فتح بين مطرقة حماس وسنديان قادتها
فتح بين مطرقة حماس وسنديان قادتها منذ حصار الشهيد الراحل ابو عمار في المقاطعة ورحيله المفاجئ كثرت المؤامرات علي حركة فتح من كل حدب وصوب، فالإحتلال لا يتمني لأي حركة فلسطينية البقاء في الوجود، ولأن حركة فتح قادت الشعب الفلسطيني وثورته ونضالاته العسكرية والسياسية أكثر من أربعين عاماً وخاضت أخطر المعارك السياسية منذ مدريد وأوسلو وحتي خارطة الطريق واستطاعت أن ترسم خارطة السياسة الفلسطينية، وتنظم الحياة الديمقراطية للشعب الفلسطيني عبر الإنتخابات المحلية (البلدية) والإنتخابات التشريعية والتي خسرتها فتح اخيراً، حيث جاءت حماس لتقود المرحلة السياسية ولتشكل الحكومة الفلسطينية بدل فتح التي تنتظرها مقاعد المعارضة في المجلس التشريعي.. إن هذا المشهد يعكس في ثناياه صورة الشعب الفلسطيني الحضارية والديمقراطية الملتزمة والبناءة والتي سمحت للمعارضة السابقة لتصبح الحاكمة وللحاكمين السابقين ليتحولوا إلي معارضة ملتزمة، لكن هذا المشهد يخفي وراءه وبين وقائعه صورة مؤلمة لحركة فتح التي تراجعت كثيرا وفقدت من شعبيتها وجماهيرها وباتت مريضة تحتاج لرعاية وعلاج، فقد استفحل المرض فيها وترهلّت كثيراً، ففتح كالفريق الذي أعياه التعب وتكسر معظم لاعبيه كيف لهذا الفريق أن يحقق الفوز أو يدافع عن شباكه وقد كثرت أخطاؤه واستهل خصومه حالته الصعبة فانقضّوا عليه وأمطروه بالأهداف والنقاط؟لقد شكل رحيل الشهيد ياسر عرفات ضربة قوية لوحدة حركة فتح وساد جو من الفراغ لم يستطع أحد تعبئته، وباتت فتح بلا تنظيم وبلا قواعد وبلا رمز ومرجعية، ففتح التي ألقت بكل قواها في مشروعها الوطني أي في بناء السلطة قد خسرت السلطة وليس أمامها سوي العودة للجماهير، وفتح التي أركنت علي السلطة وتركت مؤسساتها دون رعاية واهتمام أصبحت بحاجة ماسة لتعيد بناء نفسها وإلا ستندثر وتتمزق لا قدّر الله وتضيع كما ضاعت قوي وحركات تحررية.إن حركة فتح تمتلك رصيدا تاريخيا ونضاليا يؤهلها للصمود والبقاء والتحدي ولكن علي فتح أن تكون واقعية ومرنة وأن تهتز قليلا لتنفض غبار الفشل والتصدع والتراجع، علي فتح ان تنتخب لا أن تنتحب وتندب حظها المتعثر، عليها أن تفكر بالحاضر والقادم لا أن تبقي أسيرة ماضيها وتاريخها الذي لم يشفع لها.لتبدأ فتح بذاتها في كل منطقة وجغرافيا ولتضع جدولا زمنيا لحسم أمورها الداخلية وترتيب بيتها الفتحاوي علي أسس متينة فيها التجديد والحداثة والروح الفاعلة وعزيمة الشباب وارادة الرجال، علي فتح الإستعداد لعقد مؤتمرها الحركي السادس ولتنتخب قادتها وممثليها ولجانها وتتفق علي برنامج مرحلي وآليات تضمن لها التقدم والنهوض وتعويض الخسارة بفوز قادم يعيد لفتح مجدها وريادتها ويصالحها مع جماهيرها وشعبها الذي لن يخذلها إذا ما استجابت لرغباته وتطلعاته.. ولتأخذ حماس دورها في السلطة وتتفرغ فتح لمصيرها ووضعها الداخلي وليسمح شيوخ فتح لشبابها بالتجديد والنهضة.المهندس محمد الاطرشرسالة علي البريد الالكتروني6