عودة بوتفليقة تعيد الي اذهان الجزائريين سنوات حكم الرئيس بومدين

حجم الخط
0

عودة بوتفليقة تعيد الي اذهان الجزائريين سنوات حكم الرئيس بومدين

عودة بوتفليقة تعيد الي اذهان الجزائريين سنوات حكم الرئيس بومدينالجزائر ـ القدس العربي ـ من مولود مرشدي: عاشت الجزائر العاصمة في اخر يوم من العام 2005 مظاهر لم تعرفها منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1978 عندما خرج الالاف لاستقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بهتافات الترحيب اثر غياب دام 35 يوما.واعتبر مواطنون قدموا من مختلف المناطق ان بهذا الحدث السار، فان الجزائر تحيي ثلاثة اعياد، مقدم الرئيس وعيد رأس السنة الميلادية وكذا عيد الاضحي المبارك الاسبوع القادم .واكد توافد الاف الجزائريين الي الجزائر العاصمة ان بوتفليقة تمكن من كسب ودهم بخلاف الرؤساء الذين سبقوه الي قصر المرادية منذ رحيل الرئيس هواري بومدين قبل 27 عاما. وعاد بوتفليقة الي الجزائر بعد خمسة اسابيع من الغياب القسري باحد المستشفيات الفرنسية بعد وعكة صحية ألمت به يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقد التأم شمل مختلف مسؤولي السلطة الجزائرية بهذه المناسبة، فحتي وزير الداخلية يزيد زرهوني كان حاضرا الي جانب الوفد الحكومي الذي استقبل الرئيس بوتفليقة بعد ان غاب هو الاخر عدة اشهر خضع خلالها لعملية جراحية وصفها بالحرجة لزرع كلية له في احد المستشفيات الفرنسية. ولم يكن الا وزير الشؤون الدينية بوعلام الله غلام الله غائبا عن الصورة التذكارية التي عادة ما تؤخد لاعضاء الحكومة بعد التوقيع علي قانون المالية في نهاية كل عام بقصر الرئاسة.ولكن غلام الله لم يفوت فرصة تواجده بالبقاع المقدسة لاداء مناسك الحج ليسجل حضوره بطريقة اخري نقلها التلفزيون الجزائري عندما كان يحث الحجاج علي الدعاء لرئيسهم بالشفاء والحمد لله علي عودته سالما من فرنسا. وظهر الرئيس بوتفليقة الي جانب وزير الطاقة شكيب خليل متقدما بعض الامتار عن اعضاء الحكومة الاخرين في بهو قصر الرئاسة. وقد استغل لحظة قبل جلوسه الي الطاولة التي خصصت له للتوقيع علي قانون المالية ليقول ممازحا الحضور كنتم خائفين لو انني لن اوقع علي قانون المالية اتبعها بابتسامة عريضة.ولم تكن ملاحظة الرئيس بوتفليقة عرضية او من اجل المزاح فقط ولكنها كانت رسالة فيها الكثير من الدلالات السياسية اولا: لان التوقيع علي هذا القانون تم ساعات قبل انتهاء المهلة الدستورية المحددة باخر يوم من العام، ولكن ايضا بعد اشاعات راجت خلال فترة علاجه ونقاهته بفرنسا تكهنت بانه لم يعد قادرا علي مباشرة مهامه.وحرص الرئيس بوتفليقة في كلمة مكتوبة وجهها الي الشعب الجزائري قرأها التلفزيون الجزائري في نفس يوم عودته علي الاشارة الي هذه النقطة بالذات حيث اكد بانه استعاد كامل لياقته وقدرته علي مواصلة السهر علي تطبيق البرنامج الرئاسي . ولان عودته تزامنت مع نهاية العام الميلادي فان الصحف الخاصة احتجبت عن الصدور ولم تصدر سوي الصحف الحكومية استثناء بمناسبة عودته، مما جعل عامة الجزائريين يضطرون الي متابعة اخباره عبر قناة التلفزيون الرسمي الذي غطي عودته مباشرة ولحظة بلحظة من المطار الي غاية قصر الرئاسة باعالي الجزائر العاصمة حيث وقع علي قانون المالية.وتوافدت علي الجزائر منذ مساء الجمعة مئات الحافلات قادمة من مختلف الولايات علي متنها شيوخ ونساء واطفال حاملين صور الرئيس وشعارات الترحيب.وقد استغلت احزاب التحالف الرئاسي المؤيدة لبرنامج الرئيس، وهي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، هذه العودة لاظهار قوتها في تجنيد المواطنين اذ اكترت حافلات الخواص لنقل من رغبوا في التوجه الي الجزائر العاصمة للمشاركة في مهرجان الاستقبال.ولكن فرحة 11 من بينهم لم تكتمل اذ لقوا حتفهم عندما هوت حافلتهم من اعلي جسر بقسنطينة وهي في طريق عودتها الي ولاية عنابة (600 كلم شرق).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية