عن سيجارة في منفضة للشاعر الفلسطيني خالد جمعة: قصدية الكسر

حجم الخط
0

عن سيجارة في منفضة للشاعر الفلسطيني خالد جمعة: قصدية الكسر

نصر جميل شعث عن سيجارة في منفضة للشاعر الفلسطيني خالد جمعة: قصدية الكسرفي مجموعته لذلك ہ يكتب الشاعر الفلسطيني خالد جمعة عن سيجارة في منفضة . من عنوان النصّ، نتعرّف علي شخصيتين تتفاعلان، في معطيً فنّيّ راقٍ، بشكلٍ محوري داخل أغلبِ جزئيات / أعداد النصّ، تظهر في (الجزئية/ العدد ـ اثنتي عشرة) شخصيةٌ شعرية لوجستيه هي (القداحة)؛ ليكونَ الليلُ وحدَه ميداناً زمنيّاً لمجادلاتٍ بين الشاعر، السيجارة، المنفضة، القداحة، العلبة الفارغة ؛ بما ينطوي عليه جدلُ الأطرافِ من آثارٍ ناجمةٍ عن تكرار التدخين: الاشتعال، الدخان، الرماد، النهايات، والتكرار ذاته، أيضاً. ويعمل الشاعر بوعي رؤيوي في نص عن سيجارة في منفضة ؛ حيث صَنْدقة أو تعليب الأرقام من (واحد) حتي (واحد وعشرين)، كاسراً بذلك العدد الجاهز لسجائر الصندوق. قصديةُ الكسر هذه يفصحُ عنها سلوكُ الشاعر في نصّ متقدّم:كلّ ميزان حاول صياغة روحي: كسرتهعشقت الاختلاف الكبيرَ الذي بيننا.(ص25) إنّ فعلي الكسر والعشقِ حاصلان معاً داخل الماضي، لكن هذا لا يُظهرُ الذاتَ الآن وهي في خسران التوازن، إنما المفهوم يحضر في تجاوز العدد الجامد. علي أية حال، فإنّ اللافت في مجموعة لذلك هو هذا الحشد الهائل من الشخصيات الشعرية المادية، ومن الاعترافات الليلية المُرحّلة في فضاء المرأة عن الخسارات بشقيها الذاتي والمعمم، بدفعات قوية مبليّة بحمولة تاريخية ثقيلة. بيننا مراحل من تاريخ وفولاذوحين اعترفت أنني لا أساوي رملةًفي مطلق التكوين ساومتني عن اعتراف آخر قلت: أحبّكِ. (ص35)علي أن القراءة في أحوال وتحولات شخصيات ( السيجارة، المنفضة، الليل، الحواجز) تكشف، إذاً، عن أنماط الخسارة المستمرة ؛ فكلّ سيجارة تخسر كينونتها في طقوس الليل الواحد المتكرّر عند هذا الشاعر الليليّ المهتمّ بعدّ النتائج والنهايات في المنفضة:أعدّ أعقاب السجائر في المنفضة، أحسب كم رئة بقيت. (ص36) الليل ذو علاقة جيدة بما يحدث دائماً فلماذا تتكرر زيارتك عندما يأتي الليل وحده؟ (ص23)فكلما حصل الشاعر علي نتيجة العدّ، كلما أحرز الهروبَ منها بآليّةٍ فُحوليّة متكررة، ذلك أنّه: لكلّ امرأةٍ طقوسها، للحياة شهوة أخري غير اللغة و(ص23) حيث الكتابة حمّالة وفضاحة عبء، والمرأة سؤال التوازن: لماذا لديكِ هذا التوازن بينما لا هوة تحتك ؟ (ص25). وهكذا تبدو آليات التعويض فعّالةً في خلق التوازن، ومواجهة التكرار بالتكرار الفحولي، غير أنه حتي آلية التكرار هذه أصبحت تفقد الشاعر الإحساس بالاختلاف والبطولة ؛ وفي ذلك لا براءة للفردي المختلف من تعدّد مآلات الجماعي: = أعدّ أعقاب السجائر في المنفضة .كلما أشعلت سيجارةًأحسست بأني مختلفوكلما غرستها في المنفضةأصبحت كالجميع. (ص55) ولئن كان يري الشاعر خالد جمعة، في لذلك ، في اتجاهه للمرأة بخسرانه وبحمولاته التاريخية الثقيلة، ضرورة ولازمة لخلق التوازن ؛ فإنه في مجموعته: نصوص لا علاقة لها بالأمر ہہ يحشد كمّا هائلاً من النصفيات والكليات مانحاً نصوصَه لفضاء التراسل بين النصفِ والكلّ، بين نقصان الأنا وبين المرأة ؛ متعمقاً في أسئلةِ المعرفة الكمالية الفردية، وأسئلةِ الحثّ، وأسئلة النقصان المعرفي الفردجمعي الذي يعيق التكاملَ العامّ في الصدر نثار أغنية لم تكتمل، المواسم كلها لم تعد تكتمل ويسمح به في اللغة: أخبيء عينيك موسمين كاملين بين أغصان اللغة (ص35). مستنداً علي اللغة هذه المرّة، في صناعة الانتصار علي رصيف فارغٍ ؛ وذلك بادعائه الانفصال عنه. ويأتي هذا التورط كتنويع علي معارف واعترافات الخسران النقصان.هذا أنا كاملاً علي نعشي التلاميذي الصغير، أحرز انتصاراً علي رصيف فارغٍ، فيما أعرف حجم الهزيمة التي تنتظر علي مقربة ثانيتين فقط.(وحدي تمارس عنادها وتكسرني) (ص 15).)ويضغط حجمَ الهزيمة في ومضة زمنية: علي مقربة من ثانيتين فقط . هذا التحديد في قياس الزمن لا يخلق بعداً زمنياً ثالثاً هو المستقبلُ ؛ ولعلّ الجدوي، هنا، من تضئيل الزمنِ تؤشّرُ علي تنصيص جيولوجيا النصّ الكبير في نصٍّ = العالم مصغّراً. والنصّ الكبير عند خالد جمعة هو تنصيص تاريخاني وتلاوة موجعة حيّة للنقص والخسران بأشكاله المتعددة.لم يقمْ بلبلٌ في وجهنا، لذا سقطنا كالتراثِ في حجر الصحفِ، تعصرنا جيولوجيا النصّ الكبير، حيث نحن قطعة من السؤالِ، وحيث السؤال فرضية ما! (ص 99).ويظهر الفراغ يملأ علبة السجائر بوصفها صورة المكان الغريبة باللون الأصفر: لم نفترق إلا حين فرغت علبة سجائرك الغريبة باللون الأصفر . أما الخسارة فمن أحد صورها ومعانيها فقدان السيجارة لكينونتها بعملية مكرورة ومنهجية! وينصرف وصفُ مدلول علبة السجائرِ الفارغة لعكسه ؛ المنفضة المليئة بالأعقاب. فهنا لا شيء خارج النصّ هنا الفراغ والامتلاء في الصورة والواقع. إن من تعريفات الشاعر للسيجارة، أيضاً، بوصفها الشخصية الأنثي، التاريخية، المركزية، المادية، الموضوعية:سيدة الرأس بصولجان نحاسي، ببلوغرافيا الشجن، تاريخ هبوطنا الفردي، الماضي معلقاً فوق الرؤي، فوتغرافيا الرجوع إلي ما نحن فيه، ياسمينة الحياة، وأحيانا مقصلة خائبة. (ص 43).فوضي الانتحار المنهجية، قصب الأوهام الباردة، الرجل البطيء نحو هواجس، كبرياء الغضب المكبوت عمودياً في الرأس، جغرافيا الإدمان علي الكوارث، عنوان أصابعنا حين تفتّتُ خوذة الهواء، فيزياء الجنون، حضارة المستحيل لقصائد تخرج من فوضي الدخان الأزرق. (ص 45).إذن، يمكن، تلخيص مقترحات القراءة في مضامين الكتابة عند الشاعر خالد جمعة، كالتالي: ـ كتابة الخطيئة، نتائجها: النقصان والخسارة، في حضورها وفعلها الإجرائي: تنحنين لتقضمي قسطاً من شوارع مدينتي، وبعد ذلك أي في نهاية الحوار الدائري الذي لم نكمله يوما تبدأين اللهاث(ص 43).ـ كتابة معرفية من تاريخانية الهبوط الفردي = مرجعيات النقصان: تاريخ هبوطنا الفردي + الحوار الدائريّ الذي لم نكمله يوماً .ـ كتابة معرفية عن لا معرفة الحقيقة = كتابة النقص الكلّي: عبثا نحاول الوصول إلي ما يظلل الحقيقة، نموت قبل ذلك لأننا لا نعرف عم نبحث، وهنا يرقص التساؤل عمَ نبحث؟ (ص 75).إشارات: لذلك ، خالد جمعة، دار شرقيات ـ القاهرة2000، ص:25،35،23،25. نصوص لا علاقة لها بالأمر ، خالد جمعة، مطبوعات وزارة الثقافة الفلسطينية 1999، ص:35،15،99،43،45،43،75.0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية