ضغوط دبلوماسية ـ امنية امريكية قوية علي دول المغرب العربي لمساعدة واشنطن في مآزقها

حجم الخط
0

ضغوط دبلوماسية ـ امنية امريكية قوية علي دول المغرب العربي لمساعدة واشنطن في مآزقها

رامسفيلد يحل بعواصمها قبل انتهاء زيارة مولرضغوط دبلوماسية ـ امنية امريكية قوية علي دول المغرب العربي لمساعدة واشنطن في مآزقهاالرباط ـ القدس العربي محمود معروف:تتعرض منطقة المغرب العربي في هذه الايام الي هجمة دبلوماسية ـ امنية امريكية هي الاولي من نوعها في عهد الرئيس جورج بوش الابن، رغم ان دول المنطقة حاولت طوال السنوات الماضية ان تشعر واشنطن باهميتها والدور الذي يمكن ان تلعبه في التخفيف من المآزق التي وضعت فيها الادارة نفسها منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.وقبل اختتام روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الامريكي جولته المغاربية يصل وزير الدفاع الامريكي دونالد وامسفليد للمنطقة في جولة مماثلة، وان كانت تحت عنوان مختلف لكن الهدفين ينسجمان في منظومة السياسة الامريكية التي تميزت بالهجوم العسكري والحصار السياسي والاقتصادي علي كل من تعتقد واشنطن انه معاد لها او الضغط الاقتصادي والسياسي علي الاخرين للمساهمة في حروبها ضد اعدائها دون تعويض او مقابل، بعد ان اوصلتهم الي قناعة ان تلك المساهمة واجب وعدمهما يعني الوقوف الي جانب العداء انطلاقا من مقولة الرئيس جورج بوش الابن اما مع او اما ضد.وعنوان جولة روبرت مولر المغاربية هو المزيد من التنسيق في مكافحة الارهاب وتكثيف حملة مكافحة الارهاب محليا والمساهمة الفعالة في ملاحقة الارهابيين اقليميا ودوليا. وهو ما تتحاشي التيارات والقوي المغربية المعارضة للسياسة الامريكية ان تقف ضده، لان محاربة الارهاب بالنسبة لهذه القوي او بالنسبة لحكومات دول المنطقة معركة داخلية وللحفاظ علي الامن الوطني.وتحت شعار مكافحة الارهاب لحماية الامن الوطني شهدت العلاقات الامنية الامريكية المغاربية تعاونا كبيرا لدرجة انزعاج الاوساط السياسية الفرنسية، الحليف الامني الطبيعي لدول المنطقة. اذ اضافة الي تبادل المعلومات والتنسيق وتعديل القوانين بما ينسجم مع الحملة الامريكية شهد التعاون عمليات امنية مشتركة وحضر محققون امريكيون جلسات التحقيق مع عدد من المعتقلين الاصوليين البارزين الذين وجهت لهم اتهامات بالارهاب وذهبت دول مغاربية بعيدا في اختلاق حروب ومعارك وهجمات كانت ستتعرض لها لاشعار واشنطن بوحدة المعركة ضد العدو المشترك وتحدثت اوساط حقوقية وامنية عن توقف السجون الطائرة التابعة للمخابرات المركزية الامريكية وتحمل معتقلين اصوليين في مطارات مغاربية وان كانت اوساط حكومية نفت ذلك. اما عنوان جولة دونالد رامسفيلد فهي المساهمة المغاربية في تخفيف المأزق الامريكي في العراق واستبدال الجزء من القوات الامريكية المقرر انسحابها من العراق بقوات من دول عربية والدول المغاربية منها، وهو ما يشكل احراجا لهذه الدول وحكوماتها التي لم تستطع رغم كل الضغوط الامريكية التي مورست عليها من ان ترسل سفراء لها الي بغداد. واذا كانت استظلت بقرارات جامعة الدول العربية للاعتراف بما افرزه الاحتلال الامريكي من هيئات وحكومات، فانها نأت بنفسها عن علاقات حميمية وتعاون مع هذه الهيئات والحكومات ليس فقط لان جميع دول المغرب العربي ارتبطت بعلاقات وثيقة مع عراق ما قبل الاحتلال الامريكي بل ايضا لان سمة العراق المحتل هي الطائفية التي لا تعرفها المنطقة وايضا هيمنة الشيعية السياسية والمغرب العربي يحرص دائما علي ابراز ليس فقط مذهبه السني بل ايضا مالكيته.وتعرف منطقة المغرب العربي تأييدا شعبيا للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي ولم تنجح عملية اغتيال دبلوماسيين جزائريين واختطاف عاملين بالسفارة المغربية في بغداد الذي ندد به واستنكر شعبيا، من تقليص هذا التأييد لفك ارتباط عمليات الاختطاف بالمقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي. والمشاركة المغاربية في مشروع الاحتلال الامريكي للعراق مسألة ملحة امريكيا ليس فقط للتخفيف من المأزق الامريكي بل ايضا لحاجة واشنطن لغطاء عسكري عربي لاحتلالها ولتواجد قواتها في قواعد عسكرية دائمة كما تخطط.وتدرك الحكومات المغاربية ان الاستجابة للطلب الامريكي يخفف مأزق واشنطن لكنه يعمق ازمتها ويفتح عليها ابواب مواجهات هي في غني عنها في ظل ازمات اقتصادية واجتماعية قابلة للانفجار وتشكل ارضا خصبة لتجنيد الحركات الاصولية المتشددة والعنفية لشباب يفقد الامل في حياة كريمة في بلاده وسدت في وجهه كل البدائل بعد التشديد الاوروبي علي الهجرة الشرعية والسرية. ويمكن لاي مراقب ان يربط بين الاندفاع الجزائري المغربي للتعاون الامني مع الولايات المتحدة الامريكية بنزاع الصحراء الغربية الذي ما زالت تسويته السلمية تخرج من مأزق لتدخل بآخر دون ظهور بارقة امل بحل قريب. واذا كانت واشنطن جورج بوش الابن لا تقدم مكافآت علي التعاون الامني معها، فان كل من الجزائر والمغرب بقيت تأمل من واشنطن موقفا اكثر قربا من رؤيتها من نزاع لا زالت الامم المتحدة حائرة في كيفية التعاطي مع اطرافه في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن منذ اندلاعه 1975 بالامساك بكل خيوط اللعبة توحي لهذا الطرف تبني رؤيته وتؤكد للطرف الاخر عدم معاداتها لرؤيته. جولة روبرت مولر ودونالد رامسفليد لن يكشف عن تفاصيل ما اسفرت عنه، لان ملفات مباحثات كل منهما مع المسؤولين هنا او هناك، ليست مبادئ عامة او خطوط عريضة بل تفصيلات في قضايا تشكل محور السياسة الامريكية عربيا واسلاميا، سياسة الحرب علي الارهاب الاسم الكودي للتيارات الاصولية المتشددة التي خاضت حربا دموية ضد الدولة في الجزائر منذ 1992 تحت سمع وبصر ويقال ايضا دعم واشنطن واعلنت منذ 2003 حربها في المغرب وما زالت اثار هذه الحروب بادية ومحكمة في سياسات البلدين وسيكون من ضمن النقاط التي سيبحثها مولر ورامسفيلد في الرباط والجزائر خلق اطار للتنسيق بين الشقيقين اللدودين لان في ذلك مصلحة لحكومة كل منهما واساسا مصلحة لواشنطن دون ان يهم ما بين البلدين من ازمات واختلافات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية