عن البلدوزر الذي لا يتوقف عند الضوء الأحمر وما خلفه…

حجم الخط
0

عن البلدوزر الذي لا يتوقف عند الضوء الأحمر وما خلفه…

خميس الخياطيعن البلدوزر الذي لا يتوقف عند الضوء الأحمر وما خلفه…منذ الرابع من كانون الثاني/يناير وأنظار الفلسطينيين والإسرائيليين كما العرب والغرب بأجناسه المختلفة وغيرهم من الذين يهمهم أمر ومصير الشرق الأوسط وتحديدا فلسطين مثبتة علي مستشفي حداسة بالقدس المحتلة مترقبة الأخبار عن صحة الرجل. من جهة أخري وحتي الخامس والعشرين من الشهر، الأنظار نفسها مسلطة علي قطاع غزة حيث ستجري الإنتخابات التشريعية التي، ومهما سيكون موقع حماس فيها، ستطلع عنها صورة مغايرة حتما لما قبل الإنتخابات. لم يكن أحد يتوقع مثل هذا الإهتمام بصحة العليل وكأن الأمر علي كف عفريت والعفريت في غيبوبة ولم يكن أحد يتوقع أن الديمقراطية التي كان الرجل المريض يريدها للفلسطينيين ستكون بعزل إحدي فصائل المقاومة الفلسطينية التي أظهرت أنها لن تساوم في الإستقلال حتي وإن أمر الرجل الجيش الإسرائيلي، قبل مرضه وبصفة أحادية، بالإنسحاب من القطاع ونتج عن ذلك كله أزمة جوهرية قسمت الساحة السياسية الإسرائيلية فولد حزب كاديما (إلي الأمام)، حزب تقول إحدي مؤسساته السيدة ليفني تزيبي التي تولت مؤخرا حقيبة الخارجية أن سياسته ستحددها النسب التي سيحققها كل من حماس وأبو مازن في هذه الإنتخابات المقبلة و أنه يجب أن نترقب طويلا قبولنا كدولة يهودية من طرف الفلسطينيين ومن جهة أخري الزمن لا يسير في صالحنا .مهما يكن من أمر، فإن وجه القضية الفلسطينية/الإسرائيلية في تغيير جذري هذه الأيام جراء الإنتخابات الفلسطينية بعد رحيل الختيار والغيبوبة التي عادة لا رجعة منها والتي يعيشها حاليا صاحب مجزرة صبرا وشاتيلا ، ذاك العنصري ـ ألم يصر علي إعتبار العرب كجنس متخلف، كذاب، صعب فهمه طبقا لما لقنته والدته بقولها يا ولدي، لا تصدق كلمة واحدة مما يقوله لك العرب ـ رجل قيل عنه أنه لا يقف أبدا عند الضوء الأحمر .وجه من زاوية أبوظبي صحافيتان عربيتان ـ في غياب الثالثة ـ لهن في خارطة الفضائيات العربية موقع بارز لجهة تحكمهن في إدارة منابر إعلامية سمعية ـ بصرية هامة. إنهن جيزيل خوري (زوجة صديقي المرحوم سمير قصير) علي العربية و ليلي الشيخلي علي أبوظبي فيما الثالثة هي خديجة بن قنة التي، مع الأسف، لم نعد نشاهدها علي الجزيرة. ثلاثتهن لهن القبول التلفزي والتجربة الإعلامية وأكثر من ذلك يمتلكن صلابة فولاذية مكنتهن وتمكنهن من إدارة المحاورات وتوجيهها نحو إفادة المشاهد. برنامج بانوراما الذي تقدمه ليلي الشيخلي علي أبوظبي يعتبر من المواعيد الإعلامية العربية الهامة. موضوع آخر عدد منه كان عن إسرائيل ما بعد أرييل شارون وشارك فيه من فلسطين د. حنان عشراوي رئيسة حزب الطريق الثالث ومن واشنطن د. عمرو حمزاوي عن مؤسسة وقف كارنيغي ومن القدس المحتلة إيلي نيسان محرر الشؤون العربية بالتلفزة الإسرائيلية… منذ اللحظات الأولي كان موقف د. حنان عشراوي موقفا واضحا من شارون إذ قالت بالحرف الواحد شارون إستخدم قوة السلاح للبطش ومعه الجدار العازل لإيجاد دولة يهودية … نقطة إلي السطر. وبالتالي فهو يعمل من منطلق عنصري وهمه من الإنسحاب من غزة ليس هما سياسيا بقدر ما هو أمر ديمغرافي. فالدولة الفلسطينية التي يريدها للفلسطينيين هي دولة مكونة من كنتونات ومن هنا غياب شارون سيترك كاديما ضعيفا وسياسة ضعيفة والسياسة الضعيفة هي دائما سياسة متشددة… فمن غير المتصور أن يكون شارون هو الذي سيقدم السلام هدية للفلسطينيين… لقد ألغي المفاوضات في اليوم الأول عند وصوله السلطة… فماذا نتوقع منه أن يعمل بعد هذا؟ إن غزة هي الخطر الديمغرافي لإسرائيل و كاديما هو حزب الزعيم الأوحد (في ملاحظة عن يهود أولمير ) ذلك أن شارون أعاد صياغة نفسه وحتي تاريخه… في المقابل كان رأي الصحافي الإسرائيلي نقيض رأي الفلسطينية. قال إيلي نيسان أن شارون زعيم قوي بإمكانه أن يؤدي إلي السلام وبإمكانه أن يقنع الشعب بالإنسحاب… أما الشعب الفلسطيني، فقد فوت علي نفسه فرصة إقامة دولة فلسطينية ومع الإنتخابات المقبلة ستكون حماس جيشا موازيا لجيش السلطة الفلسطينية… إن شارون يستمد قوته من الفلتان الأمني الفلسطيني (حماس/الجهاد)، من العمليات الإرهابية داخل إسرائيل. لقد عمل شارون كل المستطاع لمساعدة أبومازن… لم تتمكن حنان عشراوي من المكوث مكانها أمام هذا الرأي خاصة حينما نعت الصحافي الإغتيالات الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس . وهنا، رأينا وسمعنا كل من حنان عشراوي وليلي الشيخلي صوتا واحدا وصورة واحدة فسألت ليلي: هل الإستفزاز هو دفاع عن النفس؟ وأضافت حنان أن من الغرابة أن نري الإحتلال يدافع عن نفسه وأنها لا تبرر قتل الأبرياء بأية صفة من الصفات وأنها لا تقبل بما تقوم به إسرائيل…وجهة نظر د. عمرو حمزاوي من واشنطن تتمثل في أن العلاقة الحميمية بين الثنائي بوش/شارون هي علاقة حميمية إلا أن الأمور اليوم لن تسير علي ما سارت عليه في السابق. إن خليفة شارون ستؤيده طبعا الولايات المتحدة ولكن في مساحة بها خطوط حمراء تحمي إستقرار وشرعية السلطة الفلسطينية. إن الإنتخابات الفلسطينية المقبلة هي بالنسبة لأمريكا خطا أحمر… فإن لم يتوقف عنده شارون، فلن يكون الأمر كذلك مع خليفته… وسؤالنا هنا: هل سيصدق العرب مرة أخري حسن نوايا الجانب الإسرائيلي؟ إن قراءة الحديث الذي أدلت به وزيرة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية المؤقتة السيدة تزيبي ليفني يوم الأحد الفارط لجريدة لوموند الفرنسية يقول أن من الصعب وضع حد للصراع الإسرائيلي/الفلسطيني لأنه عميق ومعقد … هذا وجه من وجوه الخطاب العربي عن شارون وما خلفه.لا جنيرالات في الإنتخابات… من الجانب الآخر قدمت الخامسة الفرنسية TV5 Monde في البرنامج الأسبوعي Ripostes (ردود فعل) الذي يعده ويقدمه المخرج السينمائي والتلفزي الفرنسي من أصل تونسي سارج معطي ذات المحور: إسرائيل/فلسطين: شارون وبعد؟ . حضر البرنامج كل من ليلي الشهيد (ممثلة السلطة الفلسطينية بفرنسا)، نسيم زفيلي (سفير إسرائيل بفرنسا)، برنار قطا (مسؤول الشؤون السياسية بإذاعة فرانس أنتير)، جان بول شانيولو (أستاذ العلوم السياسية ومن المساندين للفلسطينيين)، أوفر برونشهايم (ممثلا لفوروم من أجل السلام) والباحث الفرنسي المختص في الشؤون الإسرائيلية فريديريك أنسال .كان الحوار سخنا فانقسم الفضاء إلي قسمين متباينين. القسم الموالي لإسرائيل والمدافع عن حصيلة شارون وبه السفير الإسرائيلي طبعا ومعه الباحث الفرنسي. وفي المقابل، قسم فلسطيني أو باحث عن حل سلمي للقضية وبه ليلي الشهيد وجان بول شانيولو إضافة لأوفر برونشهايم الذي في عديد المواقف دحض مزاعم زفيلي في أن شارون إنسان عظيم إعترف بأن إسرائيل أخطأت . وفي الوسط بقي الصحافي الفرنسي. لقد بينت ليلي الشهيد بفرنسيتها اللذيذة وحلاوة نطقها للأحرف، أن شارون عمل كل ما في وسعه لعرقلة إتفاقيات أوسلو وأنه أصر علي أنه بإمكانه تحقيق السلام بفكر إنعزالي، إنغلاقي ، انه منذ مقتل رابين ـ فإن السلطة الإسرائيلية يحتلها كل من يعادي أوسلو. قالت بأنه يجب الإعتراف بجدوي الحوار، الحوار الجدي. لقد ترك شارون أكثر من 400 الف مستوطن في الضفة. فماذا سيفعل معهم وبهم الفلسطينيون؟ وأعترفت أن هناك إعترافا من الجانبين بالفشل في الوصول إلي حل يرضي كل الأطراف… مضيفة في مكان آخر بأن العالم يصفق بيديه ورجليه للقرار الأحادي الجانب الذي إتخذه شارون بالإنسحاب من غزة. فلماذا لم نر الشيء نفسه حينما أعلن الراحل أبو عمار في 15/11/1988 الإعتراف التام بإسرائيل وقبل بتحقيق فلسطين علي 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية؟ وأن جواب إسرائيل وشارون تحديدا كان محاصرة ياسر عرفات لسنين عدة في المقاطعة… كانت ليلي الشهيد في هذا البرنامج وعلي عادتها شهادة في اللياقة وأدب المحاورة ولا شك أن مفعول ذلك كان كبيرا علي عقلية المشاهد الفرنسي. قال جان بول شانيولو بأن الإنسحاب من غزة وعلي أهميته ليس إعترافا بالسلطة الفلسطينية وإلا لماذا عرقلة مسائل الحدود الجنوبية لغزة ومسألة المطار والميناء وغير ذلك؟ هي من أعمال شارون… من جهته كان موقف الإسرائيلي أوفر برونشهايم موقفا شجاعا يمثل فئة إسرائيلية لا علاقة لها بشارون ولا بنخب الحاكمة الإسرائيلية الحالية إذ يعتبر أن هذه هي المرة الأولي التي لا وجود للجنرالات في الإنتخابات وأنه حان الوقت لسياسة صحيحة إذ نشهد اليوم ميلاد قادة جدد لدي الإسرائيليين ولدي الفلسطينيين… وأن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين وأن ليس هناك ضم ولا يحزنون… سفير إسرائيل عمل جاهدا علي اللعب بورقة ما يسميه الإرهاب ويعني بذلك حماس والجهاد الإسلامي مضيفا أن ما يهمه في الإنتخابات المقبلة هو هل ستنجح حماس؟ وإن نجحت، فذلك سيعرقل من جديد عملية السلام لأن إسرائيل لن تتعامل مع من يريد إلغاءها من علي الخارطة وأن كاديما (إلي الأمام) هي نتيجة تطور لدي شارون زمن معه من أن الوقت لم يعد لإحتلال أرض وإستعباد شعب… إلا أن مقابل هذا التغيير لا يجد تغييرا مماثلا لدي الفلسطينيين… كان رد ليلي الشهيد من أن ليس من حق إسرائيل أن تختار مع من ستتفاوض وأن الفلسطينيين تحاوروا مع الليكود ومع شارون ومع المستوطنين. فلماذا ترفض إسرائيل ذلك وهو رأي أيدها فيه كل من معد البرنامج قائلا ليس لإي كان أن يختار عدوه وقال برنار قطا: في المستقبل، لن يكون بإمكان إسرائيل تجاهل حماس في العملية السياسية … هل بذهاب الـ بلدوزر سينفح أفق السلام من جديد أم هي لعبة قواعدها ثابتة وأن الهوة بين الطرفين واسعة وإن أردنا (الإسرائيليون) التقدم، فلنتقدم بمفردنا كما قالت السيدة تزيبي ليفني ؟ہہہجملة مفيدة: هل تعتقد أنه من السهل قول لا للإمبراطور الذي لمدة خمس عشرة سنة قلنا له نعم؟ من فيلم Madame sans gene عن نابليون بونابرته. ناقد وإعلامي من تونس[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية