عيون العالم علي حماس والغرب يتمني لها الفشل
عيون العالم علي حماس والغرب يتمني لها الفشل لقد سطر شعبنا الفلسطيني ملحمة تاريخية في ساحة الديمقراطية، وقد خرج ضوء الديمقراطية من أرض فلسطين المحتلة، ليعطي درساً للعالم بأسره وليسطع في سماء الدول معلناً ثورة جيل جديد، متحدياً كل رهان خاسر، قائلاً: اننا شعب يستحق الحياة، ويستقي من نبع الاخاء وحرية التعبير، وصلابة الفكر وديمومة الضمير. هذه الانتخابات تمثل انقلاباً سياسياً فكرياً، خاصة وأنها جاءت في ظروف اقليمية ودولية معقدة، وبعيداً عن تقييم النتائج فان الناتج الأهم هو الفوز الكاسح للديمقراطية في أرض فلسطين والذي تمثل جلياً في سلامة العملية الانتخابية وتقبل النتائج بشكل لا مثيل له في دول المحيط العربي أو دول العالم أجمع، ومن ناحية أخري النزاهة والموضوعية التي تبدت بأروع صورها. كثير من المراقبين لنتائج الانتخابات بالأرقام الصحيحة وليس بالتنبؤات فوجئوا بل صعقوا بها، لكن المتتبع للظروف المحلية في الساحة الفلسطينية يقترب من النتائج، فحركة المقاومة الاسلامية (حماس) تستحق أن تتوج فوزها نظراً لأنها لأول مرة تخوض أو تجاري مبدأ الانتخاب وتخرج منه بالفوز، والآن يستدعينا هذا الفوز لفصيل معارض بالتوقف علي دوافعه وما الذي يدفع حركة حماس الي هذا الفوز وبهذه الأرقام الخيالية؟الدافع الأول باعتقادي يرجع الي الظرف الدولي المعاصر.أما الدافع الثاني فيعود الي انجازات الحركة السياسية والعسكرية، وقدرتها علي الادارة الاقتصادية والاجتماعية والتماسك الداخلي ووجود الضابط الرئيس ألا وهو الدين. الدافع الثالث هو الاختيار الدقيق لمرشحي الحركة سواء في القوائم أو الدوائر، فقد مثّل مرشحو حماس حالة تكاد تكون فريدة من السمعة الحسنة والتاريخ النظيف.والدافع الرابع ما يتعلق برغبة الفلسطينيين في التغيير، اذ تنطلق النفس البشرية من قاعدة التبديل والتغيير ويصعب أحيانا الثبات علي وجهة نظر واحدة وهذا نابع من طبيعة الكون وديناميكيته وتقلباته المناخية والجيولوجية. والدافع الخامس ما يتعلق بالطبقات الاجتماعية، لم تكد تنجح الاشتراكية أو الرأسمالية الفلسطينية في جذب المواطن الفلسطيني، فالبعض أدرك حقائق الفقر وبأن أغلبية الفلسطينيين هم من الطبقات الفقيرة، فبذا انطلقت حركة حماس من قاعدة تجمع الجماهير الضائعة بين البرجوازية والاشتراكية والتي فشلت في جذبها.رياض أبو بكر فلسطين6