صور من معاناة باحث عربي!

حجم الخط
0

صور من معاناة باحث عربي!

صور من معاناة باحث عربي!في شهر آب من عام 2001، تلقيت عبر البريد الالكتروني إشعاراً من إدارة التحرير في إحدي المجلات الشهرية الشهيرة، التي تتخذ من بيروت مقراً لها، يعلمني أن البحث الذي دفعته للنشر في تلك المجلة قد قبل للنشر، وأنه سينشر في أحد الأعداد القادمة. وعلي الرغم من صدور ما لا يقل عن اثنين وخمسين عدداً من أعداد تلك المجلة منذ ذلك الحين، إلا أن ذلك البحث البائس لم يجد طريقه إلي النور بعد، ولم تكلف إدارات التحرير المتعاقبة لتلك المجلة الرد علي أي من تساؤلات الباحث العديدة بخصوص المصير الذي سينتهي إليه بحثه عاثر الحظ! في الدوريات العلمية والثقافية الغربية، التي تحترم نفسها و قراءها وكتابها ــ ولا أدري لم درجنا علي أن نستورد من الغرب أسوأ ما عنده ونتحاشـي الاقتراب من أفضل ما لديه ــ ثمة التزام صارم لا يمكن التهاون فيه بشأن قواعد النشر المعتمدة في تلك الدوريات، سواء في ما يتعلق بمستوي البحوث التي يمكن قبولها أو مواعيد تحكيمها أو إجراءات نشرها، بل إن هناك حرصاً علي إعلام الباحث بالتاريخ الذي سيصدر فيه بحثه المقبول للنشر، منعاً لإبقائه في حالة من الترقب القلق بشأن ذلك البحث. أما ما يحدث في وطننا العربي، المبتلي بكثير من أعضاء نخبه، ليس السياسية وحسب، وإنما الثقافية والفكرية أيضاً، فإن الأغلبية الساحقة من الدوريات العلمية والثقافية تضرب الصفح عن الامتثال للقواعد التي تحددها لقبول البحوث ونشرها، مركزة جهودها واهتماماتها، في كثير من الحالات، علي الجوانب الشكلية المتعلقة بتلك البحوث وتدابير تحكيمها ونشرها، التي لا ينبغي ــ علي الرغم من أهميتها ــ أن تستأثر بالاهتمام الأول والأخير، وربما الوحيد!أخيرا نقول: في البدء كانت الكلمة، والكلمة أم الثقافة، والثقافة النظيفة المسلحة بقيم الحق والعدالة والجمال هي ما يمكن أن نراهن عليه من أجل قيادة معركة إنقاذ أمتنا العربية من مستنقع الانحطاط والهوان الذي تتخبط فيه، فإذا لم تتطهر ثقافتنا العربية، وأهلها، من الأمراض الخبيثة المستشرية التي تعصف بحياتنا، التي لا تبدأ بالنفاق واستغلال السلطة والنفوذ من أجل مصالح ذاتية زائلة، ولا تنتهي بالسعي إلي تغييب الأصوات المعارضة وتهمشيها، فقل علي ثقافتنا، ومن ثم علي أمتنا العربية السلام!خالد سليمان[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية