علي الفلسطينيين أن ينتخبوا قيادة جديدة لانفسهم رغم ادراكهم انها مجردة من الصلاحيات الأساسية

حجم الخط
0

علي الفلسطينيين أن ينتخبوا قيادة جديدة لانفسهم رغم ادراكهم انها مجردة من الصلاحيات الأساسية

علي الفلسطينيين أن ينتخبوا قيادة جديدة لانفسهم رغم ادراكهم انها مجردة من الصلاحيات الأساسية الانتخابات التي تجري اليوم في السلطة الفلسطينية تتأرجح بين قطبين متناقضين: الاحتلال الاسرائيلي وضلوعه الهائل في حياة الفلسطينيين، والمسؤولية التي يتحملها عن حياة الواقعين تحت الاحتلال.العالم، وعلي رأسه اسرائيل، يحب أن ينسي أن البرلمان والحكومة الفلسطينيين بالرغم من اسمهما الجميل ليسا مؤسسات دولة، وأن جيوب السلطة ليست مستقلة. البرلمان والحكومة الفلسطينيان مجردان من الصلاحيات والحقوق التي توجد لدي نظرائهما في الدول السيادية. لا توجد لديهما أي سيطرة علي الحدود الخارجية والداخلية التي تقوم اسرائيل بترسيمها بين المحافظات الفلسطينية المختلفة، لدرجة عزلها عن بعضها البعض. 60 في المئة من اراضي الضفة، المورد المادي الأساسي للشعب الفلسطيني، تقع تحت السيطرة الاسرائيلية التامة، ولن تتمكن أي حكومة فلسطينية من أن تفعل بها ما تفعله المجتمعات السيادية في اراضيها: أن تبذر وأن تغرس، أن تبني وأن تُطور وأن تُبقي. اسرائيل تسيطر علي مصادر المياه في البلاد وتحدد فعليا حصص الفلسطينيين. سيطرتها علي السجل المدني الفلسطيني وحرية الحركة والتنقل تعني التدخل في قرارات شخصية مثل الروابط العائلية ومكان السكن والعمل والدراسة. بواسطة السيطرة علي الحدود الخارجية والداخلية تقوم بتحديد صورة الاقتصاد الفلسطيني ـ معدل البطالة ومستوي الأجور وأنواع الأنشطة الاقتصادية وموقع المصانع، وما هذه إلا قائمة جزئية من فيض.كل القوائم المتنافسة تعرف أن العملية البرلمانية التي تشارك فيها مُوجهة قبل كل شيء نحو الداخل: واجبات المنتَخبين من قبل الجمهور ومكانة الدين في المجتمع ودور القطاع العام وفرص حصول الاطفال علي التعليم والصحة. الاحتلال توقف عن لعب دور الذريعة التي تبرر كل خلل. حركة فتح ستُعاقَب علي ما يبدو من خلال التصويت لحماس، ليس بسبب فشلها في الحصول علي الدولة والاستقلال، بل بسبب الهزلية التي قام بها كثيرون من قادتها والمقربين منها – بفضل مكانتهم في عملية اوسلو وعلاقاتهم المطورة مع الاحتلال والمفاوض الاسرائيلي ـ بضمان حياة مريحة لانفسهم في الوقت الذي يزداد فيه وضع الجمهور سوءا. الدعم المتوقع لحماس يرتكز علي صورة كبار المسؤولين فيها كأنقياء طاهري اليدين، وليس علي البرنامج السياسي ـ الديني وصناعة القسام التي تطورها. ولكن ذلك ينطوي علي مغامرة كبيرة من جانب الناخب الفلسطيني لانه يعطي بذلك قوة كبيرة لرؤية تعتبر أن من واجبها اقتحام الحياة الشخصية. هذه حركة توجهت عضواتها لمنازل قتلي الانتفاضة، وهناك منعن الأمهات من البكاء علي فلذات أكبادهن لأن عليهن أن يفرحن للشهداء في جنة عدن. الناخبون الفلسطينيون يعرفون جيدا أن الورقة التي دسوها في الصناديق لا تملك تأثيرا ولا علي المدي المتوسط علي مناعة الاحتلال الاسرائيلي. ولكن اهتمامهم في الانتخابات يعبر عن تجذر النظرة التي تعتقد أنه لا يمكن اتهام الاحتلال بكل المساويء والسلبيات في المجتمع. وأن هناك أمورا داخلية يوجد للواقعين تحت الاحتلال تأثيرا عليها، من الأوامر حتي اصلاح الشوارع، ومن ضعف القضاء ورجال الشرطة بسبب ولائهم للحمولة، وحتي تهرب أصحاب البناية من التزاماتهم للساكنين فيها، من تزويج البنات في سن الخامسة عشرة وحتي السرعة التي تفرغ فيها مكاتب السلطة في الساعة الثانية، ومن الاستخدام الشائع للخاوات حتي الاستخدام المفرط بالمضادات الحيوية.حذارِ علي الاسرائيليين أن يوهموا أنفسهم: الفلسطينيون لا ينسون الاحتلال. هم يريدون أن يكون اغلبية المنتخبين الجدد ـ الذين يفترض أن يكونوا مُصغين لشعبهم ـ أفضل ممن سبقوهم وأن يستغلوا الهامش الضيق الموجود للواقعين تحت الاحتلال. الايام ستُخبرنا اذا كان البرلمان الجديد سيتمكن من ايجاد طرق كفاحية ناجحة بدلا من تلك التي فشلت عبر المفاوضات والبنادق والأحزمة الناسفة والاعمال الشعبية غير المسلحة.عميره هاسمراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية(هآرتس) 25/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية