عزمي بشارة: الواقع الجديد سيؤكد ان التفاوض ليس ممكنا دون مرجعيات وثوابت

حجم الخط
0

عزمي بشارة: الواقع الجديد سيؤكد ان التفاوض ليس ممكنا دون مرجعيات وثوابت

دعا حماس الي الحفاظ علي الحريات الشخصية وحقوق المواطنة وعدم الإكراه في الدينعزمي بشارة: الواقع الجديد سيؤكد ان التفاوض ليس ممكنا دون مرجعيات وثوابتالناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:قال د.عزمي بشارة، النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي لـ القدس العربي تعقيبا علي فوز حماس ، في الانتخابات ان الضغوط الامريكية والاسرائيلية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني وضد حماس في شكل خاص ادت الي نتائج مختلفة تماما عما كان يرجي منها وبدل عزل الحركة كانت النتيجة زيادة شعبيتها.وقال بشارة يبدو أن التدخل الأمريكي الإسرائيلي ضد حماس وتهديد المجتمع الفلسطيني بعواقب انتخابها جلب علي أصحابه نتائج عكسية، وهذا لا يعني أن حماس تستمد قوتها من رد فعل علي السياسات الإسرائيلية والأمريكية فحسب، فقوتها نابعة من عناصر عديدة أهمها قواعدها الاجتماعية ومؤسساتها واستنادها في بعض الحالات إلي بني أهلية تقليدية وغيرها، وثانيها نهج المقاومة الذي اتبعته منذ الانتفاضة الأولي، وثالثها وليس أقلها أهمية الخطاب الإسلامي .وتابع: لقد هددت أمريكا وإسرائيل وانضم إليهما الاتحاد الأوروبي الشعب الفلسطيني بالويل والثبور وعظائم الأمور مثل قطع المعونات عنه وقطع الإتصال معه إذا حازت حماس علي غالبية مقاعد المجلس التشريعي وبهذا التهديد ازدادت حركة حماس نفوذا انتخابيا بعدما كانت تشكل قوة رئيسية علي الساحة الفلسطينية، وفي الامر عبرة إقليمية لا تقتصر علي فلسطين وحدها. فالتصويت جاء ليقول لا لأمريكا ولا للتهديد الإسرائيلي، وهذه الـ لا هي شهادة شرف للشعب الفلسطيني. في هذه الظروف تسنح فرصة للشعب الواقع تحت الاحتلال أن يقول موقفه. ومع أن الفرصة سنحت والانتخابات نظمت لأسباب ودوافع لم يخترها هو إلا أنه يستغل الفرصة ليقول لا لأمريكا وإسرائيل، فيحرج الزعامات العربية ويحثها علي بعض الثقة بالنفس، فلا مبرر لتضاؤل هذه القيادات السياسية العربية إلي درجة الذوبان أمام إملاءات الولايات المتحدة .وحمل بشارة سلوك قيادة فتح مسؤولية خسارة الحركة وقال جرت الانتخابات بعد تجربة لفتح في السلطة دامت عشر سنوات. وهي رغم وجودها تحت الاحتلال وافتقادها للسيادة لم تحافظ علي ثقافة وسلوكيات حركات التحرر الوطني، وهذا ما أدي إلي نشوء فجوة بين الخطاب والممارسة وأفرز زمرة من رجالات السلطة صبغوا بتلونهم حركة تاريخية تعج بالمناضلين والشرفاء. لقد أحبطوا محاولات إصلاح قام بها شرفاء من شباب الحركة الميدانيين إذ حولوها إلي مدد وجيوش احتياط في صراعاتهم الداخلية علي كعكة السلطة الضامرة التي تأملوا أن تسمن بالمساعدات الأجنبية بعد رحيل عرفات. اقترع الشعب الفلسطيني ضد هذه السلوكيات وضد هذه الثقافة التي حشرت بين الاستقالة من التحرر الوطني واللهاث وراء الدولة دون دولة، أو وراء دولة فارغة من مقومات العدالة والإنصاف .واكد د. بشارة انه إن لم تكن حماس قادرة علي ولوج عالم السلطة التنفيذية تحت الإحتلال دون أن تتغير فليس أمامها سوي خيارين: الخيار الأول هو حل السلطة وتغيير واقع وجود سلطة أصلا وهو خيار قد يؤدي إلي فوضي تخلق فراغا يمكن الأجهزة الأمنية من ملئه دون أخذ الخيار الديمقراطي بعين الاعتبار، أو يتمثل الخيار الثاني بأن تطرح حماس ما سبق وطرحناه سابقا وهو قيادة وطنية موحدة تتحكم باستراتيجية المفاوضات يشكلها المجلس التشريعي وسلطة تنفيذية من مهنيين تدير شؤون المجتمع وليس لها صلاحية التفاوض ولا تقديم التنازلات. ومضي د. بشارة قائلا ان الفعل الإسرائيلي ليس هو الأساس بل ما يريده الفلسطينيون.الأساس هو بلورة إجماع فلسطيني يتمسك بالعدالة أساسا للحل ويرفض اعتبار الحجج الديموغرافية الإسرائيلية أساسا له إن كان ذلك عند الليكود أو كاديما أو العمل. الأساس أيضا أن تدرك حركة حماس أن قواعد اللعبة الديمقراطية التي مكنتها من تحقيق الأغلبية تستند فيما تستند ايضا إلي قيم تشمل الحريات الشخصية وحقوق الأفراد في اختيار مسار حياتهم وحقوق المواطنة وعدم الإكراه في الدين. وهذه القيمة الأخيرة تتقاطع عندها الديمقراطية مع قيم إسلامية موجودة لمن يريد ولمن لديه الرغبة والمصلحة في اكتشافها. هذه تحديات لا تقل أهمية عن تحدي الإرادة التي عبرت عنها الأغلبية في هذا اليوم المشهود، وذلك بغية النهوض بمجتمع فلسطيـــني قائم علي أسس متينة من مقـــومات الحرية والعدالة والأنصاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية