صدام ينوّم القاضي مغناطيسيا وغالواي يخسر معركة الاورجي !

حجم الخط
0

صدام ينوّم القاضي مغناطيسيا وغالواي يخسر معركة الاورجي !

حسام الدين محمدصدام ينوّم القاضي مغناطيسيا وغالواي يخسر معركة الاورجي !الحدث الخطير الذي شغل وسائل الاعلام في بريطانيا بطريقة توازي انشغال الفضائيات العربية بفوز حماس مؤخرا كان انتهاء برنامج الأخ الاكبر بفوز الصبية شانتيل بجائزة البقاء للنهاية في مسلسل خصّص هذه المرة للمشاهير، وكانت شانتيل هذه هي الوحيدة غير المشهورة بينهم!تابع الكثير من العرب والمسلمين اخبار هذا البرنامج بسبب مشاركة جورج غالواي فيه.ولعلّنا سنهدر وقت القاريء لو شرحنا سبب متابعة المسلمين والعرب لغالواي، فالرجل صار مشهورا بمواقفه وظهوره المستمر في الفضائيات والفعاليات العربية بدءا من مشاركته في حملة مريم اثناء الحصار العالمي للعراق، والتي جلبت عليه فصله من حزب العمال البريطاني، مرورا بمحاولات التشهير به وتلويث سمعته التي انتصر فيها علي الصحف والمجلات (وقد شاهدناه مؤخرا مشاركا بندوة في دمشق دعا فيها لدعم الرئيس بشار والنظام السوري)، وصولا الي مشاركته في هذا البرنامج الغريب.غرابة هذا البرنامج لا تتّسق البتّة مع الذوق الاسلامي العامّ المحافظ.ورغم ما يمكن ان يعتبره هذا الذوق الاسلامي شيئا خرافيا لو حدث علي يد سياسي عربي مثلا، من قبيل لعب غالواي لدور القطّة، ولبسه ثيابا رقيقة كراقصات الباليه (كما تظهره الصورة المرفقة) فان ذلك لم يعدم غالواي مدافعين كثرا عنه (بمن فيهم زميلنا الحاج عمّار التميمي المعروف في الصحيفة باستنكار ما يخرج عن الصراط المستقيم)، وهذا الأمر يمكن استيعابه لو عرفنا ان غالواي وعد بتقديم أي مبلغ يكسبه من المسابقة الي جمعية انتربال الخيرية التي تقوم بجمع التبرعات للفلسطينيين.غير ان فوز غالواي في تلك المسابقة ما كان ممكنا أبدا.لا يكفي لتفسير ذلك الحديث عن التعاطي المنحاز مع اسرائيل داخل الجسم الأساسي في الاعلام البريطاني، والذي أثّر بالتأكيد في تصويت الجمهور.كذلك لا يمكن لوم القناة الرابعة البريطانية التي أكّدت انها لن تبث أي لقطة يتحدث فيها غالواي في السياسة.اللعبة بحسب المراقبين كانت محصورة بين جمهور المراهقين وجمهور سيدات البيوت.الجمهور الأول هو من صوّت لشانتيل والجمهور الثاني صوت لمايكل باريمور، وهو أحد أشهر مقدمي برامج التسالي في بريطانيا والذي أبعد قبل سنوات بعد تواجده في احداث شذوذ جنسي ومخدرات وقتل (وكان التصويت، علي ما يبدو، غفرانا متأخرا له).اما تدخّل منتجي البرنامج الذي يؤثر كثيرا في حظوظ الرابحين، وكذلك تأثير الاعلام فهما عاملان اضافيان Bonus في اسباب استبعاد غالواي.جمهور المراهقين بالذات لم يستطع هضم آراء جورج غالواي المحافظة في ما يتعلق بالعلاقات والجنس، كما حصل في اللقطة التي دعته فيها احدي المتسابقات للمشاركة في اورجي اي ممارسة جماعية للجنس، فرفض!وبالمناسبة فان طليقة غالواي العربية ربطت ذلك بكونه نسونجيا خطيرا، فهل كان رفضه لعرض الاورجي لدوافع سياسية فقط، وبهذه الحالة الم يكن قرارا سياسيا خاطئا ما دام أدي لخسارته انتخابات الجمهور، وكان الأفضل له، تكتيكيا، قبول العرض؟نحيل الفتوي، حاليا، الي الزميل عمّار!تنويم مغناطيسي! عادت محاكمة صدّام حسين ومساعديه الي الحالة التي يتمنّاها كل اعلامي: فرجة تلفزيونية من الدرجة الأولي.والسبب يعود الي القاضي الجديد رؤوف رشيد عبدالرحمن، الذي حفظ درس استقالة زميله رزكار امين: المطلوب حزم اشد مع الرئيس العراقي.أعجبني التكتيك الذي استخدمه المتهمون بالمقارنة بين القاضيين، فحين خاطب برزان التكريتي القاضي الجديد بما معناه: القاضي الشريف المبجل المحترم النبيل الذي حللت محلّه كان واسع الصدر! فقد القاضي الجديد اتزانه، وهو المطلوب، كما يقولون في حل مسائل الهندسة.اما تكتيك صدام فيقوم علي قلب الأدوار حيث يمارس ما يشبه التنويم المغناطيسي للقاضي مكررا فكرة انه رئيسه، ولعلّ عصبية القاضي دليل علي النجاح النسبي لهذا الأسلوب.اسلوب القاضي السابق رزكار امين الاستيعابي لصدام ومساعديه كان نجاحا كبيرا للمحكمة، وللسلطة التي شكلتها، ودفع رزكار للاستقالة دليل علي الغباء السياسي الكبير الذي يسيطر علي المسؤولين الحاليين في العراق وعلي ارادة التغلّب والتسلّط التي تعشعش في أذهانهم، وهي وصفة شيطانية لاستمرار حلقة الموت دائرة في العراق.ببلاش! تعجبني كثيرا طريقة مقدم البرامج اللبناني طوني خليفة، فبأسلوب يجمع بين الطيبة والجرأة يتمكن هذا الاعلامي الناجح في برنامجه لمن يجرؤ فقط في استخراج الاعماق الكامنة في بواطن الفنانين الذين يقابلهم، مما يدفع الكثيرين منهم لاظهار طبائعهم الحقيقية التي تخفي علي المشاهدين، ممزقا اقنعتهم التي عملوا سنين طويلة علي نسجها واختراعها عن أنفسهم.آخر حلقة قدّمها طوني كانت مع المغنية امل حجازي، التي اضطرّت بعد مواجهة مع الموسيقي ايلي عليا الي الاعتراف المضمن بأنها لا مطربة ولا حتي مغنية، بل مؤدية فحسب.اما الحلقة السابقة عليها فكانت مع المغنية الاستعراضية اللبنانية مادونا، التي واجهها بخبر قديم نشر عنها انها خلعت سروالها الداخلي علي خشبة المسرح لثريّ عربي مقابل مبلغ كبير من المال. شرحت مادونا ان هذا الخبر سببه الخلط بينها وبين مادونا الامريكية التي فعلت تلك الحركة الشهيرة اكثر من مرة، لكنها قبل ان تشرح ذلك أخذتها عزّة التحدّي فقالت: هل تريدنا أن أفعلها لك الآن؟طوني ردّ بتحدّ اكبر: ولكن هنا ببلاش (اي بدون مقابل مادي) فقالت: بيلبقلك (أي يناسبك)!وهكذا، فبموازاة الأسلوب الذي أبدع فيه مقدم برنامج الاتجاه المعاكس في استخراج المكتوم والمحرم السياسيين من خلال استثارة الخصومة بين طرفين واستعدائهما علي بعضهما البعض، فان طوني أبدع في الوصول الي المحرم الشخصي والمكتوم الفني بطريقة هادئة، تعطي جرعة مسكنة للضيف تتبعها جرعة تدفعه الي حدود البكاء والانهيار.أسلوبان مهمّان وجريئان أدّيا لخلع الكثيرين من المشاركين لسراويلهم!ناقد من أسرة القدس العربي [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية