عمّان عاصمة الازهار والحدائق والاناقة ومعارض الشارع
محمود الجوهري يحبها والعقاد توقف فيها مرات قبل الرحيل والملكة تهتم بشؤونها:عمّان عاصمة الازهار والحدائق والاناقة ومعارض الشارععمان ـ القدس العربي : زائر عمان، العاصمة الأردنية هذه الأيام يلحظ بوضوح كيف تغيرت ونهضت هذه المدينة بسرعة وخلال سنوات قليلة فقط كانت ملامح التغيير والعصرية أساسية في شكل ومضمون عمان العاصمة التي تعتني بها بشكل خاص سيدتها الاولي الملكة رانيا العبد الله كما تهتم الملكات بعواصمهن وفقا لتعبير أحد مؤرخي عمان.وفي الواقع اهتمت الملكة رانيا بالقري البعيدة في المملكة فقبل أيام فقط كانت تطيب خواطر متضرري السيول في مدينة العقبة وقبلها كانت تزور المدارس وتفتتح المراكز في البوادي والنواحي والأحياء البعيدة، لكن لمسات الملكة العصرية تظهر بقوة في عمان بعد ان نجحت بلديتها في متابعتها وتنفيذها بدقة انطلاقا من الملاحظات الملكية وبعد ان كانت امانة البلدية أمينة بدورها علي ملاحظات السيدة الأولي التي التقت الأردنيين في مقرات البلدية وسط العاصمة والناس في عمان العتيقة.ويشار هنا الي ان اللون الأخضر والأزهار والحدائق والاناقة والمرافق الحديثة والنظافة والأرصفة وممرات المشاه ولوحات التشكيل الفني ومعارض الشارع وعروض الهواء الطلق.. كلها ملامح عامة تحتضنها عمان حاليا برعاية مباشرة من الملكة.وبلدية عمان من حيث المضمون النشاطي تراعي الخلط ما بين العصرية والحفاظ علي عروبة عمان ودورها الثقافي فأمين العاصمة المشهود له بأمانته نضال الحديد سيرعي قريبا مؤتمر الاعلام الرياضي العربي وقبل ذلك كانت عمان عاصمة للثقافة العربية علي مدار عامين واستضافت المئات من المثقفين العرب في سياق نشاطات مختلفة رعاها مكتب عمدة عمان التي تجتهد الآن لتكون عاصمة حديثة وبكل المقاييس مزنرة بالجغرافيا غير المألوفة فعمان المدينة الوحيدة في العالم التي تسكن بين سبعة جبال شاهقة كتب عنها الكثير علي مر التاريخ.ودور بلدية عمان في الواقع يتجاوز منذ سبع سنوات دور اي مؤسسة رسمية او غير رسمية أخري ففي المجال الرياضي كان الدور المحوري وحقيقة ان عمدة العاصمة هو الرجل الثاني في اتحاد كرة القدم بعد الأمير علي بن الحسين تسببت في نهضة غير مألوفة لكرة القدم الأردنية التي شاركت لأول في تاريخها بتصفيات آسيا النهائية مؤخرا فقط وبدعم مباشر من بلدية العاصمة التي وفرت المال وكل المطلوب فنيا ولوجستيا حتي تحسن تصنيف المنتخب الوطني لكرة القدم.ولذلك يعتبر مدرب المنتخب الأردني المصري الشهير محمود الجوهري من أصدقاء عمان ويعتبر نفسه من أبناء المدينة التي يتجول في مرافقها،وحب الجوهري لعمان وصل لحد ترديده للعبارة التالية… نعم لقد احببت عمان حبا كبيرا وهو ايضا ماقاله المخرج العالمي الراحل السوري الأصل مصطفي العقاد الذي استضافته بلدية عمان في لقاء مشهود قبل رحيله في تفجيرات الفنادق الارهابية عندما قرر ان تكون عمان محطة لقائه بابنته القادمة من بيروت.وبلدية عمان في سنواتها الأخيرة وفرت علي الحكومة وخزينة الدولة الكثير من النفقات المالية فهي تعتبر النموذج الأردني الأبرز في عالم النجاح في توظيف الموارد باتجاهات تنمية المجتمع وفي جمع هذه الموارد اصلا حيث تجمع الموارد بدون سياسات تمييز او تفريق وحيث يدفع الجميع ما عليهم مما رفع ميزانية عمان في غضون سنوات قليلة من 60 مليون دينار الي 130 مليون وبذلك كانت مؤسسة البلدية هي الأحرص علي المال العام والأقل فسادا وهدرا والاميز في توظيف المال وتوزيع الخدمات علي جميع الفئات الاجتماعية بالعاصمة.وبلدية عمان ساعدت جميع المؤسسات الأخري فقد خصصت قطعة ارض لاقامة مقر لنادي الصحافيين وخدمت العشرات من المؤسسات الأهلية والمدنية، وقبل فترة وجيزة اتخذ رئيس البلدية قرارا جريئا بازالة كل اللافتات التي تحمل مفردة ملك عن المحلات التجارية علي اساس ان في البلاد ملك واحد فقط وبذلك اختفت يافطات كانت تستخدم كلمة ملك لأغراض تجارية ولم تعد هناك يافطة تقول.. ملك العوامة او ملك القهوة او ملك الموسيقي.وهذا القرار الجريء لفت انظار رابطــة الكتاب المغربية فكتب رئيسها في جريدة الاتحــــاد الاشتراكي وفي صفحتــها الأولي مقـــالا طويلا يمتدح فيه قرار رئيس بلدية عمـان ويطالب بتطبيقه في الرباط ونشر المقال تحت عنوان.. أين نضالنا الحديدي تعبيرا عن المهندس نضال الحديد.وعمان تعممت فيها الآن المرافق العصرية فبعض ساحاتها تشبه أرصفة باريس ولندن وروما وأعمدتها تحمل لوحات اعلان الكترونية والسياح الأجانب يتجمعون بالمئات قرب الساحة الهاشمية والمدرج الروماني ويحتفلون بأضواء المدينة المنارة وسط جبالها السبعة والعراقيون تحديدا يتغنون دائما بالمشهد العماني الذي اصبح عصريا وحديثا.وقبل اشهر أقامت البلدية مركزا ثقافيا ضخما وسط عمان العتيقة وتمت صيانة جميع المرافق التراثية والتاريخية مثل المسجد الحسيني وسبيل الحوريات وحاليا يدرس مشروع عملاق لتفريغ وسط المدينة وتخصيصه للمشاة كما تظهر النفاق والجسور المعلقة والمزينة جدرانها بلوحات التشكيل كواحدة من علامات العصرنة في هذه المدينة التي يقول الصحافي البريطاني مايكل مديني انه زارها قبل سنوات ويقيم فيها الآن ولا يتوقع ان مدينة يمكن ان تختلف بسرعة وخلال سنوات قليلة.2