صلاح السعدني: مهمتنا كفنانين تسديد فاتورة تعطيل العقل المصري والعربي
يعود للمسرح في الملك هو الملك بعد غياب 18عاماصلاح السعدني: مهمتنا كفنانين تسديد فاتورة تعطيل العقل المصري والعربيالقاهرة ـ القدس العربي ـ من عمر صادق: زف الفنان الكبير صلاح السعدني خبرا سعيدا لكل عشاقه المحبين لأدائه والمتعطشين لفنه باعتباره أحد رموز الدراما المصرية وواحدا من المثقفين الحقيقيين أصحاب القضايا الحقيقية عن عودته للمسرح بعد غياب 18 عاما يعود السعدني إلي معشوقته وبيته الثاني ليقدم إحدي روائع أديب سورية الراحل عبد الله ونوس مسرحية الملك هو الملك علي خشبة المسرح الحديث يوم 5 آذار (مارس) القادم ويشاركه البطولة نخبة كبيرة من ألمع النجوم المطرب، محمد منير وفايزة كمال وسعد لبيب وفتوح أحمد.يقول السعدني أن ابتعاده عن المسرح طوال السنوات الماضية كان يمثل له صداعا دائما باعتباره ابنا من أبنائه قدم علي خشبته روائع الأدب العالمي والمعاصر.ويقول: رغم هذه المعاناة لم أيأس أو أدفن رأسي في الرمال أو أستسلم للأمر الواقع وظللت طوال الـ18 عاما الأخيرة أبحث وأفتش وأنقب عن نصوص جديدة أعود بها للمسرح وكاد أن يتحقق الحلم منذ 10 سنوات أثناء رحلة مرض الكاتب الكبير سعد الدين وهبة الذي كان يعالج في باريس وأوصاني خيرا بأحد أعماله.. ولكن بعد بدء البروفات فوجئت بالمسؤولين عن المسرح القومي يطلبون وقفها لأنني تجرأت وطلبت دور شايلوك ـ التاجر اليهودي ـ في مسرحية تاجر البندقية للكاتب الإنكليزي الشهير وليم شكسبير ومن بعدها دخلت النفق المظلم مرة أخري حتي عثرت علي ضالتي وتحقق أملي في الوقوف علي خشبة المسرح مرة أخري من خلال عرض الملك هو الملك. هل هناك موقف ما تجاهك؟ للأسف العمل الفني في مصر لا يتم بشكل حقيقي لأن هناك مناخا ضاغطا علي مراكز الإبداع.. والمسرح باعتباره أحد هذه المراكز المهمة فقد ناله من الظلم والإجحاف أكثر من الألوان الأخري.. وهذا المناخ مستمر منذ 25 سنة. وكيف كسر البيت الفني للمسرح هذا الحاجز؟ عندما اتصل بي د. أشرف زكي معلنا عن رغبته في إعادة مسرحية الملك هو الملك بنفس أبطالها السابقين والذين قدموها عام 1986 رحبت بشدة فالعرض أولا وأخيرا يحمل متعة فنية وبصرية وقيمة عليا ووجدتها ـ وهذا هو الأهم ـ فرصة لكسر هذا الحاجز الهلامي الذي فرضه علي المسرح في السنوات الماضية. هل تعتقد أن مسرحيات الريبورتوار يمكن أن تحقق نفس النجاحات التي حققتها سابقا؟ طبعا. بدليل أن أهلا يا بكوات التي قدمت في التسعينيات ويعاد عرضها حاليا علي المسرح القومي حققت 300 ألف جنيه في 30 ليلة عرض.. وهذا يؤكد أن العرض الجيد الذي يحترم مشاعر الجمهور ويناقش قضاياهم يعيش للأبد ولا يموت بمجرد إسدال الستار عليه.. وأتصور أن الملك هو الملك حقق إيرادات ضخمة جدا في الثمانينيات وعندي أمل أن يحافظ علي الصورة التي ظهر بها في الماضي وربما يحقق إيرادات اعلي خاصة أننا مطالبون أمام الأجيال الجديدة بتقديم هذا العرض الفريد خاصة وأنها تمثل حالة من حالات الحب والتواصل مع الناس كتبها عبد الله ونوس وشارك في إبداعها بفن وفكر الشاعر الجريء أحمد فؤاد نجم والمخرج مراد منير وعملوا النص يوازي ما كتبه ونوس باللغة العربية. من المعروف ان معظم العروض المسرحية والسينمائية الحالية لا تخاطب عقول الجمهور ولكنها تغازل جيوبهم.. فهل يستطيع الملك هو الملك فرض المعادلة الصحيحة؟ المسرح أكثر حرصا علي جذب الأسرة إليه من السينما خاصة أن أكثر من 75% من مشاهدي السينما هم من الشباب الصغار وليس من الأسرة ولم تعد جاذبة كما كانت في الماضي.. المسرح قادر علي تحقيق المعادلة وأتمني أن نصل للأسرة ليس فقط في البيوت ولكن في الجامعات وبين جموع العمال في المصانع والمدارس في القري وأقصي الصعيد المحروم. كيف؟ أن نخفض ثمن التذكرة لأنه ليس مطلوبا منا تسديد ديون مصر ولكن مهمتنا تسديد فاتورة وعي العقل المصري والعربي طوال لـ25 عاما الماضية. كيف تري وجه التشابه والاختلاف بين عرض الملك هو الملك عام 86.. وعام 2006؟ أعتقد أن هذه مهمة المخرج مراد منير فمن حيث النص فهو لا يستطيع إجراء أي تعديلات عليه وأتذكر أنه سافر إلي سورية بنفسه للحصول علي إذن مؤلفها عبد الله ونوس لإدخال بعض التعديلات قبل عرضها عام 86 ولكن بعد رحيل ونوس أعتقد أن الأمر يشوبه الكثير من الصعوبات. ولن نستطيع الاقتراب من النص الأصلي. في رأيك ما هي أهم السمات التي تميز أعمال الكاتب السوري الراحل عبد الله ونوس؟ ونوس قضاياه دائما ملحة وهي قضية أنظمة الحكم في الأمة العربية والمشكلة بيننا وبين العالم وعدم التواصل مع الآخر.. ويضيف: لا بد في عرض 2006 أن نواجه الفساد والعبارات التي تقتل أشقاءنا الصعايدة والغلابة في بلادنا دون محاكمات! البعض يتصور أن إعادة الملك هو الملك مرة ثانية بعد 18 عاما هو نوع من الإفلاس؟ غير صحيح.. كل عرض ينير الطريق ويفتح أفاق التفكير لا يمكن أن يكون إفلاسا بل عطشا فنيا يحتاجه الجمهور.. قلت مرة أنك لست جوادا رابحا في السينما ولا المسرح.. فهل عودتك للمسرح بعد غياب أصبحت فيه فرس الرهان؟ أتمني أن يوفقني الله في تجربة المسرح حتي لا أخسره كما خسرت السينما. قلت أيضا أنك بانتظار عودة الكاتب الكبير وحيد حامد.. فهل هناك تعاون فني بينكما خلال الفترة القادمة؟ بالفعل أنا في انتظار وحيد الذي ينتهي خلال أيام من كتابة آخر فصل في مسرحيته مطلوب وزير وتحكي عن مواطن عشوائي غلبان يفاجأ بإعلان بإحدي الصحف القومية عن حاجتها لعدد من الوزراء … فيما عدا طبعا الوزارات السيادية ويشترط الإعلان أن يكون مصري الجنسية ويجيد القراءة والكتابة وعندما يتقدم لشغل الوظيفة يفاجأ بالعجب العجاب! وأعتقد ان هذه المسرحية سوف تحدث دويا كبيرا لدي الرقابة لجرأة موضوعها الذي تتناوله واتمني ألا تصطدم به حتي اتنعم بالحصول علي هذه الفرصة الثمينة وأطل علي جمهوري مرة ثانية من خلاله.2