ضجة كبري في فلسطين والعرب يتفرجون

حجم الخط
0

ضجة كبري في فلسطين والعرب يتفرجون

د. محمد صالح المسفرضجة كبري في فلسطين والعرب يتفرجونضجة وأي ضجة هذه التي تحدث في فلسطين !! حزب اخرج من السلطة في وضح النهار مطرودا بإرادة شعبية بعد أن حكم سنين طويلة أثري بعض رموزه، لم يحقق هذا الحزب أي نصر سياسي يعتد به، ولم يجتث فقر كوادره علي الأقل، عاشت فلسطين أثني عشر عاما علي وعود سياسية، من اوسلو إلي كوبنهاغن إلي مدريد إلي عواصم أوروبية وأخري عربية وأمريكية والحال هو الحال مزيد من تجريف الأراضي وتسارع في إتمام بناء جدار الفصل العنصري الذي ابتلع الأرض واعتقال الناس وقتل القيادات البارزة في مقاومة الاحتلال وما خفي كان أعظم.هذا الحزب لم يحظ بتأييد كوادره في الانتخابات التشريعية ناهيك عن العامة الذين هم ليسوا تابعين لأي حزب سياسي في فلسطين، وانبري تجار اوسلو وتفاهمات شرم الشيخ والعقبة يتباكون علي مستقبل الشعب الفلسطيني بعد أن قال هذا الشعب البطل المجاهد كلمته في حق هؤلاء التجار، قال بصوت صامت علي أوراق وضعت في صندوق محكم الإغلاق لا لهذه القيادات التي لم تحقق له أدني مطالبه. فلا أسير أطلق سراحه من كماشة جيش الاحتلال، ولا مبعد عاد إلي وطنه ولا شجرة زيتونة اقتلعت وأعيد غرسها، ولا بيت هدمته عصابات قطعان المستوطنات أعيد تشييده، ولا.. ولا.. النتيجة أن الشعب رفض هذه السلطة بفكرها ورجالها ووعودها ومشاريعها، لم يسلِم كرادلة ذلك الحزب بان مشاريعهم السياسية كانت مشاريع وهمية لا تبني دولة ولا تردع عدوا ولا تستقطب مناصرين لقضية هذا الشعب الذي كان يخدر عبر شاشات التلفزة بوعود عرقوبية . خرج الكرادلة واحدا بعد الآخر أمام عدسات التصوير يتبادلون التهم ويحذرون العالم من المستقبل الذي لم يعد لهم دور في صياغته في فلسطين، خرجوا علينا يقولون بأنهم لن يشاركوا في أي سلطة تأتي ما لم يكن لهم في برنامجها السياسي القول الفصل، خرجوا علينا وكأنهم يوحون إلي الدول المانحة بوقف كل الدعم المالي والسياسي للشعب الفلسطيني عقابا لهذا الشعب لجرأته في التصويت لحزب غير حزبهم.في معظم دول العالم حزبان أو ثلاثة تتنافس هذه الأحزاب للوصول إلي سدة الحكم، وكل فترة زمنية تجري انتخابات بفوز احدهم وبفشل الآخر ولم نجد أن من فشل في الحصول علي الأغلبية يستعدي علي بلده وأمته والعالم مثل ما فعل الأخوة في فتح عندما فشلوا في الانتخابات.لقد راح احدهم يقول إن الدول المانحة لن تدفع للسلطة الفلسطينية ما التزمت به تلك الدول سابقا لان حماس أصبحت في سدة الحكم، وبدلا من أن تستخدم هذه النتيجة لصالح العمل الوطني الفلسطيني راح حزب الكرادلة يستعدي علي حركة حماس العالم وخاصة الدول المتاحة. واندفعت الإدارة الأمريكية نحو تجفيف المنابع المالية للشعب الفلسطيني وتبعتها جماعات سولانا في بروكسيل وكذلك فعلت حكومة العدو الإسرائيلي في الاستيلاء علي حقوق السلطة الواجبة الدفع الشهر القادم.كنت أتمني أن أري التهاني من حزب فتح تنهال علي حزب حماس وتناشد منظمة فتح العالم كله أن يمد يد العون والمساعدة للسلطة الفلسطينية الجديدة. ولكن مع الأسف الشديد راحوا علي كل الصعد يحرضون العالم أو يوحون له بعدم تقديم المساعدات المادية والسياسية لحركة حماس التي حظيت بتأييد شعبي فلسطيني منقطع النظير.(2)ما هو الدور العربي المطلوب في هذه الظروف ؟ حقا، إن الكرة في ملعب الدول العربية القادرة علي التأثير سياسيا واقتصاديا ومعنويا في هذه المسألة، وأتمني من الله أن لا يضيعوا هذه الفرصة العظيمة كما أضاعوا فرصا كثيرة سابقا. في اعتقادي أن الدور الذي يجب أن يؤدي في هذه الحالة هو مناصرة حركة حماس للقضاء علي الفساد والمفسدين ومناصرتها ودعم مواقفها وبرنامجها السياسي الذي يتحدد بانسحاب القوات الإسرائيلية إلي حدود الرابع من شهر حزيران (يونيو) عام 1976، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس وإطلاق كافة المعتقلين في السجون الإسرائيلية وتسوية قضية اللاجئين طبقا لقرارات الشرعية الدولية، والتعهد بدفع تعويضات لكل ما هدمته إسرائيل خلال اجتياحاتها المتكررة لأراضي الضفة الغربية وغزة، وهناك سوابق لمثل هذه التعويضات أرست قواعدها وحددت قيمتها إسرائيل مع المانيا وما زالت تتلقي تلك التعويضات حتي هذه الساعة عن أفعال يدعي اليهود أنها حدثت ضدهم منذ اكثر من ستين عاما.لقد حان الوقت للزعماء العرب لتفعيل مبادراتهم السلمية وكان اخرها مبادرة الملك عبد الله آل سعود في قمة بيروت العربية، كما أنبه إلي مخاطر الدفع بحركة حماس بعد فوزها بجدارة في الانتخابات إلي زاوية ضيقة يجعلها تتخذ مواقف متشددة دفاعا عن مشروعها السياسي وعن الناخبين الذين بايعوها طبقا لذلك المشروع.إن النظام العربي في حاجة ماسة جدا لمناصرة حركة حماس وتفعيل دورها في فلسطين في هذا الزمن، وذلك لتخفيف الهجمة التي تشنها الإدارة الأمريكية علي كثير من هذه الأنظمة العربية وخاصة مصر والسعودية. ان مخاطر تجويع الشعب الفلسطيني بقطع المساعدات الغربية عنه لاجبار منظمة حماس بتقديم تنازلات أمر لا يخدم الأنظمة العربية، وعلي ذلك فاني أناشد الحكومات العربية التي حباها الله بسعة في المال أن تسد حاجة الشعب الفلسطيني ولا تخضعه للحاجة المذلة، ونذكر هذه الأنظمة بأنها قدمت مساعدات مالية وعينية إلي الحكومة الأمريكية تقدر بمليارات الدولارات عندما تعرضت بعض مدنها للكوارث الطبيعية، وقدموا أموالا طائلة لخسائر أمريكا في ما يعرف بكارثة/غزوة نيويورك المعروفة بـ 9/11 وكما نعلم أن أمريكا دولة فاحشة الثراء ولا تحتاج إلي مساعدات من دول العالم الثالث، أما الشعب الفلسطيني فانه في أمس الحاجة للدعم المادي والمعنوي والسياسي.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية