‘غرفة صغيرة’ عمل مسرحي تأليف واخراج وائل قدور: كثير من القصص في غرفة واحدة!

حجم الخط
0

بيروت ـ من زهرة مرعي: رغم حال الارتباك السائد في الحياة السياسية اللبنانية، يبقى لبيروت متنفس ثقافي تبحث عنه رغم كافة الظروف. ففي زمن متقارب ينطلق حدثان فنيان على درجة من الأهمية. البداية مع ملتقى ‘منمنمات: شهر لسورية’ الذي انطلق عشية الخميس 4/4 على مسرح دوار الشمس في بيروت. هي مساحة رحبة تشمل المسرح، الرقص المعاصر، العروض الغنائية والموسيقية، إضافة إلى السينما والتشكيل.
بدأت العروض بمسرحية ‘غرفة صغيرة’ من تأليف وإخراج الكاتب وائل قدور، وتدور أحداثها في دمشق عام 2010. هي غرفة بسيطة مكوناتها كنبة، ستريو، وبساط يفترش الأرض. وفي هذه الغرفة الصغيرة تدور الكثير من القصص التي تتراوح بين حب وخيانة وكره.
ففي بيروت نزوح فني سوري كثيف، منهم من يعتبرها محطة لأيام، ومنهم من وجدها مقراً لأجل. وهؤلاء جاؤوا مع همومهم وفنونهم، ولا شك يحتاجون لمساحة يبدعون فيها ويعبرون. ودائماً شكل مسرح دوار الشمس تلك المساحة التي تحتضن الإبداع العربي بكل حب. ليس بالضرورة أن يكون الفنانون السوريون موالين أو معارضين، المهم أنهم سيقولون كلمتهم بحرية، في المسرح أو السينما، سواء كان فيها إسقاطات على الواقع ومنه، أم كانت خالية من أي اسقاط. في المسرح سيكون الجمهور كذلك على موعد مع عرضي المراقب وسيلوفان. كما سيحتضن مسرح دوار الشمس معرضاً تشكيلياً جماعياً، وآخر منفرداً للفنان وسيم غزاوي. وستعرض أفلام وثائقية أنتجت بدعم من مؤسستي دولتي وكياني. وهي أفلام من انجاز شبان سوريين وثّقوا ما يدور في بلدهم في السنتين الأخيرتين. وفي الموسيقى سيكون الجمهور على موعد مع فريقي’طنجرة ضغط’ و’لتلتة’. كذلك يشارك مع الفنانين السورين آخرون من لبنان والعالم، خاصة في مجال العزف.
وفي المقابل ينطلق في 11/4 على مسرح المدينة الملتقى العربي للرقص المعاصر، وفيه مساحة خاصة للمبدعين السوريين. وهذا الملتقى سبق وعقد في 2009، 2011 وهذا العام. قدم لملتقى الرقص المعاصر الفنان عمر راجحة الذي يديره منذ سنة 2004. ورأى في هدفه طرحا جديدا على مستوى العروض بمفهوم الرقص، وكذلك على مستوى الموضوع المطروح. ثمانية أيام متتالية من العروض الراقصة لأهم الفرق العالمية. منها عرض دموع صافية/مياه عكرة من بلجيكا. وذاك الجزء من الجنة لعمر راجحة. وفي هذا العرض محاولة للإضاءة على خبايا الحرب الأهلية داخل كل منا. وهذا العرض الذي رسم الكيروغرافي له الفنان عمر راجحة من المرجح أن يعرض في هولندا وألمانيا، ورفض المشاركة في مهرجان كوري جنوبي عالمي للرقص لأنه كان بمشاركة إسرائيلية، ويحمل شعار دولة اسرائيل. في المشاركة السورية في هذا الملتقى فهي مفتوحة للرقص والتعبير، وليس مهماً أن يكون هؤلاء الفنانون المقيمون في لبنان مع النظام أو مع المعارضة، المهم أن لا يكون ملتقى الرقص المعاصر مكاناً للبروباغندا. هذا ما قاله عمر راجحة.
ملتقى الرقص المعاصر الذي يستضيف فرقاً من كل العالم من ألمانيا، بلجيكا، اسبانيا، فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية يضم عروضاً مميزة وكبيرة. وقد وصفها راجحة بأنها تجنح نحو التطرف.
وبصورة موازية لملتقى الرقص المعاصر هناك أيضاً برنامج ‘ليمون’ الذي يستمر ليومي 14 و15 من الشهر الجاري وفيه تركيز على راقصين ومصممي رقص من سورية. وهو يتضمن ندوات وعروض راقصة صغيرة تشهدها خشبة مسرح بابل في الحمراء.
شكر عمر راجحة المراكز الثقافية الفرنسية، الإسبانية، البريطانية والألمانية في بيروت، التي قدمت الدعم عبر التعاون مع ملتقى الرقص العربي المعاصر، أو عبر الدعم الذي قدمته للفرق الفنية. أما وزارة الثقافة فلم تقدم للملتقى أي دعم. لكن على أمل الدعم مستقبلاً بقي اللوغو الخاص بالوزارة موجوداً في كتيب المهرجان. كذلك شكر مهرجان بيت الدين على دعمه. أما الدعم الأكبر فهو من الجمهور الذي يكبر يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة وذلك منذ سنة 2004 أي حين انطلق الملتقى بشكل عفوي. وأعلن راجحة أن المهرجان محاط بعد تسع سنوات على انطلاقه بفريق كبير من المتطوعين.
وفي الختام عبر راجحة عن رغبته بأن يكون للملتقى مدير غيره بدءاً من سنة 2014، يقدمه للجمهور بتجربة مختلفة وبرؤية جديدة. مؤكداً أن الملتقى بات راسخاً في الحياة الثقافية البيروتية، وقال: لا أتخيل بيروت من دون ملتقى الرقص المعاصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية