صدام يمازح هيئة الدفاع ويقول انه مشغول بكتابة الشعر

حجم الخط
0

صدام يمازح هيئة الدفاع ويقول انه مشغول بكتابة الشعر

نقيب المحامين الاردنيين العرموطي:صدام يمازح هيئة الدفاع ويقول انه مشغول بكتابة الشعرعمان ـ القدس العربي ـ من هديل غبّون: تبادل المزاح وعبارات الاطراء والعناق الحار هي التي شغلت اللحظات الاخيرة التي جمعت بين الرئيس العراقي صدام حسين واعضاء هيئة الدفاع عنه في لقاء يوم الاربعاء المنصرم، الذي كان من المقرر ان يشهد انعقاد جلسة محاكمته لولا حالة التخبط والبلبلة التي سادت اجراءات التقاضي، وفق ما صرح به في حديث خاص لـ القدس العربي نقيب المحامين الاردنيين من فريق الدفاع صالح العرموطي مساء الخميس قبيل مغادرتهم لحضور جلسة الاحد المقبل.وعلي ما يبدو فإن الاجتماع الاول الذي جمع الدفاع بالرئيس لوقت امتد الي نحو اربع ساعات ونصف ساعة كما يقول العرموطي، قد اضفي مزيدا من الحميمية والمودة في العلاقة دفعت الرئيس صدام الي تبادل المزاح مع الدفاع وتقبل الاطراء، بعدما كان قد حلق من ذقنه وبدت عليه الاناقة والراحة المطلقة، مظهرا دماثة لم يتوقعها العرموطي كما يقول، ومودعا الدفاع في انتظار عودتهم الي العراق للجلسة القادمة، حتي انه لم يتردد اي الرئيس ـ بتطمينهم وتجاذب اطراف الحديث في القضايا العامة والخاصة، ليطلعهم علي تفاصيل ممارساته اليومية في الاعتقال التي قال عنها انه منشغل بها طيلة الوقت، بما فيها من كتابة مذكراته وصنوف اخري من الادب شعرا ورواية، وقال للدفاع مبتسما: ليس لدي وقت فراغ فأنا منشغل بكتابة الشعر والرواية والادب ، مطلعهم كذلك علي كتاب كامل دون فيه معظم مذكراته قبل ان يعانق جميع اعضاء هيئة الدفاع بحرارة في توديعهم. ورغم ما يعانيه الرئيس من ظروف اعتقال سيئة تخلو من تأمين وسائل اتصال بالعالم الخارجي، الا انه حرص كما يضيف العرموطي علي ان يطلع علي مجريات الاحداث في المنطقة وفي العراق، حيث لم يتردد في التعبير عن موقفه من الازمة السياسية التي تمر بها سورية مشيرا الي استيائه من انقلاب نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، ومنوها الي موقف الرئيس بشار الاسد المؤيد للعراق قبل الحرب عليه ومتعجبا مما ال اليه بعد الحرب حيث لم يعد هناك موقف كما نقل العرموطي. في السياق ذاته، لفت العرموطي الي ان الرئيس صدام لم يسيئ علي الاطلاق للأمة العربية خلال الحديث عنها وسؤاله عن رأيه فيها، ولم تبدر عنه الا الشجاعة والصلابة والمعنويات العالية، اضافة الي اشادته غير المنقطعة بمواقف المقاومة العراقية والاحرار من الامة العربية بحسب العرموطي. ايضا قضايا عديدة ومتشعبة ناقشها الرئيس صدام مع هيئة الدفاع، خاصة في ظل حالة الارتباك الشديدة التي طغت علي اجواء اجراءات التقاضي، حيث يوضح العرموطي الذي انضم الي هيئة الدفاع مؤخرا ان ما جري من تأخير وتأجيل للجلسة ومخالفات قبيل جلسة الاربعاء الماضي قد سجل سابقة في تاريخ التقاضي ، مفصلا ذلك بالقول لـ القدس العربي : لقد تم تفتيش رئيس المحكمة الجديد عبد الله رشيد من قبل القوات الامريكية ولم يسمح لنا كهيئة دفاع برؤية الرئيس قبل الجلسة سوي بنحو ربع ساعة وكنا متواجدين في المحكمة منذ السابعة صباحا وانتظرنا حتي الساعة الثانية ظهرا حيث اخبرنا بأن الجلسة قد أجلت وهو ما يخالف بالطبع اجراءات التقاضي العامة المعمول بها في كل انحاء العالم حيث تنعقد الجلسة في اسوأ الاحوال ثم يطلب القاضي التأجيل .التخبطويعلل العرموطي سبب حالة التخبط من خلال مشاهداته وهيئة الدفاع عن الرئيس صدام، ان المحكمة تتعرض لضغوطات كبيرة سواء من جانب الحكومة العراقية او من الجانب الامريكي الذي يقود سير المحاكمة منذ بداياتها من خلال محامين وقانونيين لا يظهرون علانية، مما دفع القاضي الجديد رشيد للاحتجاج علي اجراءات التفتيش التي سبقت دخوله القاعة بلحظات قصيرة، واستقالة القاضي الكردي رزكار امين محمد وعزل القاضي سعيد الهماشي لاسباب تتعلق بأحاديث حول جذوره البعثية، نافيا نبأ حاجة المحكمة استدعاء الشهود الذي بررت فيه تأجيل الجلسة، لرؤيته هو وهيئة الدفاع مجموعة من الشهود متواجدين في المحكمة. ويري العرموطي ان الضغوطات تلقي بظلالها علي كل من الدفاع والقضاة وكافة الاطراف المعنية بالمحاكمة، مما يسبب حالة من الارتباك وردود الفعل غير المتوقعة للمشاركين فيها خاصة من طرف القضاة، ومن هنا يتوقع العرموطي عدم انعقاد الجلسة التي اعلن عن تأجيلها ليوم الاحد المقبل او الغاء المحاكمة كليا، موضحا بالقول: لست مرتاحا لما يجري ولا لهيئة المحكمة وآمل ان تستقيل المحكمة كما استقال رزكار . نقل المحاكمةويؤكد العرموطي نية الدفاع المطالبة بنقل مقر المحاكمة الي خارج العراق لعدم حياديتها وخرقها لكثير من القوانين واجراءات التقاضي المتعارف عليها، مضيفا ان طلب النقل سيرد ضمن اربعة مطالب اخري اعدتها هيئة الدفاع لتكون ضمن الدفوع الشكلية في الجلسة المقبلة في حال سماع البينة الشخصية، حيث لم ترد المحكمة حتي الان علي الدفوع وهو ما كان يتوجب عليها فعله قبل انعقاد اية جلسة، مشيرا الي ان الدفاع سيتقدم للمحكمة بطلب تقديم ضمانات للرئيس والمطالبة باطلاق سراحه باعتباره اسير حرب وفق المواثيق والمعاهدات الدولية بما فيها اتفاقيات جنيف الاربعة. وردا علي تساؤل حول اجراءات النقل وفيما اذا قد يترتب عليها اية خطورة كعدم ضمان عودة الرئيس صدام الي العراق بعد خروجه منه، علق العرموطي بالقول: هنا تصبح القضية مختلفة، والرئيس يتمتع بشعبية كبيرة جدا من اطراف المقاومة العراقية في الداخل والاصل التعامل مع الجانب القانوني لفكرة الاسر والمحاكمة غير الشرعية . وستستند هيئة الدفاع عن الرئيس الي عدم جواز مثول اسير حرب امام محكمة عراقية في حال اعتباره اسير حرب، او امام محكمة خاصة كما هو الحال الان حيث تحتم القوانين الدولية تنفيذ المحاكمات في محاكم دولية مختصة، اضافة الي ان الدفاع بصدد رفع دعوي امام المحاكم الهولندية ضد كل من الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لشنهما الحرب علي العراق وارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وتنفيذ عمليات اغتصاب وقتل وابادة جماعية ضد الشعب العراقي. وقال ان جملة من الخروقات القانونية ارتكبتها المحكمة الي جانب عدم شرعيتها بالاصل، منها عدم السماح للرئيس صدام بالاتصال بموكليه ومنع وصول الاوراق والمراسلات والكتب والصحف حيث يتم شطب الكثير من مضامين ما قد يصل اليه عن طريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر، اضافة الي غياب التنسيق بين الهيئة والرئيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية