صحف: تدمير القبة الذهبية يضع العراق علي حافة الانفجار والصراع الطائفي
صحف: تدمير القبة الذهبية يضع العراق علي حافة الانفجار والصراع الطائفيلندن ـ القدس العربي :تفجير مسجد الامام الهادي في مدينة سامراء يوم الاربعاء اعطي دفعة قاتلة للتفكك العراقي ووضع البلاد علي حافة حرب اهلية شاملة، بحسب المعلقين البريطانيين. وفي الوقت الذي اشير فيه سابقا الي مكونات هذه الحرب التي كانت تدور بهدوء عبر فرق القتل وتصفية الحسابات الا ان العملية الاخيرة، وردود الفعل القاتلة، وعملية الفرز الشيعي ـ السني الواضحة دفعت بالكثيرين للتحذير من مغبة انهيار الوضع الامني في البلاد. وبحسب صحيفة الاندبندنت فالحرب الاهلية كانت قد بدأت في العراق منذ فترة طويلة، وتمظهرت في الاف الجثث التي يعثر عليها كل شهر في المجاري الصحية او بين اكوام القمامة لمشرحة بغداد المركزية، وليس من السهل علي ابناء البلد العراقي السفر من مكان الي اخر في البلاد، بسبب التمظهرات الطائفية وغياب الامن علي الطرق وعمليات الاختطاف والقتل. وتنقل الصحيفة عن محلل عراقي قوله ان العراق يمر بنفس المرحلة التي مرت فيها المانيا في العشرينات، اثناء فترة فايمار، والتي قد تؤدي الي انهيار وحدته او وصول حكومة ديكتاتورية الي الحكم.وقالت الصحيفة ان تدمير المسجد ذي القبة الذهبية سيكون بمثابة الضربة النفسية الموجعة التي تلقاها الشيعة، مشيرة الي ان التوترات بين السنة والشيعة زادت بشكل كبير بعد الغزو الامريكي للعراق. وتقول ان الشيعة علي الرغم من دعوات الهدوء التي طالبت بها مرجعياتهم اظهروا اشارات الي انهم يريدون الانتقام، كما بدأ في فرق الموت والميليشيات المسلحة التي تستهدف السنة تحديدا، وفي الغالب، فالاشخاص الذين تعتقلهم الميليشيات ينتهون في المشرحة المركزية في العاصمة بغداد.ومن المتوقع ان تتأثر عمليات تشكيل الحكومة بسبب الحادث، خاصة بعد التصعيد الامريكي الذي دعا فيه سفير واشنطن في العراق، زلماي خليل زاد، لاستبعاد الشخصيات الطائفية عن وزارتي الداخلية والدفاع، واتهامه ايران بالتدخل بالشؤون العراقية. وفي الوقت الذي يدعو فيه الاكراد والامريكيون الي حكومة وحدة وطنية، فان الشيعة الذين حصلوا علي غالبية مقاعد البرلمان في انتخابات كانون الاول (ديسمبر) يشكون ان وراء هذه الدعوات محاولة لابعادهم عن السلطة. وتري الصحيفة ان المشاعر الشيعية المعادية لامريكا بدأت بالتزايد والرد الفعلي الاولي علي حادث تدمير المسجد، كان اتهام امريكا، حيث خرج متظاهرون من الاحياء الفقيرة في مدينة الصدر وهم يهتفون بشعارات معادية لامريكا. وعلقت الاندبندنت في افتتاحياتها قائلة ان الشرارة الاولي للحرب الطائفية بدأت، في الوقت الذي كان فيه الحديث عن الحرب هذه مرتبطا برحيل القوات الاجنبية، الا ان هذا السيناريو السييء اضحي قريبا جدا. وبنفس الاتجاه، قالت صحيفة الغارديان ان القادة الدينيين والمدنيين انخرطوا في محاولة اخيرة لانقاذ البلاد من الانزلاق الي حرب اهلية. واشارت الي الدعوات الانتقامية التي اطلقها شبان شيعة هددوا بحرق مسجد الامام ابو حنيفة والمساجد الاخري المهمة التابعة للسنة في العراق. واعتبرت الغارديان ان تدمير المسجد لا يمكن النظر اليه الا بمثابة محاولة تعزيز الحرب الاهلية. وقالت ان الحديث عن الحرب الاهلية واحتمالاتها لن يجدي، وما يهم العراقيين علي كافة اطيافهم هو البحث عن طرق للتعايش معا، ولن يكون للاحتلال وانهاء ديكتاتورية صدام، والانتخابات والدستور اية قيمة حالة استمرار غياب الامن والاستقرار عن البلاد. ولكن صحيفة التايمز قالت انه علي الرغم من الحديث عن حرب اهلية الا ان هذه الحرب لم تحدث. واتهمت ديلي تلغراف جماعة ابو مصعب الزرقاوي بأنها وضعت خطة بسيطة لكنها وحشية مهاجمة الشيعة واضعافهم والتحريض علي حرب طائفية من شأنها جر باقي الدول العربية لدعم السنة . ورأت الصحيفة ان الزرقاوي يجب ان يكون المشتبه به الاول في هذا الحادث إلا انه نظرا الي تشعب المجموعات المسلحة في العراق، فربما يكون متطرفون آخرون مسؤولين عن هذا الهجوم لاسباب مشابهة. وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز ان تدمير المسجد في سامراء سينعكس سلبا علي الاهداف الامريكية في العراق، ونقلت عن مبعوث الامين العام للامم المتحدة الخاص الي العراق، اشرف جهانغير قاضي قوله ان الوضع في ترد مستمر، وقال عراقي اخر ان هذا الحادث سيثير مشاعر المرارة لدي الشيعة وسيؤدي الي مشاكل طائفية. اما واشنطن بوست فقد قالت ان حقيقة تدمير المسجد تزيد الاحتقان وتعزيز فرص الحرب الاهلية، ولكنها ايضا رسالة مفادها ان امريكا ذهبت للحرب الي العراق وهي غير واعية للنسيج الاجتماعي العراقي.