غصن مطعّم في شجرة غريبة

حجم الخط
0

لندن ـ ‘القدس العربي’: صدرت مؤخراً عن دار موزوبوتاميا ببغداد، الطبعة الثانية لسيرة الشاعر العراقي المغترب
صلاح نيازي. يبدو أن هذه السيرة نالت حظوةً ما، فسُلسلتْ على حلقات في مجلة المجلة السعودية، وفي موقع كيكا اللندني، وفي مجلة الشبكة العراقية وأخيرا في جريدة العالم العراقية.
قال راوية السيرة:
‘كانت أمنيتي الوحيدة لا الوصول إلى لندن، لا العيش فيها، ولكنْ التفتيش عن موت كريم في مكان آخر.الموت بإرادتي. أردتُ ‘أن أحسّ اللذة السوداء في الوفاة’..أردتُ أن أختار نوع موتي، كما اختار السهروردي موته. كان أشقّ عليّ أن يشفي قاتلي غليله، أنْ أموت تحت قدميه وآلات تعذيبه مهاناً مُذَلّاً. أمنيتي أن أحرمه من إشباع حقده.
غمرتني النشوة حقّاً، حينما تفتحت أمامي أوروبا خضراء شاسعة. إذنْ قلتُ لنفسي هذه أوروبا وكلّها قبر لي، ومرّةً واحدة شعرت بلذة الانتصار، كمنْ يخاف من المشنقة فيتلذذ بقرص للموت. الآن استطيع أنْ أقرر مصيري في أية لحظة. أصبحتْ إرادة موتي بيدي، وهو ما لا أريد لأحد أن يفرضه عليّ بالتجويع والتعذيب والإذلال. قررتُ أنْ لا ألتفت إلى الوراء بعد اليوم. أحببت القطار، لأنه كان يخبّ بقوة إلى الأمام، يدخل في الأنفاق الجبلية المظلمة، ويخرج بقوة إلى الأمام.
هديرك أيها القطار أجمل تهويدة أمّ في أذني اليوم …’

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية