عام علي اغتيال الحريري: الامم المتحدة تبحث عن الحقيقة واللبنانيون منقسمون
عام علي اغتيال الحريري: الامم المتحدة تبحث عن الحقيقة واللبنانيون منقسمونبيروت ـ من نجيب خزاقة:اطلق اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري تحقيقا دوليا اشتبه بتورط الاجهزة الامينة السورية واللبنانية بالجريمة، بدون ان يتوصل حتي الان الي الحقيقة مما ادي الي تسميم الحياة السياسية في لبنان والعلاقات بين بيروت ودمشق.ففي خطوة لا سابق لها قامت المجموعة الدولية بقيادة واشنطن وباريس وعبر مجلس الامن الدولي بانشاء لجنة تحقيق دولية للتوصل الي الحقيقة في اغتيال الحريري الذي جري بعد ان عارض هيمنة سورية. وقد انشئت لجنة التحقيق الدولية في نيسان (ابريل) عام 2005 تطبيقا لقرار مجلس الامن 5951 وقادها القاضي الالماني ديتليف ميليس. واصدرت تقريرين اجرائيين الاول في تشرين الاول (اكتوبر) والثاني في كانون الاول (ديسمبر) يشتبهان بتورط الاجهزة الامنية السورية واللبنانية في الجريمة التي اودت في 14 شباط (فبراير) بحياة رفيق الحريري في بيروت. وطالبت الامم المتحدة سورية بشدة بالتعاون مع التحقيق ملوحة بعقوبات وذلك في قرارين صدرا بلاجماع عن مجلس الامن وهما القراران 1363 و1644. لكن سورية التي تؤكد براءتها من الجريمة وتعلن عن رغبتها بالتعاون تراهن علي عامل الوقت وتقاوم الضغوط الناجمة عن التحقيق. وحاولت دمشق ان تشكك في صحة الاتهامات الموجهة لها وبالتالي في مصداقية ديتليف ميليس. وشهد التحقيق الدولي بعض التعثر خصوصا بسبب تراجع ثلاثة شهود سوريين عن افاداتهم امام لجنة التحقيق وابرزهم هسام هسام الذي نجح في العودة الي سورية معلنا انه ادلي بافادات مزورة تحت الضغوط. وانشأت سورية لجنتها القضائية الخاصة وطالبت بدون جدوي بوضع بروتوكول تعاون مع اللجنة الدولية. وسعت دمشق مرارا الي التملص قبل ان توافق علي استجواب ضباط سوريين تم في سورية في اواخر ايلول ثم في فيينا في كانون الاول وكانون الثان .من ناحيته رفض الرئيس السوري بشار الاسد، الذي اتهمه نائبه السابق عبد الحليم خدام بتهديد الحريري، ان تستمع اليه لجنة التحقيق متذرعا بضرورات السيادة الوطنية . كما ترغب دمشق، التي تراهن علي ان يعزز تحالفها مع ايران موقعها، بتجنب قيام محكمة ذات طابع دولي تطالب بها بيروت لمحاكمة المذنبين. وتراهن كذلك العاصمة السورية علي مبادرة للمصالحة اللبنانية ـ السورية قامت بها المملكة العربية السعودية ومصر اللتان تخشيان وقوع سورية في حالة من عدم الاستقرار.بالمقابل تتوقع اوساط الحريري ان يتوصل القاضي البلجيكي سيرج برامرتس، الذي خلف ميليس في رئاسة اللجنة في كانون الثاني (يناير)، الي تحقيق اختراق ما يسمح باصدار قرارات اتهامية ضد ضباط سوريين ولبنانيين.واكد زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري، المقتنع بتورط دمشق في اغتيال والده، ان الحقيقة ستعرف وان المذنبين سيعاقبون مهما علا شأنهم.وذكر الحريري بالمبادرة التي قام بها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة (من صفوف الغالبية المناهضة لهيمنة سورية) عندما زار دمشق مباشرة بعد تسلمه مهامه وقال الاحد في كل التصريحات نركز علي العلاقات المميزة مع دمشق لكنهم قابلوا دعوتنا بالشتائم في الصحافة و الاتهامات بالتخوين . واضاف في كل يوم ندفع ليس فقط من اجل حريتنا واستقلالنا وانما لاننا نريد الحقيقة .وكانت صحيفة تشرين الحكومية السورية قد اعتبرت السبت ان ابطال الهجوم علي سورية في لبنان فشلوا وان خلافاتهم تبشر بسقوطهم الكبير في اشارة الي انقسامات سياسية طاولت فريق 14 آذار مع انفصال التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون عنه. (اف ب)