عودة من المنفي: أسبوع في ملتقي الرياح (1 من 2)
مهمتي… كانت بسيطة: تسليم ظرف بألوان الجمهورية الاسلامية الموريتانية إلي سلطات نواكشوطكل دور السينما هدمت… وتحولت المراكز الثقافية الي بنوك وجيوش المتسولين تخاطبك كأنك مانع للزكاة!عودة من المنفي: أسبوع في ملتقي الرياح (1 من 2)عبد الله حرمة اللهفي كلامنا القديمكان الشعب يصعد فوق الكتفينويهتف للحرية.في ذلك الوقت.وفي كلامنا القديمكان الأمير ما يزال أميراملتحيا ومدهنا بالعطوروكان الشعبيضطرب فوق حبل الكلامہہہاضطربنا اضطرابا عظيما وما اضطرب الكلام.أمجد ناصر، 1981كلام مؤجل، أثر العابر بضع سنين من الغيبة، وعقود من الغربة، انسابت بكل خيلاء تحت أضراس ما تبقي من هشيم جسدي المهترئ!مرح وضجر، غفلة وحزمة من حطب… قرض، ورحيل دائم علي سطح القمر! وأعراب ما تبقي من الغجر! تلك بعض الأشياء التي حوتها حافظة فرشاة أسناني، المسافرة من حي لا كولين ، حتي بيت أبي، علي حافة المشوي الطائعي، بحصيه الجمهورية، ورماده الدداهي! قبل البعد، كنت في انتظار تعود التأخر! اذ طفقت أوزاري الململمة علي عجل تعبث بصبري، الذي ما فتئ يتجدد نفاده.طال انتظاري، لطائرة الخطوط الجوية الموريتانية، بحثا عن رائحة ذلك الوطن المسافر علي كف عفريت، منذ أن لفظني. أخيرا حطت الطائرة بكل حشمة علي مدرج أورلي وكأنها بقرة أمي الحلوب، التي طحنتها سيارة بانواكشوط، قبل سفري الأول نحو المجهول. أجهدت في اقناع نفسي بأن تأخرها، ربما عاد الي يوم الصيام القاسي الذي قضت بعد أن نسيت تناول السحور ببماكو ، ومع ذلك بدت مستعدة للحاق بالفطور في انواكشوط، حيث تستعيد عرشها، بعد الاهانات المتكررة في المطارات الدولية.صوت المضيفة كان متميزا: يحيل الي مزيج متوهم بين الزيت والماء، فبعد الآيات القرآنية قدمت لنا طاقم الطائرة، الذي كان يترأسه، الملاح الذي طار بالطائع الي حتفه السعودي.مباشرة بعد أن استوت فوق الغيوم، بدأ الطيار في حكاية ما حصل مع الرئيس الأسبق، عندما أخبره بحدوث انقلاب علي نظامه، السرد كان شائقا، ولم يخلُ من المفاجآت، التي لم تقطع شخير زوجة وزير الطائع الأول، والتي كانت في الرحلة.لكن، بعض الأطر الشباب، العائدين لتوهم من المنفي، أبدوا اهتماما كبيرا لما تفضل به الكابتن ، وكأنهم يريدون التأكد مرة أخري، من زوال معاوية! بالنسبة لي، كانت الرحلة طويلة، ومقلقة، قضيتها في حالة من العرق الداخلي، الذي عجزت كل ملحقات روحي، عن احتوائه! لكن الجدل الفقهي، الذي أثار المسافرون، حول وقت الافطار، سرعان ما أحالنا علي رسم الغياب الذي بدا هاربا كل ما ابتعدنا عن أجواء الجليد، نحو صحراء يندر فيها الغياب!!احساسي بالوحدة، جعلني أتصفح دون ملل، صور أميرتي المسافرة في جيبي، الذي ازدحمت فيه تفاصيل غربتي القاتلة!أمل الانقلاب الأبيض كما تنبأ الأستاذ عطوان، كان حاضرا في ذاكرتي، كنت أحاول جادا تصديقه، رغم خوفي الطفولي من العسكر، ومشاريعهم الديمقراطية! لكن حدسا آخر، دفعني الي رغبة في اكتشاف ما وراء الوعود! أخيرا قررت وضع حد لهذا الغليان الداخلي، لأني في هذه اللحظات كنت مستعدا لكل شيء الا الموت، فمشواري لم ينته بعد: حلم الديمقراطية، وذرف دمعتين علي قبر أمي، التي حلمت يوما، بأن تعيش ما بعد الطائع، كذلك لحية أبي التي غطت تفاصيل وجهه الجميل. مهام تتحدي فصول الموت، في وجود خرافي!علي أية حال، كان سفرا عاديا، رغم رفضي لروتين المغامرات السياحية، التي ترتب الهندام وتسحق الأحلام. حطت الطائرة، علي مدرج مطار انواكشوط، معلنة وصولنا بسلامة. كنت قد أقلعت، عن توهم العودة، قبل أن أتوسل الي صديقي اليوناني، بترتيب رحلة لأشلاء جثماني! مكرها عمدت الي هذه الوسيلة الميتافيزيقية. كنت أول من هبط من الطائرة، وانواكشوط غارقة في ظلام، صالحني مع النجوم، التي بدت مصرة علي البقاء، علها توفق في اعادة القمر الهارب، من فلسفة الاخصاء ، المنتشرة في هيولي الوطن الجريح، رغم أحلام التضميد! أجساد وجراح، حرقة وأرواح، بدت تتحرك برتابة الغياب في بهو المطار الذي احتضنني صافحا عن طول غيبتي! حيث بدت بوابة الأرض الصامدة وكأنها خرجت لتوها من حرب مدمرة: بجيش الحمالة المرقمين ، كما يحدث في أدبيات الابادة، ألواح الاعلان المستلقية علي بلاط متسخ، ربما انتظارا لاستفاقة رغبة ما في الاستهلاك، من يدري؟ بعد اجراءات الروتين من طرف الشرطة التي بدت فرحة باستقبال الوفود القادمة من المنفي، ملبية نداء الوطن الناهض من غياهب جب الديكتاتورية. في المطارعلي عتبة المطار الذي بدا آمنا أكثر مما مضي، كان الاستقبال علي قدر الفرحة التي جلبتها قوافل المنفي، العائدة الي وطن كانت قد سلبته فيلة بوطأتها الثقيلة! من بين حشود الأمهات، حضر أهلي وغابت أمي، التي كثيرا ما حلمت بأن تعيش، لتري الفيلة في رقصة الوداع، جارة أذيالها المنتوفة، علي ايقاع الزغاريد المبحوحة! حميمية اللقاء، كانت وحدها كافية لأطمئن علي أن سريرا ينتظرني ببيت أبي، ولن أعرج البتة ببومديد ! لم أحلم أبدا بعودة بهذا الجمال. لقد كان الحدث بفنية يستحيل علي الوصف تناولها، فأمواج الحبور، ونسيم العيون البراقة، تخطف الانتباه، مؤجلة حلقة التدوين الي حين! فثمة احساس يغمر وآخر يغمي، ضحك متواصل، وحرارة تجعل الأجساد ترشح بعنبر الحياة المقبلة بعد طول غياب.في مثل هذه اللحظات، نتأكد من سذاجة الخطابات المستقيلة ، التي طالما ادعت، انعدام أي طموح شعبي للتغيير، واهمة من غير اقناع، أن عقيدة المخزن جزء من شخصية الموريتاني. لكن ما غاب عن رواد هذه التحاليل العالمة ، أن التغيير لم يمنحه اليابان، ولم يحتفِ به المنكول! فالأكفاف التي شيدت جسرا معلقا، يذهب ويجيء، متوجا الجمع بعمائم بلورية، من نغم الاحتفاء التلقائي، ليست الا سجعا مرتجلا يحكي، مدي جدية الاحتفاء بتغيير طال انتظاره، بعد أن جفت المراعي، وندر الثريد، قبل أن تتمرغ الكرامة في وحل الارتزاق، معلنة بداية غبن، سلب الروح، قدرة الحلول بالأجساد! طيلة الطريق المؤدي الي البيت، بيت أبي، كان سيل الأسئلة ينهال علي، ككرات الثلج، في أيامي الأولي من المنفي: كيف كنت تنام؟ ماذا أكلت هناك؟ من هم أصدقاؤك؟ هل أكملت رسالة الدكتوراه؟ وأسئلة أخري، لكني كنت دائما أرد بابتسامة باترة، لأن قلقهم لم يمنحني قدرة الرد علي أسئلة، كانت اجابتي عليها شبه يومية، عبر كتاباتي، التي تأكدت لاحقا أنهم قرأوها، وأعادوا قراءتها بنرجسية شبه جماعية! مما يؤكد أن الفعل الثقافي والومضة الوجودية، يفرضان تكاملا، يلغي كل انفصام محتمل! مع أنهم محقون في هذا الالزام المطمئن علي اتزان وجود ما، خصوصا ان كان القسر، قد سلبهم اياه، في بداية يقلقهم احتمال توقفها!العاصمة، كانت أكثر فوضوية مما مضي، كذلك غرابة المارة! فأجيال عدة، ترعرعت علي طول غيابي، لأبدو كسائح، يعرف باسمه أكثر من شكله. لكن دكنة الأرصفة، ودحدحة الدراعة بجلال بدوي، أوقفت ما تبقي من شعري المتساقط، مدغدغة زوايا أطرافي، التي تحكي جغرافيتها تفاصيل معايشة ثرية لهذه الأرض الطيبة: بعض أحداث طفولتي المشاكسة، ومراهقتي الطائشة، كذلك الحب وأحلام الكرتون الوديعة… نسيم الحرية القادم من بعيد، أيقظ احساسا زاهيا برغبة ما في الشروع المباشر في ورشة الاعمار المغرية، عل الأشجار التي بدت صامدة علي قارعة الطريق، تجد أنسة تستحق الظل المختبئ، بعد أن هدمت كل دور السينما، وتحولت المراكز الثقافية الي بنوك تنمو خارج الحقل الاقتصادي! جيوش المتسولين، بكل غطرستها تخاطبك، وكأنك مانع للزكاة، باختصار شديد، تأكدت أن هذه الأرض تحتل مكانا معتبرا من قلبي، وأن أهلها، ما زالوا طيبين! بيت أبي لم يبد كما عهدته، كان ترتيبه، يحكي قصة غياب، لم أتعود علي معايشتها!في أروقته فتشت عن زغاريد جدتي احتفاءا بنجل صهرها المدلل، كذلك بسمة أمي الحاضنة، والتي تعودت اشفاعها بعبارتها المفضلة: رمتكم قريش بأفلاذ كبدها.. ، مع أن رائحة هذا الوجود الثنائي طلعت دون تريث من جبهة أبي الطفولية أثناء عودته الحنون علي قصة الغياب، بدا صوته مرتجفا في نقله لآخر ما نطقت به ياي ، كما تعودت أن أناديها احتفاء بولعي باللهجة السنغالية: قولوا لابني.. حبي، ولا تنسوا غفراني.. كيف يمكن لدموعي أن تقتصد لبقية العمر أمام مشهد كهذا؟ مع أن البكر الذي شاءت الأقدار أن أكون، ينبغي أن يستعير ولو لحين صلابة أبيه التراجيدية! ولوضع حد لهذه المهزلة، شرعت في تقديم الهدايا، علّ الحياة تلحق بنا، عساها تنقذنا من هذا المأتم الجماعي، خصوصا أن الخروف المشوي ينتظرنا غير بعيد من سجادة أبي، التي تعتبر جزءا من ديكور البيت، الذي أبدي بكل فخر فرحته باحتضان، البكر، أو ولدي ، كما تعودت سيدته مناداتي.أمام هذه اللقاءات، نتأكد أننا تعودنا علي الغياب وأن المنفي أصبح جزءا من حياتنا، وأن الاستعداد للحاق بحياتنا الأخري، يبدو أصعب من مفارقتها ذات يوم! لكن روعة الوجود تكمن شيئا ما في تناسق هذه التناقضات التي تعير الحياة أبجدية أخري.. من ناحيتي، تمكنت من التخلص من تعب الغربة، لأعيش من جديد انتقاء فاصلا لدررها الباهية… كان الأصدقاء، بحضورهم يزاحمون حق أهلي في الانفراد باحتضاني طيلة المقام، وقد كان هذا التنازع مغريا لرغبتي الطادية في الحضن! فالبرد الباريسي أخذ مني جزءا من حرارة الاحتضان وشمس الركضة الأولي علي أديم أفلجيط .مراسلون بلا حدودلكن ينبغي أن لا تأخذني حلقات الود من مهمتي الرسمية، والتي كانت موضع سخرية من قبل زملائي الغربيين! فقد اقترحت عليهم مباشرة بعد الانقلاب الأخير، توجيه جملة من التوصيات بخصوص حرية الصحافة الي السلطات الجديدة. فأنا رغم مواقفي السياسية أعتبر أنه في مجال حقوق الانسان ينبغي طرق كل الأبواب. هكذا وفقت في اقناع الهيئة التي توظفني، مراسلون بلا حدود ، بقطع الخطوة الأولي، لتعبر من جهتها السلطات الموريتانية عن استعدادها لاستقبالي كرسول لحرية التعبير ، من بين كل زملائي كنت أول من فاجأه هذا الرد السريع، رغم احساسي بالنخوة حيال سخرية زملائي الذين فقدوا كل ثقة في المجالس العسكرية، التي تعودت أن تعد نعيما وتفي رمضاءا! اذا مهمتي، كانت بسيطة، تمثلت في تسليم ظرف بألوان الجمهورية الاسلامية الموريتانية، كنت قد ابتعته من وراقة باريسية عريقة، الي سلطات انواكشوط، أو علي الأقل هكذا تصوره البعض! بالنسبة لي كان للرحلة مدلول آخر، تمنيت أن أوفق في صوابه، لقد كنت أود اهداء صفعة رقمية لكل هذه الآراء المتعالية، كل ما تعلق الأمر بالعالم الثالث ومستقبله الديموقراطي، خصوصا وأننا نشهد في الانتاج الأدبي والسياسي حاليا بأوروبا نوعا من النوستالجيا للتنظير العنصري للقرن التاسع عشر، الذي سعي جاهدا الي تبرير ابيولوجي لصــــحوته المادية والنوم الأزلي لشعوب الجنوب… المهم، أن مأموريتي ينبغي أن تتم علي أحسن ما يرام، اذا لامجال لكل هذ ه العواطف المصرة علي ابقائنا في نواح أبدي علي أطـــلال، تعودت استبدالها كلما درست بأخري طرية المأتم! من بين من كانت لي بهم صلة أثناء تحضير هذا السفر، دخلت في اتصال مع الأطول يدا والأصدق لسانا، حدثته عن تفاصيل مهمتي في ليلة من ليالي رمضان، كان القمر يتشفع لي ببياضه المنير أن لا أشعل أضواء عابرة الصحراء التي كان زوج أختي قد وضعها تحت تصرفي، طيلة مقامي بأرض بثيناه. لقد سبق وأن عشت تجربة ديبلوماسية، بسهولة بالغة مع بعض الدول الشقيقة التي مدت لنا يد العون للتخلص من ذلك الذي أثني ركبتيه علي رؤوسنا طيلة عقدين من الزمن!لكني لم أتهيأ، أبدا، لممارستها مع من يمسكون بشريط الحل والربط بانواكشوط، لأني وبكل بساطة قد تعودت علي رميهم بمناجيق الرفض، وللأبد! مهمتي كانت صعبة، رغم أني أمثل منظمة دولية، فهاجس ملاطفة السلطة أقلقني علي ما تبقي من شعلتي الأولي الرافضة لكل مساومة مهما كان شكلها أو مضمونها، فواجبي المهني كصحفي، يشدني دون تردد لأنقل مشاغل زملائي المتربصين لحفنة أكسجين قد يمنحها التحول الجديد، دون تردد تغلب المهني علي المناضل السياسي، الذي لم يندم لاحقا علي حيز التنازل الوارد. مع أن كل هذه المبارزة الداخلية لم يكن لها داعٍ، لأن الطرف الآخر كان اصغاؤه رفيعا وحواره حضاريا، لدرجة خجلي من هذا التجاوب الرمزي في بداية مسلسل تطير منه أغلب الأشقاء، مبدئيا علي الأقل فأنا المفاوض القادم من باريس وجدتني في مكانة المستشار ذي الرأي النافذ! لكني حاولت الابقاء علي جزء من صرامتي، بصعوبة بالغة، بحكم انتدابي من طرف منظمة دولية وأنا الموريتاني المبهور بما سمعت وشاهد ت دون أي وسيط. محاوري، بعد أن غمرني بضيافته البرمكية، وعدني بايصال الملف الي صومعة الحل والعقد، وأن كل جديد سيصلني دون مماطلة. من هذا اللقاء التحقت بشاطئ المحيط الأطلسي، بحثا عن قوة تمنحني القدرة علي كتابة مراسلتي الأولي، الي هيئة تحرير كانت تستعد للاعتصام أمام السفارة الموريتانية بباريس، من فرط قناعتها بمروري الحتمي بالسجان بعد الجلاد! مع فارق التوقيت، انتزعني الهاتف بعد أقل من ساعتين من نوم لم يحضر أبدا، رغم مناشدتي اياه أثناء طلوع الخيط الأبيض علي رماد ما كان أسود قبل ساعات! علي الخط كان المكتب الباريسي يريد التأكد من أن أناملي لم تقهر لتوصلهم ما كتبت؟ حتي أني أحسست رغبتهم في التأكد من نبرتي الصوتية، قاطعت محدثي معلنا له رقم بطاقتي المهنية، وآخر عمل أنجزته قبل أن أغادر الدائرة العشرين في وجهة أورلي، ضحك كثيرا، تاركا خلفه صدي، بدي كالمعتذر عن عدم معرفته بتقنيات الزغردة، التي يستوجبها المقام . أما الآن فينبغي أن أبدأ جولتي بقاعات التحرير، حيث كان هناك زملاء فرقني بهم المنفي وآخرون التحقوا بالمهـــــنة بعدي، جل الأقلام التي غذت ربيع التسعينات سئمت مصادرة لم تمنحهم أبدا الوقت الكافي ليجف حبرهم الدالق. فأصبحوا آباء أسر عاطلين عن العمل أو شعراء يكتبون فيودعون انتاجهم المجهول من طرف غيرهم، سلة الزبالة، بعد أن عــــجزوا عن اللحاق بالمنفي! المهم، تلك صفحة نـــــرجو أن نوفق في طيها برتابة، لكنهم اليوم عادوا، بعـــنفوان اليوم الأول والحب الأبدي للحرف الذي منعوا معاقرته بشغف جنون لذيذ! هم الآن هنا، والي الأبد.مدرجات الأرشيف هنا وهناك، كانت تعج برسائل المصادرة التي تعودت وزارة الداخلية ارسالها، حتي قبل اكتمال سحب الصحف! مع أن الأمل في تجاوز هذه الحقبة كان حاضرا، من خلال جموع الشباب الراغبة في خلق ما عجز الشارع عنه طيلة سنوات المصادرة والتكميم. 7