طوفان العرب… ثورة المواهب تغزو ملاعب أوروبا!

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: بعد انتقال فخر العرب النسخة الجزائرية رياض محرز إلى أهلي جدة السعودي، واقتراب فخر العرب الآخر النسخة المصرية محمد صلاح من مغادرة ليفربول مع إمكانية اللحاق به في جنة كرة القدم الجديدة في الشرق الأوسط أو مرافقة ليونيل ميسي في «الميجر ليغ» الأمريكي، بدأت تتفجر المواهب العربية بطريقة غير مسبوقة في الملاعب الأوروبية، بصعود جماعي في أسهم فئة النخبة لجيل العشرينات وما أقل هذا الموسم، كمؤشر على اقتراب ظهور خلفاء جدد من الطراز العالمي لمحرز وصلاح وبدرجة أقل قائد المنتخب المغربي حكيم زياش، وفي هذا التقرير، دعونا نسلط الضوء على أبرز المواهب العربية المتوهجة في الملاعب الأوروبية هذا الموسم.

محرز الجديد

اعتادت الجزائر على تصدير أجود المواهب إلى الملاعب الأوروبية منذ عقود، وهذه المرة، جاء الدور على الساحر الرشيق محمد الأمين عمورة، ليخطف الأنوار مع ناديه الحالي فولفسبورغ الألماني، بعد رحلة صعوده النيزكي في آخر 3 أو 4 مواسم، التي استهلها بالتعبير عن نفسه مع ناديه الأسبق وفاق سطيف المحلي، بتسجيل ما مجموعه 18 هدفا بالإضافة إلى 8 تمريرات حاسمة من مشاركته في 45 مباراة، لتخطفه أعين كشافة نادي لوغانو السويسري، ليبدأ مشواره الاحترافي الأوروبي بطريقة مقنعة ومبشرة، بتسجيل 17 هدفا وصناعة 5 من مشاركته في 66 مباراة، ومنه انتقل إلى يونيون البلجيكي، الذي كان بوابته للرد على كل المشككين في إمكانياته وقدرته على التقدم في مشواره الاحترافي، حيث تطور مستواه بصورة فاقت كل التوقعات، أبرزها ظهوره اللافت أمام ليفربول في الدوري الأوروبي، في مباراة فعل فيها كل شيء في كرة القدم، إلا هز شباك أحمر الميرسيسايد، لينتهي به المطاف بالانتقال إلى فولفسبورغ الألماني هذا الموسم، ورغم معاناته من لعنة الإصابة في بداية الموسم، إلا أنه بعد العودة لم يتأثر مردوده داخل الملعب، مستمرا في التعبير بالطريقة التي يريدها لنفسه، كمهاجم جوكر يُجيد اللعب في كل المراكز بدون استثناء في الثلث الأخير من الملعب، مستغلا سرعته وخفة حركته وقدرته على المراوغة بحيل مختلفة، لتعزيز اسمه ورفع قيمته السوقية مع انتهاء الموسم، لربما تكون الخطوة القادمة الانتقال لناد آخر أكثر شهرة وطموحا من فولفسبورغ.

سعود عبدالحميد

بعد تسونامي من الإشاعات والقيل والقال حول صفقة انتقال الظهير الدولي السعودي سعود عبدالحميد إلى روما الإيطالي، بما في ذلك التشكيك في حاجة النادي العاصمي لمدافع الأخضر في مونديال قطر 2022، لدرجة أن مصادر زعمت أن السعودية، هي ما تكفلت برسوم الصفقة وراتب اللاعب، كجزء من صفقة رعاية موسم الرياض لوكر الذئاب، وما ضاعف هذه الشكوك، أن اللاعب لم يحصل على فرصته تحت قيادة المدرب السابق دانيلي دي روسي، صاحب قرار ضمه من دوري روشن، لكن شاء القدر، أن يسجل الشاب العشريني ظهوره الأول ضمن التشكيل الأساسي تحت قيادة المدرب الجديد إيفان يوريتش ضد فريق ألفسبورغ السويدي في الدوري الأوروبي، ما اعتبر إعلاميا في المملكة بالإنجاز التاريخي، لاسيما بعد حصوله على تقييم مميز من شبكة «صوفا سكور»، وصل لـ7.2 من عشرة، نظير ما قدمه على مدار 65 دقيقة لعب، منها لمس الكرة 66 مرة، والنجاح في تقديم 38 تمريرة صحيحة من أصل 43، وغيرها من الأرقام التي عكست تفوقه في المواجهات المباشرة والثنائيات مع الخصم، أبسطها الفوز بـ7 من أصل 8 ثنائيات، والقيام بأربع تدخلات ناجحة، دليلا على صحة ما يتردد في آخر عامين، بأن سعود عبدالحميد، يصنف كواحد من أفضل الأظهرة العربية غير المحترفة في الملاعب الأوروبية، وبطبيعة الحال، إذا نجح في البناء بشكل جيد وصحيح على ما بناه في ظهوره التاريخي في اليوروبا ليغ، فقد يحصل على دقائق لعب أكثر في ما تبقى من الموسم، وبالتبعية قد يفتح الباب أمام المزيد من أبناء جلدته والخليج بوجه عام، لطرق باب الاحتراف في الملاعب الأوروبية في قادم المواعيد.
واحد من أبرز الوجوه العربية اللامعة في الملاعب الإنكليزية هذا الموسم، الظهير الأيسر الجزائري ريان آيت نوري، الذي يبصم على واحد من أفضل مواسمه على الإطلاق في مسيرته الاحترافية، مقدما نفسه بثوب الظهير العصري، الذي يؤدي دوره الدفاعي على أكمل وجه، وبالمثل يعطي الإضافة الهجومية بامتياز وكما يحلم أي مدرب في العالم، لكن مشكلته، أن فريقه ولفرهامبتون، لا يؤدي بشكل جيد على المستوى الجماعي، والأسوأ معاناته من تراجع حاد على مستوى النتائج، الأمر الذي قد يتسبب في هروبه من معقل الذئاب الإنكليزية، في حال انتهى الأمر بالفريق بالهبوط إلى «تشامبيونشب».
وفي كل الأحوال، تظهر المؤشرات أن محارب الصحراء، يبدع في تعزيز قيمته السوقية، التي تجاوزت حاجز الـ35 مليون يورو وفقا لموقع «ترانسفير ماركت»، وهذا يعني أن خطوته القادمة قد تكون الانتقال إلى واحد من كبار البريميرليغ الذين يبحثون عن ظهير أيسر بنفس جودة وخبرة وكفاءة نوري، حتى بعد فشل صفقة انتقاله إلى ليفربول في الانتقالات الصيفية الأخيرة. وتشمل قائمة سفراء العرب المتألقين والمحتمل انفجارهم على المدى القصير أو المتوسط، الموهوب العراقي علي جاسم، الذي انتقل من الكهرباء العراقي إلى كومو الإيطالي، بطلب شخصي من مدرب الفريق سيسك فابريغاس، لاعتقاده بأن الشاب العشريني، سيتحول إلى جناح من الطراز العالمي في وقت قياسي، لما يملك من موهبة نادرة، ظهرت مؤشراتها مع منتخب بلاده وقبله المنتخب الأولمبي، كلاعب يجمع بين مواصفات الجناح العصري وصانع الألعاب رقم 10، الذي يعرف متى يستخدم الحل الفردي ومتى يعطي الأولوية للمنظومة الجماعية، وفوق ما سبق، يمتاز بالتصويب القوي بعيد المدى، ومراوغة أكثر من لاعب بكل سهولة وأريحية. وبالمثل في نادي نيس الفرنسي، ينتظرون الكثير من المدافع المصري محمد عبدالمنعم، بعد ضمه من الأهلي المصري في الميركاتو الصيفي الأخير، ورغم أن دقائقه الأولى لم تكن أفضل شيء، إلا أنها لم تحبط معنويات المشجعين ولا المسؤولين، لاقناعتهم بأنه لم يتأقلم بعد على أجواء الدوري الفرنسي المختلفة كليا عن دوريه المحلي في شمال أفريقيا.

خلفاء الأساطير

يبقى العالمي المغربي براهيم دياز، واحدا من أبرز الأسماء المرشحة لخلافة صلاح ومحرز في اللقب الشرفي «فخر العرب». صحيح الإصابة أوقفت بدايته النارية مع ريال مدريد ومنتخب بلاده، لكن من المتوقع أن يعود بنفس القوة وحالة الزخم التي كان عليها قبل الإصابة، كلاعب قادر على التكيف مع أي ظروف وتقديم أفضل ما لديه على طول الخط، حتى لو استعان به المدرب لربع ساعة أو نصف ساعة في الشوط الثاني، عادة ما يحرج المدرب كارلو أنشيلوتي، بتأثيره الكبير مقارنة بعدد دقائق لعبه المحدودة، وهذا الأمر، قد يتسبب بشكل أو آخر في خروجه من «سانتياغو بيرنابيو» في نهاية الموسم، خاصة لو تعقدت أموره بسبب الازدحام الكبير في مركزه في وسط الملعب، بعد تعديل مركز جود بيلينغهام إلى لاعب وسط رقم 8، وإلغاء وظيفة صانع الألعاب أو المهاجم الحر بعد وصول الفرنسي كيليان مبابي في فصل الصيف. أما نجم الموسم أو ملك الجيل الجديد في الوقت الراهن، فهو الجناح المهاجم المصري عمر مرموش، سفاح آينتراخت فرانكفورت، الذي يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الدوريات الأوروبية الكبرى، بتسجيل ما مجموعه تسعة أهداف وتقديم ستة تمريرات حاسمة، بالتساوي مع جلاد بايرن ميونيخ ومنافسه المباشر في البوندسليغا هاري كاين، صاحب العشرة أهداف وخمس تمريرات حاسمة، ومن يتابع مسيرة الشاب البالغ 25 عاما، منذ رحيله عن نادي مسقط رأسه وادي دجلة القاهري، يعرف جيدا أن أسهمه في ارتفاع مستمر من موسم لآخر، تحديدا منذ سنوات كفاحه مع رديف فولسفبورغ بين 2017 و2020، التي حاول خلالها اكتساب ما يكفي من خبرات، قبل التفكير في خطوة الاحتكاك في مستوى تنافسي أعلى، وحسنا فعل بنجاحه في تجربة إعارته الأولى مع سان بولي في الدرجة الثانية الألمانية، ثم إعارته الثانية مع شتوتغارت، التي فتحت المجال أمامه للعودة إلى ناديه الأول فولفسبورغ، حيث شارك مع الفريق في 48 مباراة خرج منها بستة أهداف وصناعة هدف، لينتقل بعد ذلك إلى ناديه الحالي آينتراخت فرانكفورت، الذي وصل معه إلى قمة النضج الكروي، ليصبح حديث وسائل الإعلام الأوروبية على مدار الأسابيع والأيام الماضية، خاصة بعد عرضه الهوليوودي أمام بايرن ميونيخ، بتسجيل هدفين وصناعة آخر في الملحمة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف في كل شبكة قبل العطلة الدولية، وسط تسونامي من التقارير والأنباء التي تتحدث عن معركة إنكليزية محتملة حامية الوطيس للحصول على توقيعه في الميركاتو الشتوي المقبل أو فصل الصيف على أقصى تقدير، فهل يحافظ على هذه البداية النارية ليثبت أنه يستحق اللعب لأحد كبار البريميرليغ أو أوروبا؟ نتمنى له ولكل السفراء العرب في الدوريات الأوروبية كل التوفيق في قادم المواعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية