صَيّاد النرجسْ
مروان مخّولصَيّاد النرجسْقالَ لي مَن حَاوَلَ أن يُعلّمَني دَرساً مِنَ الطغيَانِ:رَدّدْ أيّها التلميذ ُ مَا يَأتيكَ وَاضِحاً:دالٌ وألِفٌ:دَا، وَراءٌ: دَارٌ.كرّرَتُ، لا لِطاعَتِهِ بَلْ لأري دَاري بَعدَما مَرَّ الزّمانُ عَلي جَناحِ مَسافةٍ وقد فرّقتنا. أكْمَلَ: دَالٌ وَواوٌ:دو، وَراءٌ: دورٌ قلتُ: دورٌ كَيْ نعودَ إليها سَالِمينَ، وَكيْ أراني هُنا لَستُ وَحْدي، فالغربَة ُ مَنْ دَعَتني لِشهْوَتِها كَيْ تكون، وَمَنْ أكونُ إن لَبّيْتُ دَعْوَتهَا وَرُحتُ وَحْدي ؟؟قَالَ:دوريٌ وَتجْهَلُ نفسَكْ قلتُ:رُبّما، وَرُبّما حَلّقتُ فَوقَ عُشّي كيْ أهْبِط َ فِي الطّمأنينةِ وَاقِفاً، أو لأوَضِّحَ لكَ الرُؤيا، فَهذا مَنْ أظنني كنتهُ، وَقدْ اجتسَسْتُ نبْضَ القلبِ لأكتشِفَ الحَيَاةَ تسْكُنُ بي. عَادَ حَامِلاً لي مَا يُريدُ مِنَ الرّحيلِ وقالْ :عَلي الخِزْيِ وَالعَارِ إِحمِلْمَنفاكَ وَارْحَلْ، الي حيثُ لا أراكْ.قلْتُ :لي غَدٌ سَلّمَ لِي رُتبَة الجُنديِّ، لأنّي حَمَلتُ سِلاحِي مِنْ جِراحي التي نَزَفَ العُنفوانُ فِيها، هُوَ جُرْحي الذي انتظرتُهُ، لأكبُرَ فِي شكلِهِ الدّمَويِّ:ناراً مِنْ رمادٍ ضامرٍ لمن يستهينُ بي. قالَ :قدْ جَنَيْتَ عَلَي نفسِكَ، وَوَرَدْتَ المَخاطِرَ شارِباً مِن ينابيعَ جفّتْ مُنذ ُمَاتَ المَاءُ، فماذادهاك؟؟قلتُ:كانَ الخَيالُ بي وَاقِعِياً، فَلَمْ آتِ إلي حَقلٍ زَرَعَهُ المَوتُ لي بالمَوتِ، خَاصّة ًوَإن أدْرَكتُ أنَّ الصّدي راعِي المَكانْ!.قَالَ:مَا اسْمُ؟ قلتُ: لا أعْرِفْ ـ مَن كُنتَ فِي المَاضي إذاً؟ ـ لا أذكرُ، فربّما غيّرتُ اسْمي بَعدَما نَادَيْتَ بِِه، وَرُبّمَا أهْدَيْتهُ لِلحَدَائِقِ كي يزدَهرَ الحُسنُ أكثر، إني فعلاً لا أذكرُ.قَالَ:ضَعْ كَلامَكَ عَلي مِحَكِّ الوُضوحِ، وَإلا ذَبَحتُك خِفيةً، فدَمُكَ وَإنَ سَالَ لَنْ يُري، ما دامَ الليلُ داهمُ علي ظلامِهِ من بابِ الغياب !.قلْتُ :أنا رَفضِي وَفوضَايَ سَيِّدُ الرّأيِ أنا اُفقي، أرَاهُ يَشقُّ الطّريقَ اليَّ شَمْعَة ً، أشعَلَها الليلُ كي يحنَّ الشراعُ الي المرسي القديم . سَألني :كَيفَ عُدتَ عَلي قدَمَينِ مِن خَطرٍ حَذرَكَ مِنّي طَويلاً،ألَمْ تخَفْ وَأنتَ قادِمٌ نحوَ الموت حياً ؟؟ قلتُ :جِئتُ لأنَّ دُوني لَنْ تكونَ، ولَنْ يُجدي كلامُكَ، مَا دَامَ الفراغُ يُمْلي عَليهِ الكَلامْ.إنّي خلودٌ، إن لم أكن وإن كنتُ فأنا أنا، لا سوايأمّا أنتَ فلَسْتَ سوي فِكرة جاءتني من باب السراب، أنا سنبلة ٌنمَت ليرتاحَ الحَصَادُ مِنَ الانتِظارِ، أو ليَرسُمَ السّحابُ شَكلَهُ في حَقلٍ قَد تفرّغَ مِنْ جَديدْ، دَارٌ وَسُنبُلةٌ أيّها البِدَائِيُّ :حُلُمي، والشّرُودُ عَاصِفةٌ تَمُرُّ ومَا تمرُّ بالحَزاني إنْ تحْبَلنَ بِالأفراح، أظنُّ أمّي منهُنَّ، فهيَ التي وَلَدَتني مَعَ الكِبرياءِ كي أؤاخيهِ وآخذ ُمِنه الرُجولة حتي يَكتَمِلَ البُلوغ، هيَ مَنْ علّمتني التقدّمَ الي حَيثُ لا خَلفَ للخلفِ إلي جنّةٍ في مُتناوَلِ الصّلواتْ، هكذا تُصْبِِحُ مثلي إن تغيّرتَ، فهل تأتي معي الي الفجرِ قبلَ طلوعِ الندي، أم أنكَتنتظرُ النهار!؟ ہ شاعر من فلسطين0