ضباط الجيش كانوا دائما علي خطأ في التصور الاستراتيجي العام واعتقدوا أن تشديد القبضة سيكسر الفلسطينيين لكنهم حصلوا علي حماس أقوي
من غير القدس ومن غير حدود 1967 كأساس لتغييرات متبادلةضباط الجيش كانوا دائما علي خطأ في التصور الاستراتيجي العام واعتقدوا أن تشديد القبضة سيكسر الفلسطينيين لكنهم حصلوا علي حماس أقوي في الملحق السياسي يوم الجمعة الأخير نشرت مقالة بوغي يعلون: الانفصال عن الحقيقة والواقع ، التي تزعم أن جوانب النقص في الانفصال الأحادي تفوق جوانب الخير. إن دعاواه مخطوءة في الأساس فضلا عن زعم أن الحكومات تعمل عملا غير منظم. إنه كرئيس هيئة اركان، استغل تصرف الحكومة وأملي السياسة في المناطق. وقد يكون هو المسؤول عن فوز حماس. إن دعاواه تشهد بأن الخبراء في النظرية القتالية ليسوا خبراء بالنظرية الأمنية العامة. كيف لم يعرف قادة الجيش الاسرائيلي أن حماس ستفوز؟ قبل سنة قال سري نسيبة: في الانتخابات ستفوز حماس .استقر رأي يعلون علي أن نكوي وعي الفلسطينيين. لن نقضي علي الارهابيين فحسب، بل سنغير نفسيتهم. هل يمكن كي وعي شعب محتل من غير أن يقوي المتطرفون؟ احصل شيء كهذا في العالم؟ هل نجح ستالين، قاتل الملايين في هذا؟ ماذا فعل لمنع الفلسطينيين من تأييد حماس؟ لقد ساعد الفساد في السلطة الفلسطينية. وأيد اخطاء المستوطنين. ولم يكشف عن مقتلعي اشجار الزيتون. ولم يمنع مظالم مستوطني معون والخليل. ربما كان الإقلال من الاهانات أفضل من اغتيال بضعة قتلة من حماس (بالرغم من انهم يستحقون ذلك). هل ساعد أبو مازن في شيء؟.يكرر بوغي كل شعارات الماضي لأفراد هيئة القيادة العامة: اذا انسحبنا من القناة ستحدث كارثة، اذا ما وافقنا علي الاتفاق المرحلي في سيناء، فلن نستطيع الدفاع، سنُعيد سيناء، وستخرب الدولة، الانسحاب من لبنان دعم للارهاب.منذ 1936 والفلسطينيون يقومون بارهابنا. كان البريطانيون أكثر قسوة: دمروا قري، وشنقوا مشاغبين. لكن يعلون يبالغ فيما عنده: الانفصال يُقوي الايمان بأنه يمكن القضاء علي اسرائيل. فهل توجد حكومة عربية واحدة تعتقد أن في الامكان القضاء علي اسرائيل؟ تبرهن اقوال بوغي، علي أنه لا يمكن في الشؤون الاستراتيجية الاعتماد علي أفراد الجيش. فهل تنبأوا بحرب يوم الغفران؟ وبقيام حزب الله؟ وبالانتفاضة الاولي والثانية؟ وبموجة المنتحرين؟ وهل طلبوا الصفح عن قصص سلاح الابادة الجماعية الذي امتلكه صدام حسين؟.حدث للفلسطينيين ما حدث لنا قبل مئة سنة. قام جيل يهودي قال: لن يُبيدونا بعد. هذه خلاصة الصهيونية. لم تكن هناك هجرة من البلدان التي لم يُهن فيها اليهود. وهذا ما حدث للفلسطينيين. قام جيل غير مستعد لقبول الاهانة. وكل حكمة القوة ستتلاشي قبالة شعب محتل. إن من ينفصل عن الحقيقة والواقع هو يعلون، الذي يكتب: انني اؤمن بأنه يمكن الوصول الي الأمن والسلام، ولكن للوصول اليهما يجب التمسك بالاقوال التي كتبها بلنسون.. حتي يدرك أكثر الناس حماسة أنه لا توجد وسيلة لكسر اسرائيل . وبمقابلة ذلك، يُبين أن الثمن الذي يجب أن يدفعه الفلسطينيون هو: الفصل بين غزة والضفة، وضم الكتل الاستيطانية، وغور الاردن والقدس .حسن، أين الحقيقة؟ هل يمكن الهدوء مع الاحتلال؟ لن تكون تسوية في هذه الظروف. ألا يعلم أنه سيكون في القدس في غضون جيل 500 ألف فلسطيني، و10 ملايين في ارض اسرائيل؟ فهل سيوافقون علي ما يقترح؟ يعلون، مثل كل اسرائيل مستقيم، يعلم انه من غير القدس ومن غير حدود 1967 كأساس لتغييرات متبادلة، لا يوجد أي احتمال.تسفي ي. كاساخبير اقتصادي(معاريف) 27/2/2006