صراع الحضارات وصراع الجينات في قضية الاساءة لنبي الاسلام!
لميس عبداللهصراع الحضارات وصراع الجينات في قضية الاساءة لنبي الاسلام!الفايكنغ (الدنمارك والنرويج حاليا) تركوا في اوروبا وجزر المحيط عشرات الملايين من الذكور يحملون جينات احد اكبر المغتصبين وسفاكي الدماء الذين عرفتهم البشرية…(بريان سايكس: عالم جينات انكليزي)رغم ان اوروبا عرفت الزراعة بعد ما يقارب الـ 4000 سنة من انتشارها في منطقة الشرق الاوسط، الا ان مناطق عديدة من اوروبا بقيت حتي بعد ذلك التاريخ تعتمد حياة الصيادين في طريقة عيشها، وتشير الاثار التاريخية الي ان سكان الدنمارك والنرويج عاشوا علي اكل الاسماك والبان القطعان البرية في الوقت الذي كان جيرانهم في القارة قد تقدموهم بالف سنة علي الاقل في زراعة المحاصيل الاساسية. هذه الحياة البدائية، والتي تشبه عندنا حياة سكان الاهوار في العراق (المعدان)، تفرض عزلة واختلافات ثقافية يعرفها كل من عرف معدان الاهوار. علي كل حال انها عزلة لم تدم عند السكان الاسكندناف، ففي القرن الثامن الميلادي فوجئت السواحل الشمالية لاسكتلندا بـ(مشاحيف)ہ هؤلاء الفايكنغ تثب علي شواطئها فتدمر القري والاديرة وتنهبها وتقتل الرجال وتغتصب النساء جملة. كان الفايكنغ وثنيين في ذلك الوقت، وحتي بعد ان وصلت موجتهم التي روعت كل اوروبا الي مدن ايطاليا الجنوبية مرورا بفرنسا واسبانيا قبل ان ترتد الي حدودهم الضيقة، بقيت بلاد الاسكندناف اخر من دخل المسيحية من البلاد الاوروبية. في تسعينات القرن الماضي حاول عالم الجينات الانكليزي بريان سايكس، وهو رائد في تطبيق تحليلات الحامض النووي علي حفريات تاريخية قد يصل عمرها الي آلاف السنين، حاول ان يجد التناسب الجيني لسكان اسكتلندا المشهورة بعشائرها الكبيرة والقديمة، ولدهشته وجد ان آل (ماكدونالد) اشهر تلك العشائر واكبرها واغناها واكثرها انتشارا في العالم يعود نسبها الي سمرلد الشخصية الشهيرة في التاريخ الاسكتلندي اما نوعية كروموسوماتها الذكرية فتعود الي نوع جاء من النروج، اي ان اصلهم من غزاة الفايكنغ. وبما ان آل ماكدونالد يبلغ تعدادهم في اوربا وامريكا واستراليا ونيوزيلندا حوالي اربعة ملايين شخص، نصفهم علي الاقل من الذكور، فان سايكس المندهش لم يجد تفسيرا للنجاح الهائل الذي حققه ذلك الرجل من الفايكنغ في ان ينسخ كروموسومه الذكري مليوني مرة في مدة لا تزيد عن الف سنة! ان الجواب عن ذلك لا يكمن حتما في ميزة خاصة لذلك الكروموسوم جعله يتميز هذا التميز الذي كسف كروموسومات ملايين من رجال اخرين عاشوا في زمنه او بعده باجيال وضاعت آثار عقبهم، بل ان السبب يكمن بلا شك في الاغتصاب والاستحواذ علي اكبر قدر من النساء.. وايضا في الاستحواذ علي الاراضي بالقوة ومراكمة الثروة والسلطة وحصرها في ذكور العائلة الكبار الامر الذي حال دون تفتتها عبر القرون، بل وأدي في النهاية لما نعرفه اليوم من اقامة امبراطورية مطاعم ماكدونالد.. والتي قد تعادل ثروتها الان ثروات عدة دول مجتمعة! يا له من انجاز لا يبز لمغتصب واحد! علي كل حال ان سايكس اكتشف ان هذا الانجاز قد تم بزه فقط من قبل القائد المغولي جنكيز خان، ففي دراسة من آسيا وجد ان هناك كرومسوما بعينه تم تكراره 16 مليون مرة يمتد علي مساحة الامبراطورية المغولية التي نشات بفعل غزوات المغول في القرن الثالث عشر، وينعدم خارجها. كما هو الحال في الفايكنغ، فقد كان المغول اعصارا بشريا فظيعا نشر الدمار والترويع في كل البلاد التي مر بها، ثم انحسر الي حدوده الضيقة في منغوليا دون ان يترك اثرا اللهم الا هذا النجاح الهائل لانانية رجل واحد اغتصب هو وابناؤه عشرات الاف من نساء البلاد المنكوبة ليخلد جيناته الذكرية في عشرات الملايين من النسخ التي يحملها الرجال حتي اليوم. ولكن علي عكس الفايكنغ، فان دخول الكثير من احفاد جنكيزخان الاسلام وخضوعهم لنظامه الاقتصادي الذي يحول دون تراكم الثروات قد حال بينهم وبين ان يكرسوا نجاحهم البيولوجي ويحولوه الي مراكز قوي اقتصادية مستمرة، رغم ان الكثير منهم قد تولي منصب السلطان في اكثر من بلد اسلامي. والطريف ان نسبتهم ترتفع الان في قبيلة (هزار) الفقيرة علي الحدود ما بين باكستان وافغانستان والتي يعتقد افرادها انهم يتحدرون من الخان الاعظم.في جزيرة ايسلندا يتكرر سلوك الفايكنغ بصورة اكثر وضوحا: المسح الجيني وجد ان 70% من الرجال يحملون كروموسومات الفايكنغ مقابل 30% للكلت، مع العلم ان الكلت وهم سكان اسكتلندا وآيرلندا تم استجلابهم للجزيرة من قبل الفايكنغ الرجال كرقيق للعمل في الارض والنساء للاستيلاد. هذا السلوك الهمجي للغزاة الفايكنغ في سالف الزمان هل ترك لعنته المستمرة علي من كانوا ضحاياه من سكان اوروبا؟ اشك في ان القارئ العربي وفي ذهنه الاستعمار الاوروبي وفضائح ابو غريب (هذا اذا لم تكر ذاكرته الي الحروب الصليبية) سيتردد في اختيار نوع الاجابة. ومع ذلك فالتاكيد العلمي يأتي علي شكل ارقام من دراسات المسح الجيني: في جزيرة بولينزيا في المحيط الهادي الجينات الاوروبية حلت محل الثلث من جينات السكان الاصليين، في بيرو في امريكا الجنوبية رفع المستعمرون الاسبان النسبة الي النصف بالضبط، اما في كولومبيا فنسبة الجينات الاوروبية تصل الي 94% في حين ترك السود الذين تم استجلابهم مع المستعمرين كرقيق جيناتهم بنسبة 5% اما السكان الاصليون لكولومبيا فلم يترك لهم الا نسبة 1% اي انه تم اجتثاث العنصر الذكري الكولومبي اجتثاثا بيولوجيا شبه تام! سكان بريطانيا السود الحاليون يحمل ربعهم جينات ذكرية اوروبية، اما الافارقة الامريكان فيحمل نصفهم هذه الجينات، منهم وزير الخارجية السابق كولن باول الذي يحمل من جهة الأم جينات آل بوش انفسهم! ومثل عنترة بن شداد في الجاهلية الذي رفض ابوه الاعتراف به الا بعد ان كر في الحرب، فقد تم تقريب (لااعتراف) كولن باول بعد كرّه في حرب فيتنام، ولكن علي عكس عنترة الذي نال بزواجه من ابنة عمه صك اعتراف به وبذريته غير قابل للاسترجاع، تم استرجاع الهبة البوشية من باول عندما لم يحسن الكر في السياسة في حرب العراق، فنحي عن الخارجية واستبدل بانثي سوداء معقمة. يبدو المغزي واضحا: قد تحتاج السياسة الامريكية بين الفترة والاخري وجها خارجيا اسود ولكنها داخليا لا تسمح للدم الاسود بالتدفق في شرايين دورات الثروة والسياسة. اضافة الي تاثر تاريخ الشعوب بالسلوك الاناني الذكري فان برايان سايكس يبحث في كتابه المسمي (لعنة آدم) التاريخ المحلي لبعض العائلات التي حققت انتشارا ما لاسمها، ومنها عائلة (سايكس) التي ينتمي اليها، هنا يعترينا فضول اكيد نظرا لما يمثله اسم (سايكس) من تداع للذهن العربي مرتبط بواحدة من اكبر المؤامرات التي تعرض لها التاريخ العربي الحديث، وهي اتفاقية سايكس ـ بيكو، ولكن المؤلف يخيب ظننا بقوله ان ارتفاع نسبة الذكور في عائلته (لان انتشار العائلة مرتهن بعدد ذكورها) التي نشات في طبقة الفلاحين في القرن الثالث عشر في يوركشاير يبدو غريبا من دون حيازتها للثروة والقوة والالقاب (وفي رايه ان الانانية الفائقة للكروموسوم الذكري هي القوة الخفية التي تربط نفسها بهذه العوامل لتضمن الانتشار الفائق)، ويبدو ان برايان سايكس لم يسمع بابن عمه مارك سايكس المندوب السامي البريطاني والذي كان علاوة علي منصبه يحمل لقب (سر) ورثه عن ابيه .. كما ورث منه ايضا مقاطعة كاملة! علي كل حال ربما كان المؤلف ابنا صغيرا لابناء صغار بدورهم فابتعد خط عائلته المباشرة عن خط الغني والالقاب التي تذهب الي الذكر البكر وتحرم من دونه. ما يثير الاهتمام هنا هو بحثه الجيني في عائلة اخري واسعة الانتشار في المجتمع الانكليزي ليجد انها تنتهي الي مجرم عاش في القرن الرابع عشر، وكانه بذلك يؤكد النظرية في ان ارتفاع انتاج الذكور في اية عائلة مرتبط دائما بقدر من السلوك العدواني للرجال، وان هذه العدوانية والانانية هي نفس الدافع الذي يجعلهم يتهالكون علي احرازالثروة والقوة. في كتاب صدر قبل اشهر اسمه (الجمعيات السرية لمجتمعات الصفوة الامريكية) مؤلفه ستيفن سورا يفصل تاريخ العائلات الشهيرة في الحكم او في الثروة في المجتمع الامريكي ويرجع معظمها الي نشاطات القرصنة او تجارة المخدرات والرقيق والسلاح، ويقول انه حتي نظام الديمقرطية الامريكية نشأ في الاصل علي ظهر سفن القراصنة لتجنب خطر التمرد بين لصوص ليس لهم ما يحميهم غير اتفاقهم الداخلي ومن هنا جاء نظام صوت لكل رجل. وان شلل اللصوصية الناجحة هذه هي التي تطورت فيما بعد الي النخب الحاكمة، وهناك ايضا دراسة غير مؤكدة تقول بان 36 رئيسا من رؤساء الولايات المتحدة يمتون بالقرابة العائلية لبعضهم البعض، علي كل حال فان الشيء المؤكد هنا ان هؤلاء الرؤساء الثلاثة والاربعين انجبوا خلال تاريخهم 90 ذكرا مقابل 63 فتاة فقط!في مقابل نشاط الكروموسوم الذكري Y تترصد الانثي الذكرمن خلال حجيرات الطاقة (المايتوكوندريا) التي تمررها الام لبناتها فتحاول ان تعكس الاية، وبما ان الذكر لا يستطيع انتاج حجيرات الطاقة بنفسه بل يرثها من امه (دون ان يستطيع تمريرها لابنائه) فان الانثي تستطيع ان تتحكم في الطاقة الممنوحة للذكر كما تتحكم الام في مصروف ابنها لتفرض عليه سلوكا معينا يحول دون تماديه في السلوك الطائش، لذا كثيرا ما تنتهي فترات النشاط الجنسي الفائق للذكور، مثلما نري في حياة المدن الكبيرة، بفترات من العقم الحقيقي يهبط فيها مجمل السكان الي مستوي خطير، وليس ببعيد عن اذهاننا وصف المؤرخ جيبون لساحات روما الرئيسية وقد انتهي امرها الي ان تنمو فيها الاعشاب وترعي فيها الماشبة لاقفرارها من السكان. اكثر من ذلك فان بعض العلماء لاحظوا ان ظاهرة الشواذ المثليين غالبا ما تظهر عند الذكور المرتبطين بالقرابة من جهة الام، ورغم ان (جين الغلمان) علي الكروموسوم الانثوي X مسالة لم يتم اثباتها تماما مثل جين عمي الالوان والنزف الوراثي اللذين تنقلهما الام لابنائها الذكور، الا ان انتشار ظاهرة الشواذ كمتلازمة في المدن الكبيرة لا يستعبد ان يكون احدي آليات رد الفعل الانثوي في محاولة لحرف النشاط الذكري وايصاله الي طريق مسدود. علي كل حال، انثوية ام لا، فان هذه اللعنة بشقيها (العقم والشذوذ) هي الشؤم الذي يظلل سماء المجتمعات الغربية كافة في اوروبا وامريكا واستراليا، وهي حالة تاكدت من خلال دراسة نشرت عام 1993 في المجلة الطبية البريطانية ودقت ناقوس الخطر الاكبر: ما بين عام 1940 الي 1991 هبطت الخصوبة الفائقة عند الرجال من 50% الي 16% كما ارتفعت الخصوبة الضعيفة من 6% الي 18%. لا عجب ان الدراسة جاءت من كوبنهاغن حيث الدول الاسكندنافية لها السبق في مجال اطلاق الحريات الجنسية الي آخر مضمارها .. ام تراها لعنة الفايكنغ ارتدت عليهم من جنس العمل ومن حيث انطلقت اول مرة؟ ان نظرة لمضمون الرسوم التي ارادت بها جهات في الدنمارك الاساءة لمعتقد الاسلام عبر السخرية من نبيه نجد انها لا تخرج عن الرموز التي اعتادوا بها شحن القارئ الاوروبي ضد (التخلف) الاسلامي وهي رموز جنسية في الغالب: نساء مغطاة ممنوع النظر الي وجوههن والاقتراب منهن، وجنة وحوريات (وهم السماء مقابل جنة الواقعية علي الارض والتي ينعم بها الغرب المتحضر) وجمال وصحراء (الاصل البدائي للمسلم) وخناجر وقنابل (الارهاب الاسلامي) من الامور المعروفة ان من يريد ان يبيعك بضاعة فانه يلح في تسفيه بضاعتك حتي تصل النقطة التي تفقد الثقة بها وبنفسك ايضا، ومنذ زمان يلح الغرب ان يبيعنا بضاعة (الحرية) في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وربما نجح هنا وهناك ولكن يبدو انه فقد صبره من محدودية هذا النجاح فاوعز لاحفاد الفايكنغ نظرا لشهرتهم في النجاح الدارويني الساحق الذي حققه ابطالهم السابقون في (البقاء الافضل) لجينات الفحولة ان يجربوا طريقتهم الاعنف لتحقيق بقاء النوع.. نوعهم، ولكن المشكلة ان الدنمارك الان ليست الا دولة لا قيمة سياسية لها اللهم الا اذا ذكر فضلها في تهريب اليهود اثناء وقوعها تحت الحكم النازي، اما نموذج فحولة ذكورها والتي صارت الان علي المحك علي كل حال، فانها بالنسبة لمعتقدات الشرق الذي انجب ثلاث رسالات سماوية كبري، مضي اصحابها دون ان يخلفوا عقبا (من االذكور علي الاقل) ليست الا ردة جاهلية في مجتمع حذره القرآن من فتنة المال والبنين، وادبه علي غض البصر وحفظ النفس. وحتي لو وقف داروين علي راسه في تزكية اربعة ملايين لقيط تركهم مغتصب واحد من الفايكنغ باعتباره المثل الاقوي والجائزة الاعلي للحرية الغربية، فان نوع الرد الذي يجيء من اكثر من مليار مسلم قد يحدد من الذي سيرث الارض ومن سيرث الفناء او بعبارة اخري، من يحوز الكوثر، ومن هو الابتر. ہ المشحوف قارب يستعمل في اهوار العراق ويمتاز بنهايات معقوفة كسفن الفايكنغ8