ضرب «الفنانين» للمعجبين: مطلوب نقابة للمصفوعين… موسم زواج الفنانات: أوله مصلحة وآخره طلاق!

ما يحدث في أوساط الفنانين العرب هذه الأيام يثير الدهشة والحيرة، ولأن العدسات موجهة نحوهم طوال الوقت، فإن أخبارهم تصبح متضخمة لحد سرقة الأضواء عن كل ما عداها.
مناسبة الحديث أن بعض الفنانين بدأ يلجأ لاستخدام يديه بدل صوته للاعتداء على المعجبين بشكل غير حضاري يفتقد للباقة والأدب.
أحدث هذه الاستعراضات، التي جلبت قدرا كبيرا من الانتقاد على وسائل التواصل الاجتماعي، هو ما حدث للفنان محمد رمضان هذا الأسبوع، والفنان عمرو دياب مؤخرا، حيث قاما بلكم شخصين من جمهورهما ومبادرتهما بالصفعات. كذلك ما حدث في مواقع متفرقة وخلال حفلات لفنانين عرب، فهل هي ظاهرة أم موضة جديدة؟
وإذا كان الاستعراضي محمد رمضان بطلا فنيا في مسلسل «جعفر العمدة»، يستطيع فعل ما يشاء على طريقة الديكتاتوريات العربية الممقوتة، فليس شرطا أن يكون كذلك في الواقع الآن، فصفعته لمعجب في الساحل الشمالي وتنمره عليه، انقلب عليه، بحيث رد عليه الشاب المصفوع بصفعة ارتدادية، قللت من هيبته وأنزلته الى الواقع من برجه الاستعراضي العاجي، الذي يرتدي فيه جلود النمور والفهود، وينصب نفسه «نمبر وان» على زملائه الفنانين المخضرمين.
ولو استئنسنا بآراء رواد وسائط التواصل لقرأنا أحدهم يقول «مش مرجلة تضرب عيل صغير»! فيما يقول أحدهم: «العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.. راجل يا واد»! ويفسرها البعض بأنها «مسرحية متفق عليها من أجل التريند».
ويذهب آخرون للمطالبة بإنشاء نقابة للمصفوعين في مصر والدول العربية، بعد انتشار هذه الظاهرة مؤخرا. وتقوم هذه النقابة بالتوازي مع نقابة الفنانين بالدفاع عن حقوقهم، وربما تخصيص معاش لهم.
وهذه عينات من أراء الجمهور يجب أخذها بالاعتبار من قبل الفنانين، فعلاقة الجمهور بالنجوم، أساس أي عمل فني، وهو المحرك والدافع الأساسي لأي فنان، وهي مرتبطة بما يقدمه الفنان في عمله وحياته الشخصية أيضا وطريقة استقباله لجمهوره ولردود أفعالهم أحيانا.
أي إنسان، سواء كان مشهورا أو لا، لا بد أن تكون تصرفاته تحت السيطرة، والنجم على وجه الخصوص لا بد أن يسيطر على نفسه، لأنه دائما تحت المجهر، والكاميرات تبحث عنه، و»الباباراتزي» بدورهم يبحثون عنه في كل مكان بحكم المكانة التي وصل إليها، بل ويتصيدون زلاته وأخطاءه.
صفعة عمرو دياب أعادت بدورها للأذهان وقائع مشابهة تظهر لحظات فقد فيها مشاهير السيطرة على أنفسهم، واعتدوا على معجبين حاولوا اختراق خصوصيتهم.
وجلبت الواقعة هجوما غير مسبوق على المطرب، خاصة أنها أعادت للأذهان واقعتين للفنان نفسه، رأى الجمهور أنه تصرف فيهما بشكل غير لائق و»يتنافى مع حجم نجوميته وتقدير الجمهور له».
وظهر الرجل في الواقعتين، وهو يتحدث لأحد مرافقيه في مكان عام ويسب سائقه، بينما في الثانية قام بدفع أحد الأشخاص من فوق المسرح، الذي كان يغني عليه بحفل زفاف آخر.
الخطأ كبير، سواء من محمد رمضان أو من عمرو دياب، لأنهما نجمان، وعليهما أن يتحملا أعباء النجومية، كما عليهما أن يكونا أكثر هدوءا في التعامل مع الجمهور، حتى لو حدث تجاوز من بعض الشخص، وهناك طرق كثيرة للجمهم هؤلاء، بدل صفعهم.
وقد تكررت هذه الحوادث مع دياب، البالغ من العمر 62 عامًا، حيث أثار جدلا قبل فترة، حين سُرّب له مقطع مصور يُظهر فيه بعد مغادرته حفل «الليلة السعودية – المصرية»، وهو يبحث عن سائقه، ويقول: «السواق الحيوان بتاعنا راح فين؟»، وهو ما أثار غضب جمهوره، الذي انتقد تصرفه بشدة.
وتختصر إحدى الناشطات ردود أفعال الجمهور على هذه الحوادث، قائلة: «بغض النظر عن الأسباب أو المبررات، أو ضغط الشخص في سياق الزحمة، هل من المقبول تحت أي ظرف إن الناس تلطش بعض بالأقلام؟».
وبالتأكيد النجومية التي يتم بناؤها بصعوبة، قد تنهار ومعها الصورة التي يصنعها الجمهور للفنان عبر السنين.
والمفروض أن يعتذر الفنانان عن فعلتيهما، لا أن يتجاهلا ما حدث، كي يكونا قد تعلما الدرس ومعهم معشر النجوم.

موضة زواج الفنانين:
هروب من العنوسة أم «بريستيج»؟

منذ بداية العام والأخبار تترى حول ارتباط المشاهير العرب، سواء من الفنانين أو الفنانات، ومنعا للإحراج لن أذكر أسماء فهم كثر على الساحة الفنية. فقد انتشرت أنباء حول زواج فنانات من لبنان ومن مصر وسوريا، وكذلك المغرب من أثرياء في الخليج العربي، حتى أشيع أن أحدهم سيدفع مهرا وزنها ذهبا.
في ثقافتنا أن الزواج رباط مقدس ونصف الدين واستقرار، لكنه في الوسط الفني صار زواج متعة وبريستيج وزواجا عرفيا، ليس أكثر. وهناك فنانون صاروا يتخذون منه مهنة وتربحا، بحيث لم تعد الخانات العائلية تتسع لأسماء الزوجات أو الأزواج لديهم.
قائمة زواج الفنانات بالأثرياء ورجال الأعمال قديمة وطويلة وتعود الى سنوات.
وفي تجارب زواج قد تستمر شهرا او سنين قليلة تمت بين فنانات ورجال أعمال، وقامت على المصلحة، تنتهي غالبيتها بالطلاق أو يكتب لها نهاية مأساوية.
فرجل الأعمال يبحث من وراء الزواج بفنانة عن الوجاهة الاجتماعية، وتحقيق المتع الشخصية، لذلك يدفع أموالا طائلة في سبيل الاقتران بنجمة مشهورة، في المقابل تحقق الفنانة مصلحتها من خلال الاستفادة من أمواله، سواء في إنتاج أعمال خاصة، أو استخدام هذه الأموال في شراء ممتلكات تؤمن مستقبلها، خاصة أنهن يدركن أن النجومية زائلة، لذلك يحاولن الاستفادة من هذه المرحلة.
من حق الفنانين المطلق الارتباط، فلا أحد يريد أن يكون عازبا أبد الدهر ولا عانسا، لكن المصلحة المطلقة للأسف هي التي تسود الآن، وقد أصبح الزواج تجارة وربحا وخسارة، وتحولت النفوس والأجساد الى سلعة رخيصة، فلا عجب أن تفسد هذه التجارة وأصحابها كذلك، كما تفسد ثمار الفاكهة الجميلة.

ولا تنابزوا بالألقاب

بقدر تقديسنا للألقاب والتسابق على اكتسابها في بلادنا العربية، دون استثناء، بقدر ما هي تعتبر توصيفا وتكليفا لا تشريفا في البلاد الغربية، التي تتقدمنا بأشواط ضوئية في خدمتها وإنسانيتها على مستوى المجتمعات.
فبمجرد أن يبدأ أحدنا في دراسة الدكتوراه، وقبل أن يخوض غمارها يطالبك بمناداته دكتورا، ويبدأ المجتمع بالحرص على الباسك هذا الرداء في كل مناحي الحياة، فاذا أردت أن تصف بساطة الناس هنا في دول الغرب تقول فورا إنهم لا يعيرون التسميات الكثير من الاهتمام ولا يحبون التعالي والتفاخر بمميزات الألقاب، وكلما علا الشخص هنا زاد تواضعا وبساطة.
في أول مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء البريطاني الجديد السير كير ستارمر منذ يومين: سأله صحافي: هل تعودت على مناداتك برئيس الوزراء؟
ضحك ببساطة عفوية، وقال هذا شرف لي، لا أمانع بمناداتي رئيس الوزراء أو باسمي كير. وأضاف أكدت على الموظفين على ضرورة أن يبينوا مسمياتهم الوظيفية، فقط حرصا على تنفيذ الخدمة العامة.
وهنا لا تستهجن حينما ينادي الناس الملك باسمه تشارلز، وكذلك البروفيسورات في الجامعة ورؤساء الأحزاب والمشاهير وغيرهم ينادون بأسمائهم فقط دون مقدمات.
العبرة في الدول الغربية في الخدمة، وليس بالألقاب والرموز، التي نصر على تقديسها بدل أن تخدمنا. فما أشقانا في التنابز بالألقاب!

٭ كاتب من أسرة «القدس العربي»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية