رام الله في الضفة الغربية الاحد ان الانتخابات تشكل الطلقة الاخيرة لفتح يجب اطلاقها في صناديق الاقتراع وتناسي الانقسامات وتأجيل المساءلة.ويقول المحلل صلاح عبد الشافي تقديري ان فتح بكافة اطرافها القابلة والرافضة للانتخابات ادركت ان مهمتها التصعيد بعد ان باتت الانتخابات قادمة لا محالة، والملفت للجميع ان دحلان من قيادات فتح القلائل الذي يخوض حملة للحركة ككل باعتراف نقاده من داخل فتح، مع انه ليس علي القائمة الوطنية ويضيف ان كونه بدأ الحملة الهجومية من الضفة الغربية حيث يقال عموما ان لا شعبية له فيها، له دلالة فهو ربما اراد توجيه رسالة ان له دورا قياديا سياسيا علي مستوي فتح والوطن وليس قطاع غزة فحسب، لان رام الله هي العاصمة السياسية .ويركز دحلان علي مناشدة اعضاء وانصار فتح لوضع الخلافات جانبا فالوقت ليس وقت العتاب والحساب لان الامر لا يتعلق بفتح وانما بمستقبل كل فرد من افراد الشعب الفلسطيني وكل الليبيراليين والديمقراطيين . ويري المحلل السياسي طلال عوكل انه ان استمرت فتح في حملتها القوية، واستمرت في ضبط النفس والوضع الامني، يتوقع ان يتحسن وضعهم، وقد بدأت تظهر النتائج مع انسحاب مرشحين من فتح تقدموا كمستقلين لصالح المرشحين الرسميين وسط شعور بالخطر .وافادت اخر استطلاعات الرأي ان هناك استقطابا في الشارع الفلسطيني بين حماس و فتح حيث توقعت ان تحصل فتح علي 35% من الاصوات مقابل 30% لحماس.واضاف عوكل انهم يستفيدون كذلك من خطاب حماس المتناقض بشأن الموقف من اسرائيل، فهي مرة تتحدث عن مقاومة الاحتلال، ومرة عن التفاوض مع اسرائيل .ولاحظ الباحث في الشؤون الاسرائيلية اشرف العجرمي ان خطاب فتح الاخير موفق وواقعي يتميز بالاعتراف بالخطأ مع طلب اعطاء فرصة اضافية للاصلاح وخصوصا من الكوادر الشابة التي تحمل بذور التغيير في اعادة بناء الحركة المنقسمة علي نفسها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية