طهران تدعو الاوروبيين لاستئناف المفاوضات.. وبريطانيا تعمل علي وضع مسودة لاحالتها لمجلس الامن
بكين تري ان الحل التفاوضي ما زال ممكنا.. ووزير خارجية فرنسا يبحث في موسكو القضيةطهران تدعو الاوروبيين لاستئناف المفاوضات.. وبريطانيا تعمل علي وضع مسودة لاحالتها لمجلس الامن طهران ـ لندن ـ باريس ـ بكين ـ اف ب ـ رويترز: دعت ايران الاوروبيين الي استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي في 18 كانون الثاني (يناير)، بحسب ما اعلن مسؤول ايراني كبير في فيينا في اتصال هاتفي معه امس الثلاثاء، في وقت يطالب الاتحاد الاوروبي باحالة الملف الايراني الي مجلس الامن الدولي.وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته ان ايران مستعدة تماما لاستئناف المفاوضات وتدعو الاوروبيين الي استئنافها في 18 الشهر الجاري، مشيرا الي ان هذا الموقف الايراني ورد في رسالة موجهة الي الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا)، من دون ان يكشف تاريخ الرسالة.وكان الاوروبيون استأنفوا الحوار مع ايران في 21 كانون الاول (ديسمبر) واتفق الجانبان علي عقد جلسة جديدة في 81 كانون الثاني (يناير). الا ان الاوروبيين اعتبروا بعد ذلك ان لا فائدة من الحوار بعد ان اعلنت ايران في العاشر من كانون الثاني (يناير) استئناف انشطة نووية حساسة.وقال المسؤول ان الرسالة التي بعثت بها طهران الي الاوروبيين تنص علي ان ايران مصممة علي اجراء مفاوضات كما تم الاتفاق عليه مع الروس في شأن اقتراح موسكو .واجرت موسكو جولة اولي من المفاوضات مع طهران حول احتمال تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا، الا ان ايران حذرت من انها لن توافق علي العرض الا بشرط تمكنها من القيام بتخصيب اليورانيوم علي ارضها ايضا.ونقلت وكالة الانباء الايرانية الطالبية عن رئيس لجنة الخارجية في البرلمان اله الدين بورو جريدي قوله ان الخطة الروسية قابلة للتفاوض .واضاف امل في التوصل الي اتفاق مع الروس لنتمكن من القيام بعمل مشترك في مجال تخصيب اليورانيوم في البلدين، في ايران وفي روسيا .وفي لندن رأي مسؤول بريطاني رفض الكشف عن هويته ان العرض الايراني المقدم الي الدول الاوروبية الثلاث لا معني له .من جهة ثانية، رأي مسؤول بريطاني كبير رفض الكشف عن هويته ايضا ان احالة الملف الايراني النووي الي مجلس الامن الدولي لن تؤدي مباشرة الي فرض عقوبات علي ايران.واضاف اننا نري ذلك كتتابع تدريجي لتحركات ستحصل علي مراحل زمنية .وكان المتحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية اكد مجددا امس ان لندن تفضل التوصل الي حل دبلوماسي للازمة الايرانية النووية. وقال قلنا دائما اننا نريد حلا دبلوماسيا . واضاف ان النقطة الرئيسية هي ضرورة ان تحترم ايران التزاماتها الدولية .وتابع اذا ارادت ايران الاتيان بحل يدخل في هذا الاطار، جيد جدا ، الا انه اضاف يجب ان نقنع ايران باحترام التزاماتها الدولية .وأكد مسؤول بارز بوزارة الخارجية البريطانية ان بلاده وشريكتيها الاوروبيتين فرنسا وألمانيا تعملان علي وضع مسودة قرار لاحالة ايران الي مجلس الامن الدولي.وقال المسؤول في معرض اجابته علي سؤال بهذا الخصوص ان مسودة القرار الذي وصفه بأنه بسيط، سيقدم الي مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويعيد التذكير بالنتائج التي خلص اليها المجلس في الاجتماع الاخير الذي عقده في ايلول (سبتمبر) الماضي بأن ايران لا تمتثل لالتزاماتها ويتعين احالتها الي مجلس الامن الدولي .وحول النتائج التي خلص اليها اجتماع لندن، أجاب المسؤول البريطاني ان اللقاء الذي استضافته عاصمة بلاده حول ايران امس بمشاركة دبلوماسيين رفيعي المستوي من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الي جانب المانيا كان استشاريا ويمثل جزءا من اللقاءات التي نعقدها مع بقية اللاعبين الدوليين الكبار وهي ليست المرة الاولي التي نعقد فيها مثل هذا الاجتماع بمشاركة الدول الاوروبية الثلاث الي جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين وكنا عقدنا اجتماعا مشابها من قبل في لندن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي .واعلن الوزير الالماني المنتدب للشؤون الخارجية غرنوت ارلر امس الثلاثاء ان المسؤولين الاوروبيين الكبار ونظراءهم الروس والصينيين الذين اجتمعوا الاثنين في لندن لم يتوصلوا الي توافق حول مضمون القرار الدولي الذي يمكن ان يصدر عن مجلس الامن بشأن الملف النووي الايراني.وطلبت فرنسا والمانيا وبريطانيا الاثنين ان تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الثاني والثالث من شباط (فبراير) اجتماعا استثنائيا للبحث في الملف النووي كخطوة اولي قبل احالة هذا الملف الي مجلس الامن الدولي.ويحاول الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن ومعهم المانيا، ان يتفقوا علي نص مشترك يطرح للبحث امام مجلس حكام الوكالة الدولية ويكون بمثابة مشروع قرار يرفع الي مجلس الامن الدولي.واشار الدبلوماسي الالماني الي ان المسؤولين الاوروبيين والاميركيين والروس والصينيين متفقون علي انه لا يمكن للمجتمع الدولي ان يقبل بالاستفزاز الايراني عبر متابعة طهران جهودا في مجال تخصيب اليورانيوم الهدف منها امتلاك القدرة علي صناعة اسلحة نووية .واضاف اننا متفقون علي ضرورة التحرك، هذا مؤكد . وقال سلطانية من جهته ان قرار الجمهورية الايرانية لا عودة عنه .وشكك بقدرة الغربيين علي اقناع الاعضاء الآخرين في مجلس حكام الوكالة بدعم احالة الملف الايراني علي مجلس الامن.وقال ليس هناك اجماع علي ارسال الملف الي مجلس الامن، واذا حاولوا القيام بذلك بعدد قليل من الاصوات، فسيشكل الامر فشلا كبيرا للدبلوماسية الدولية والتعددية التي يدافعون عنها .ومن جهته اكد وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول في حديث لصحيفة ذي صن البريطانية نشر امس الثلاثاء ان تحركا فوريا من قبل الاسرة الدولية ضروري ضد ايران لان برنامجها النووي خطير جدا .وقال باول لاوسع صحيفة بريطانية انتشارا ان الوضع في ايران خطير جدا ، مؤكدا انه يجب عدم منح طهران مهلا جديدة.وفي حديث آخر لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، قال باول انه من الواضح ان الجمهورية الاسلامية تسير باتجاه تطوير اسلحة نووية بينما تؤكد طهران ان نواياها محض سلمية.وقال باول للصحيفة البريطانية ان الوضع في ايران خطير جدا وسلوك ايران في الاشهر الثمانية عشر الاخيرة كان منغلقا وساذجا ، مشيدا بقرار نقل الملف النووي الايراني الي مجلس الامن الدولي.واضاف الوزير الامريكي ان تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ضد اسرائيل بما في ذلك دعوته الي ازالتها عن الخارطة تثير قلقا عميقا .وقال لا اري طريقا للخروج منها .وتابع لا احد في واشنطن ولندن يري مخرجا لذلك ولدينا شعور بأننا فعلنا كل ما يمكن فعله .وفي حديث آخر لتلفزيون الـ بي بي سي ، قال باول ان كل شيء يوحي بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تتجه نحو تطوير اسحلة نووية وان اكدت طهران ان نواياها محض سلمية.وقال لم يثبتوا للعالم انهم لا يسعون لامتلاك السلاح النووي. واضاف انهم يملكون برنامجا نوويا ومن الواضح منذ سنوات انهم يسيرون برأي علي طريق تطوير برنامج الي نقطة يمكن ان يتحول معها الي سلاح نووي ونظام لانتاجه .ووصف وزير الخارجية الامريكي السابق قرار نقل الملف النووي الايراني الي مجلس الامن بأنه صائب ومناسب ، مؤكدا ان اي عمل عسكري ليس خيارا وان لم يكن بالامكان استبعاده كليا .ورأت بكين امس الثلاثاء ان الحل التفاوضي مع ايران ما زال ممكنا لتسوية قضية ملفها النووي غداة لقاء في لندن بين الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وروسيا) والولايات المتحدة وروسيا.وصرح المتحدث باسم الخارجية الصينية كونغ كوان علينا التأكيد ان جميع المشاركين في اللقاء اعربوا عن قلقهم بشأن استئناف تشغيل المنشآت المرتبطة بتخصيب اليورانيوم.وأعلنت فرنسا امس الثلاثاء ان وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي سيسافر الي روسيا اليوم الاربعاء لمناقشة الازمة القائمة بين الغرب وايران بشأن برنامجها النووي.وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية في بيان صحافي ايران ستتصدر جدول الاعمال. بالنسبة لنا من الواضح ان موقف روسيا من هذه القضية مهم جدا .