علي حزب كديما أن يصيغ برنامجه السياسي بشكل واضح يُكسبه الحق بادعاء الوصاية علي تركة شارون

حجم الخط
0

علي حزب كديما أن يصيغ برنامجه السياسي بشكل واضح يُكسبه الحق بادعاء الوصاية علي تركة شارون

علي حزب كديما أن يصيغ برنامجه السياسي بشكل واضح يُكسبه الحق بادعاء الوصاية علي تركة شارون مصطلح التركة ظهر لاول مرة في كتب التوراة: التوراة كما أمرنا موسي هي تركة ثلة يعقوب وصحبه . ومعني ذلك: التركة الروحانية والأفكار الايديولوجية التي تنتقل من جيل الي جيل. ماذا يعني ذلك ـ نظرية منظمة ومنظومة قيم واضحة وعلامات فارقة علي الطريق يتركها القائد من بعده حتي يسير سلفه عليها.في الوقت الذي يستلقي فيه ارييل شارون علي سرير الموت، يتزايد الحوار الشعبي حول تركته. قادة كديما ينسبون الي أنفسهم رؤيته وارتباطهم بها، وعلي ذلك يطلبون ثقة الجمهور. في غياب القائد نفسه يظهر شركاؤه السياسيون للتحدث باسمه. هم يدّعون أنهم يعرفون ماذا كان سيفعل لو واصل البقاء في منصبه ويتوجهون الي الناخبين لمواصلة دعمهم لهم علي أساس الادعاء بأنهم امتداد له والسائرون علي دربه. هذا تصرف متوقع بل ومشروع في الظروف التي علِق بها كديما، ولكنه بحاجة لتوضيح ايديولوجي والي المزيد من المصداقية، لأن السؤال حول طبيعة تركة شارون ما زال مفتوحا.بعد تطبيق خطة فك الارتباط أعلن رئيس الوزراء عن أنه لن تكون هناك انسحابات اخري. كما قال ايضا أن الجدار الفاصل ليس مؤشرا لحدود اسرائيل الدائمة، وصادق علي مشاريع البناء في المنطقة التي تفصل بين معاليه ادوميم والقدس. في الاسابيع الأخيرة تدفقت الاموال الحكومية علي المستوطنات بما فيها غير القانونية منها وواصل الجيش الاسرائيلي تجنب إزالة البؤر الاستيطانية غير المسموح بها.في ذات الوقت بثت دائرة شارون القريبة مؤشرات عن أن رئيس الوزراء ينوي في ولايته القادمة القيام بخطوة مشابهة لما فعله في قطاع غزة وشمالي الضفة، في الضفة الغربية. صحيح أنه تحدث عن سعيه لتسوية انتقالية طويلة الأمد، ولكن أطرافا مقربة منه تحدثت لوسائل الاعلام عن أنه سيُكرس جهوده لترسيخ وضع اسرائيل من خلف حدود دائمة.من الممكن للوهلة الاولي حلّ هذه التناقضات القائمة بسهولة: السياسي لا يستطيع أن يكشف أوراقه، وعليه أن يُحيط نفسه بالضباب حتي يُحقق خططه السياسية بحيث يكون بامكانه وحده أن يقود داخل هذا الضباب. الصعوبة في الوضع الحالي هي رحيل شارون الفجائي عن الساحة السياسية وعدم القدرة الأساسية في تمييز مدي كون تأرجحاته تكتيكية فقط.علي أبواب كديما تقف الآن مهمة: صياغة تركة مؤسس هذا الحزب بصورة واضحة. هذا ليس تحديا فقط وانما فرصة كبيرة ايضا: شعبيته التي تعززت فقط إبان مرضه الدراماتيكي هي ثروة انتخابية كبيرة القيمة وسبب للجرأة في طرح المواقف التسووية المنسوبة اليه.حزب كديما يواجه خطرا بأن ينتهي به المطاف كما انتهي بقائمة داش . اذا رغب هذا الحزب في تجنيب نفسه الوصول الي هذا المصير، عليه اولا أن يعرض علي الجمهور طريقا واضحا. لا يكفي طرح عدة أسماء لسياسيين معروفين وبعض النشطاء الدعاويين وانما يتوجب عليه أن يستعد بصورة تنظيمية سريعة وأن يضع أسس عمل داخلية، ولا يكفيه في ذلك أن يكون لديه سلام داخلي. الحزب الذي يطرح نفسه قائدا للدولة مطالب باقناع الناس بأنه حامل البشارة، الذي يملك برنامجا للعمل.حزب كديما نشر حتي الآن عناوين لبرنامجه السياسي وجوهره ـ القبول باقامة الدولة الفلسطينية شريطة أن ينتهي الصراع بين الشعبين بكل جوانبه من خلال ذلك بما فيه مطلب تجسيد حق العودة. هذا خط عمل معقول، ولكنه عمومي جدا لأن الوثيقة تقول من تلقاء نفسها أن اسرائيل ستُبقي بأيديها مناطق أمنية حيوية ، و أماكن ذات أهمية قومية وتاريخية و كتل استيطانية كبيرة ، و القدس الموحدة . بمثل هذه الوصفة لا يمكن حل الصراع.بما أن حزب كديما يُمثل علي ما يبدو تيارا مركزيا في الرأي العام الاسرائيلي، وحتي لا يكون هذا الحزب حالة مزاجية عابرة، يتوجب عليه أن يترجم رؤيته السياسية الي خطة عملية ومقبولة علي الطرف الآخر. المباديء السياسية لحزب كديما، حسب صياغتها المبدئية الحالية، لا تميزه بصورة كافية عن الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو. وهناك أمر واضح، كما نعلم، في تركة شارون: هو رغب بالابتعاد عن الليكود ونتنياهو.عوزي بنزيمانكاتب رئيس في الصحيفة(هآرتس) 8/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية