طموحات كبيرة وإمكانيات متواضعة وعروض مكررة

حجم الخط
0

طموحات كبيرة وإمكانيات متواضعة وعروض مكررة

مهرجان ربيع مسرح الأطفال الثالث:طموحات كبيرة وإمكانيات متواضعة وعروض مكررةدمشق ـ القدس العربي ـ من أنور بدر: للعام الثالث علي التوالي، تنطلق فعاليات مهرجان ربيع مسرح الأطفال بالتزامن مع العطلة الإنتصافية للعام الدراسي، مما يسمح لأكبر عدد من الأطفال وطلاب المدارس بمتابعة هذه الفعاليات والعروض التي بدأت يوم الجمعة المنصرم في 6/1/2006، بكرنفال الربيع الذي انطلق من أمام محافظة دمشق متجهاً نحو مسرح الحمراء، وقد تضمن الكرنفال عروض مهرجين وألعاب أكروبات، إضافة للفرقة النحاسية. بالعودة إلي جدول العروض الموزع نكتشف أنه تضمن 22 عرضاً، توزعت علي مسرح الحمراء والمراكز الثقافية المنتشرة في 12 محافظة سورية، بعد أن بدأ المهرجان في مدينة دمشق، ثم توزع العام المنصرم علي أربع محافظات هي دمشق، حلب، اللاذقية، الحسكة، لكن المهرجان هذا العام سعي لتغطية كافة المحافظات السورية باستثناء محافظتي أدلب والرقة، دون أن يكون التبرير المالي مقنعاً لهذا الاستثناء، خاصة وأن محافظة الرقة تمتلك مديرية للثقافة نشطة جداً، وفيها مسرح مؤهل لتقديم العروض الضخمة، بينما محافظتا حمص وطرطوس لا تزال مراكزهما الثقافية قيد الترميم والإعداد، ومع ذلك نقل عرض حمص إلي قصر الزهراوي، فيما نقل عرض طرطوس إلي مدينة بانياس، مع أن مسرحية خاصة باسم كأس وقضية لفرقة طائر الفينيق تعرض في المركز الثقافي بطرطوس في ذات الفترة. كما نلاحظ أن بعض المحافظات كان من نصيبها عدد أكبر من العروض، وفي بعضها توزعت العروض علي أكثر من بلدة أو مدينة، فيما اكتفت محافظات أخري كدرعا، والسويداء، وطرطوس، وحمص، ودير الزور، بعرض يتيم دون أن يتناسب ذلك مع عدد السكان أو النشاط الثقافي لهذه المحافظة، إذ تغادر ثلاثة عروض من دمشق إلي محافظة القنيطرة، فيما تكتفي اللاذقية بثلاثة عروض محلية، ويكون نصيب محافظة حلب عرضين فقط، وواحد لمدينة حمص!ہہہفي مؤتمر صحافي سبق المهرجان تحدث وزير الثقافة الدكتور محمود السيد والفنان جهاد الزغبي مدير المسارح والموسيقي في الوزارة، عن فعاليات ومناشط المهرجان، مؤكدين علي الطموحات الكبيرة بأن يغطي مساحة كل المحافظات السورية العام القادم، وأن يتحول من مهرجان محلي إلي مهرجان عربي أسوة ببقية المهرجانات المشابهة في الدول العربية. وأضاف الأستاذ الزعبي نقطتين، الأولي منهما بدت تبريراً لسؤال ملح حول العروض المكررة، حين دعا إلي المحافظة علي العروض الجيدة وإسقاط الرديء منها، علماً أن نصف عروض هذه الدورة مكررة من العام المنصرم وبشكل خاص عروض المهرجان السابق، فيما تكاد تقتصر العروض الجديدة علي عروض المحافظات والمراكز التي تشارك لأول مرة في هذا المهرجان. النقطة الثانية والأهم في حديث الزغبي تتعلق بمحاولة الخروج عن المدي الزمني للمهرجان، بحيث لا نقدم مسرحاً للأطفال في العطلة الإنتصافية فقط، لتغيب عنهم العروض بقية العام، بل تستمر الفعاليات أو العروض الجيدة علي مدار العام، وبشكل خاص في أيام العطل الأسبوعية، أي الجمعة والسبت تحديداً، وباقي العطل والمناسبات الاحتفالية. كما أعاد تذكيرنا بالمسرح الجوال الذي سبق له إدارته حين دخل في سبات شتوي لم يستيقظ منه بعد، لكن المديرية قد تلقي إليه بمهمة التجوال قريباً في عروض الأطفال، وبث إلينا نبأ استقبال عربيتين يمكن من خلالهما تركيب وفك مسرح كامل مع مدرج للعرض في فترة زمنية قصيرة، بحيث يمكن نقل العروض إلي أماكن قصية، أو إلي مواقع أثرية وسياحية مثلاً. ہہہمقابل الطموحات الكبيرة للمديرية والدعم اللامحدود من قبل الوزارة لكل المناشط الثقافية والترفيهية المتعلقة بالأطفال، أيقظنا المخرج عبد الحميد خليفة من ثبات مملوء بالأحلام الوردية، وهو كاتب ومخرج العرض اليتيم في محافظة درعا جواهر الأميرة السبع ، حين تحدث عن عرضه المبرمج بعد ثلاثة أيام من تاريخ المؤتمر الصحافي، ومع ذلك لم يتسلم بعد الديكور والأزياء، فيما الموظف الإداري يحيل الموضوع إلي شيك في الوزارة ينتظر توقيع الوزير، بينما الوزير يعلن أنه يوقع يومياً كل ما يصله من المديرية، لكن المخرج خليفة أحرج الجميع وهو يؤكد أنه في هذا الصباح ـ من المؤتمر ـ دفع ثلاثة آلاف ليرة من جيبه الشخصي لتأمين أزرار لزوم أزياء العرض التي لم تأت بعد!. الزميل موسي الأسود خريج قسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية، حاول البحث عن أساس الإشكالية في أزمة مديرية المسارح والموسيقي، في غياب التنسيق مع المسرح المدرسي ومنظمات الشبيبة والطلائع، في مهرجان يقام للسنة الثالثة بدون ميزانية مستقلة، مع أن السيد الوزير أكد أن وزارته تغطي نفقات المهرجان!. المشكلة أن للمهرجان وظيفته احتفالية، ومن هذا المنطلق تحاول المديرية ومعها الوزارة أن تحافظ عليه، ولكن أي مهرجان أو مسرح للأطفال في ظل غياب المسرح ككل أو ترديه في الآونة الأخيرة؟ أي مسرح أو مهرجان في ظل البيروقراطية وضغط النفقات الثقافية؟ أين المسرح المدرسي من طلابنا ومدارسنا؟ وأين مسرح الطفل من حياتنا ومنظماتنا؟ أم أن الوظيفة الاحتفالية كما كل التظاهرات الثقافية الأخري تكفي المؤمنين شرّ القتال؟ وتكفي المديرية شرّ المسرح؟!. واضح أن المديرية خرجت للتو من احتكار السيد زهير رمضان لتدخل في مخاض لم تتبلور ملامحه بعد، لكن الأزمة الثقافية في سورية تبدو أكبر من أزمة المديرية وأكبر من طموحات المدير الجديد. ہہہمع ذلك، ورغم كل الملاحظات السابقة، فلا يسعنا إلا الإشادة ببعض الأعمال المكررة التي تركت صديً إيجابياً في عروضها السابقة، وخاصة أطفال يعدّون مسرحهم أو عرض خيال الظل الفتاة النشيطة لذكي كرديلو، أو مسرح العرائس أبو الثعالب لمحمد خير عليوي. و حكايا المهرج لعدنان سلوم مدير مسرح الطفل في المديرية. الملاحظة الإيجابية تتجلي في تنوع المناشط المسرحية لهذا المهرجان، ما بين مسرح الأطفال ومسرح العرائس، وما بين خيال الظل والدمي، وبعضها يتداخل فيه أكثر من لون مسرحي. إلا أن الأهم هو مشاركة عرض خاص لفرقة ليش باسم مومو وهو من إعداد وإخراج نورا مراد التي تصّر علي إيجاد مساحة تتنفس فيها علي خشبة المسرح هي وفرقتها التي عانت من عدائية المديرية لها ولكل الفرق الخاصة سابقاً. كما تقيم مديرية المسارح والموسيقي، بالتعاون مع مديرية ثقافة الطفل في الوزارة مسابقة النصوص المسرحية للشباب والأطفال، يشارك فيها الشباب من سن 15 سنة وما فوق، وتتحدث عن حقوق الطفل أو المشكلات التي تعترضه في حياته اليومية، في المنزل أو المدرسة أو الشارع … الخ. ويشارك فيها الأطفال من سن 9 ـ 15سنة بمواضيع يعبرون فيها عن همومهم ويمكن لهم الاستعانة بقصص أسطورية متوارثة ضمن إطار النص المسرحي. علي أن ترسل النصوص المسرحية إلي وزارة الثقافة ـ مديرية ثقافة الطفل في موعد أقصاه 25/4/2006 وتعلن النتائج بتاريخ 25/6/2006 المصادف لليوم العالمي للطفل. وعلي هامش مهرجان ربيع مسرح الأطفال الثالث ستقام ورشة عمل مع الأطفال من خلال ندوة يديرها الفنان جهاد الزغبي مدير المسارح والموسيقي مع الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل، وذلك علي مسرح الحمراء بدمشق، وعلي مسرح الزهراوي بحمص.كما ستعلن مديرية ثقافة الطفل عن مسابقة للقصة والشعر والمقالة في الشهر الثاني من العام الجاري، وستعلن شروطها في حينه. 0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية