ضابط بريطاني ينتقد الاساليب الامريكية في العراق ويصفها بالعنصرية

حجم الخط
0

ضابط بريطاني ينتقد الاساليب الامريكية في العراق ويصفها بالعنصرية

ضابط بريطاني ينتقد الاساليب الامريكية في العراق ويصفها بالعنصرية لندن ـ القدس العربي :اثار مقال كتبه ضابط بريطاني في مجلة الجيش الامريكي جدلا واسعا في المؤسسة العسكرية الامريكية، وذلك بسبب انتقاده اداء وتصرفات الجنود الامريكيين في العراق، حيث اتهمهم بالجهل الثقافي، والحس الذاتي بالتفوق الاخلاقي، وعدم الانتاجية، والعنصرية.وفي المقال الذي نشر بداية الاسبوع الحالي في مجلة ميليتري ريفيو ، كتب البريغادير نايجل الوين ـ فوستر الذي عمل مساعدا لرئيس برنامج تدريب القوات العراقية، ان الضباط الامريكيين في العراق اظهروا عدم احترام بالحساسيات الثقافية، وهو الجهل الذي قد يصل الي العنصرية المؤسسة ، وربما كانت تصرفاتهم سببا في تصاعد المقاومة. ويقول فوستر، ان الامريكيين كانوا بطيئين في تعديل اساليبهم خاصة في المراحل الاولي من الاحتلال، مما كان سببا في تهميش قطاع كبير من السكان العراقيين بحسب الضابط البريطاني. وعلقت صحف امريكية ان قرار المجلة نشر المقال والذي اثار عددا من ردود الفعل من الضباط الامريكيين، كان من ضمن جهود المراجعة الذاتية للحرب التي دخلت عامها الثالث. وتعتبر المجلة التي تتخذ من فورت ليفين وورث مقرا لها جزءا من جهود المراجعة، واصبحت المجلة بحسب واشنطن بوست من اكثر المؤسسات التعليمية العسكرية تأثيرا تحت ادارة الكولونيل ويليام دارلي، وحفلت اعدادها في العامين الاخيرين بالعديد من المقالات التي انتقدت العملية العسكرية في العراق. فقد اصبح مقال كتبه الميجر جنرال بيتر تشياريلي، موضوعا مفروضا علي الضباط الذين ارسلوا للعراق، وفيه قدم الكاتب معلومات عن السبل المناسبة لمكافحة المقاومة. ولكن مقال فوستر يعتبر الاكثر صراحة في النقد والاتهام. ويعتقد فوستر، ان الجيش الامريكي مليء بالجنود الوطنيين ويتحلون بالحماس والكفاءة الا ان هذه المواهب تقتلها في غالب الاحيان البيروقراطية، والتسلسل القيادي الجامد، والميل دائما لعمليات الدفاع عن النفس. وهذه الامور ادت الي التركيز علي اعداد الجندي الامريكي بالعتاد والسلاح والتي لا تفيد في حرب العصابات والتصدي للمقاومة، فعلي خلاف المعارك التقليدية، فمواجهة المقاومة تقتضي الصبر، وفهم طبيعة الثقافة والعادات، والبحث عن وسائل ابداعية لمواجهة عمليات التكيف والتطور التي ظهرت علي اساليب المقاومة. ويعتقد فوستر، ان التركيز علي مركزية القرار في العمليات العسكرية، اثر علي عمليات الجيش في العراق واعطي فرصة للعدو لكي يقدر طبيعة الرد الامريكي. واكثر من هذا فان التفاؤل الكبير عند القادة الامريكيين بقدرتهم علي سحق المقاومة ادي الي تجاهلهم للواقع الميداني الذي يتحركون فيه. ويقول ان حس التفاؤل عند القادة يمنع الجنود العاديين من اقتراح او طرح موضوعات لا تتوافق مع الحس التفاؤلي عندهم. ونقل عن الجنرال الامريكي الذي يقوم بتدريب الوحدات العراقية ديفيد بيتروس انه مع اعجابه بقدرات الضابط البريطاني الا انه لا يوافق عليها، ولكنه اكد ان موقعه المسؤول في برنامج التدريب يضفي علي ارائه نوعا من الاهمية. ونظرا لحساسية الاراء التي طرحها فوستر، فقد اضطرت المجلة لابعاد نفسها عن الاراء الواردة فيه، حيث كتب في اخر المقال تعليقا قالت فيه ان ما ورد فيه لا يعبر عن وجهة نظر الحكومة البريطانية ولا مؤسستها العسكرية او المؤسسة العسكرية الامريكية، ولا عن موقف المجلة. واعتبر مسؤول تدريب في وحدة خاصة امريكية ان مقال فوستر تعبير واضح عن الغطرسة. ويشير العسكري الامريكي تحديدا الي الرد الامريكي الشديد علي مقتل اربعة من المتعهدين الامريكيين في الفلوجة في ربيع عام 2004، حيث ركز المارينز علي اساليب ارادت استفزاز المقاومة التي سيطرت علي المدينة لمدة ستة اشهر او يزيد، وقد نجحت الاساليب هذه وادت الي تدمير كامل للمدينة ، ويقول ان عمليات القصف المحدود في الليل التي طبقها الامريكيون علي المدينة اعتبرت تطبيقا مبسطا للقوة العسكرية الساحقة . وهذه ليست المرة الاولي التي ينتقد فيها العسكريون البريطانيون الاساليب الامريكية، فقد تحدث الجنرال مايكل جاكسون، قائد الجيش البريطاني امام مجلس العموم قائلا علينا ان نقاتل الي جانب الامريكيين ولكن هذا لا يعني ان نقاتل مثلهم . وتابع قادة القوات والقادة السياسيون يحتاجون لمعرفة الحالة الحقيقية ليتمكنوا من التوصل الي قرارات في الوقت المناسب بشأن تغيير الخطط.. لكنهم لا يفعلون ذلك دائما . والقي ايلوين فوستر اللوم علي شعور القوات الامريكية بانها تدافع عن حق اخلاقي.. مما شجع علي الافتراض الخاطيء بأنه نظرا لعدالة القضية فان الناس ستتفهم وتتقبل الافعال التي ترتكب باسمها حتي اذا وقعت أخطاء او سقطت وفيات بين المدنيين اثناء التنفيذ . وقال فوستر ان القوات الامريكية في العراق كانت أكثر استعدادا لاستخدام الهجمات العسكرية القمعية من بقية قوات التحالف وان قواعد الاشتباك الامريكية كانت أكثر تساهلا عنها في دول اخري مما يشجع علي تصعيد مبكر .وقال بول بويس المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قد لا نتفق مع ذلك، لكن الجيش يريد عرض اراء غير متحيزة . وأضاف بويس يوم الاربعاء الجيش الامريكي يشجع الاراء المختلفة والمتنوعة لنكتشف المزيد عن كفاءتنا والدروس التي نتعلمها وكيفية التعامل في المستقبل. وقد دعونا لهذا النقد بالتحديد ونشرناه في مجلتنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية