صحف: فضيحة التعذيب ضربة جديدة لسمعة الجيش البريطاني
اعتبرت انها لا تختلف عن الانتهاكات في الفلوجة وغزةصحف: فضيحة التعذيب ضربة جديدة لسمعة الجيش البريطانيلندن ـ القدس العربي :اعتبرت الصحف البريطانية نشر الصور المثيرة لجنود بريطانيين يستمتعون بتعذيب صبية عراقية، ترافقها تعليقات سادية من مصور الفيديو، ضربة جديدة لسمعة الجيش البريطاني في العراق الذي ظل بعيدا عن الجدل الذي اثير حول الممارسات الامريكية ضد السكان العراقيين وفضيحة سجن ابو غريب التي صدمت الصور الذي خرجت منه العالم. وقالت صحيفة التايمز ان الضرر قد حدث ولن تنفع معه اية احصائيات تصدر من وزارة الدفاع او الحكومة البريطانية عن ندرة هذه الحوادث وان الذين ارتكبوها قلة غير منضطبة في الجيش، حيث قارنت متحدثة باسم وزارة الدفاع الاحد، عدد الجنود القليلين الذين شاركوا في الانتهاكات بعدد الجنود الذين قضوا فترات في العراق ويبلغ عددهم 80 الف جندي وذلك منذ الغزو في عام 2003. واعتبرت الصحيفة ان العنف الواضح في الصور، يشير الي غياب الانضباط وعدم قدرة الجيش علي التحكم بالجنود في العملية التي اطلق عليها اسم تيليك ، ومصدر الازعاج في هذه الصور ان الجنود الذين قاموا فيها لم يكونوا يتصرفون بناء علي دوافع شخصية، بل تم ارسالهم للسيطرة علي المظاهرات والاحتجاجات التي تمت في تلك الفترة، ولهذا فلم يكن الجنود جزءا من مجموعة مارقة قامت بضرب العراقيين واهانتهم لارضاء دوافع شخصية والتسلي، فقد صدرت اوامر من القيادة العليا، بخروجهم من المعسكر في عملية رسمية. وتساءلت الصحيفة قائلة، ان كان هذا هو الوضع، فما هي الظروف التي جعلتهم يتصرفون بهذه الطريقة ويخرقون قواعد الاشتباك! ومع ان الصحيفة تشير الي الظروف الصعبة التي يعمل فيها الجنود، وسط عمليات للمقاومة، وتصاعد سلطة الاحزاب المتشددة في الجنوب الا ان الجنود البريطانيين دربوا للتصرف امام هذه الاحداث بتعقل وحكمة. ولكن سمعة الجيش البريطاني في الفترة ما بين 2003 ـ 2004 تأثرت بطريقة او بأخري لاسباب غير معروفة. وتري الصحيفة ان هذا ربما جاء بسبب تصاعد عمليات المقاومة ضد القوات المحتلة، فعوضا عن التحول من قوات قتالية، بعد اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش في الاول من ايار (مايو) 2003 عن نهاية العمليات العسكرية، الي قوات حفظ سلام واصلت هذه القوات المعارك مع مجموعات المقاتلين. وتقول الصحيفة انه خلال هذه الفترة الصعبة، تم خرق القاعدة الذهبية مما يثير القلق داخل الجيش والحكومة. وبالنسبة للعراقيين في البصرة الذين عبروا عن صدمتهم فقد ذكرتهم بالجنود الاسرائيليين وهم يركلون ويعذبون الاطفال الفلسطينيين بحسب احد المواطنين. واضاف المواطن هذا من المستحيل الان ان تكون صديقا للمحتل، وعندما يتساءل الناس عن العنف الموجه ضد البريطانيين والامريكيين، نقول لهم انظروا الي صور الفيديو . وعلقت صحيفة الغارديان علي الصور التي نشرتها صحيفة نيوز اوف ذا وورلد الشعبية في عدد الاحد قائلة انها محرجة. وقالت ان الصور الاخيرة، مثيرة للقلق بدرجة كبيرة لدي قادة الجيش الذين يرون ان سمعة الجيش تضررت اكثر بعد سلسلة من الحالات التي تم التحقيق فيها مع جنود اتهموا بارتكاب عمليات تعذيب وقتل عراقيين. ونقلت الصحيفة نهاية العام الماضي عن مسؤول كبير تحذيره من الاثار المدمرة التي تتركها صور من هذا النوع علي سمعة الجيش في عالم الاعلام والانترنت، وتنظر المحاكم الان في عدد من القضايا التي وصفتها المحكمة الدولية لجرائم الحرب بانها جرائم حرب . واشارت الصحيفة الي ان صور الاحد التي وردت في الصحيفة الشعبية كانت مثارا للاهتمام لان الصور فيها تبدو صحيحة. ومثار قلق الصحيفة ان هذه الصور تم نشرها بشكل كبير علي الفضائيات العربية والاسلامية، كي تضاف الي السجل الحافل من الانتهاكات التي مورست علي العراقيين منذ الغزو. وقالت ان الجنود البريطانيين في خوذاتهم العسكرية، وزيهم العسكري المموه لم يكونوا مختلفين عن الجنود الامريكيين في الفلوجة او الجنود الاسرائيليين في غزة. وقالت ان العدد القليل من الذين لا يزالون يعتقدون ان البريطانيين يقدمون خدمات للعراقيين احسن من البعثيين، مطالب بالتحرك سريعا وعقاب الفاعلين، بشدة وبشكل يجعل منهم عبرة لم لا يعتبر. وذكرت صحيفة الاندبندنت بان الجنود الذين شاركوا في الافعال يمثلون الملكة والحكومة، وقالت ان الصور هذه قدمت هدية ثمينة ودعائية لاعداء بريطانيا في العراق، المقاومة ، حيث سيتم استخدام هذه الصور كنوع من الدليل علي ان الغرب لا يقيم وزنا لحياة المسلمين. وقالت ان افعال هذه المجموعة الآبقة اثرت علي عمل الالاف من الجنود في العراق والذين سيعملون في مناطق خطيرة في افغانستان، ولم تستبعد الصحيفة وجود جيوب من التصرفات اللامنضبطة وافعال العصابات. ولاحظت الصحيفة اليمينية ديلي تلغراف ان الصور تشير لفشل المكتب الاعلامي التابع للجيش الذي رفض الاعتراف بوجود ممارسات مثل هذه، واصر علي ان الاوضاع جيدة.وقالت ان صورا بهذه البشاعة ستؤثر علي العلاقات بين البريطانيين الذين سيبقون في العراق لاشهر طويلة والسكان، هذه العلاقة التي توترت منذ العام الماضي. ولم تغفل الصحيفة اليمينية عن المقارنة بين افعال الجنود التي يجب ان تكون منضطبة والمقاتلين. وقالت ان الجنود في العادة يسيئون معاملة السجناء. وذهبت الصحيفة بعيدا عندما ذكرت ان الجنود يقومون بتضحيات من اجل العراقيين، ولهذا السبب يجب ان لا يعاملوا مثل ما عومل الضابط الفرنسي اليهود دريفوس.ووعد رئيس الوزراء توني بلير باجراء تحقيق سريع، وسط انباء افادت ان القادة العسكريين شددوا الاجراءات الامنية، واشارت الغارديان الي ان هذه الصور تأتي في وقت ما زالت فيه ازمة الصور المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم تتفاعل، وفي وقت يستعد فيه جنود بريطانيون للانتشار في اقليم هيلمند الافغاني.ونقلت الصحيفة عن مصدر بارز في وزارة الدفاع البريطانية قوله ان قضية الصور جاءت في وقت سيئ وتشكل مصدر ازعاج بالغ، خصوصا ان الوزارة ما زالت تعاني من آثار سلسلة من حوادث الاساءة لمواطنين عراقيين.
mostread1000000