شيراك يتوعد الدول الارهابية وصاحبة أسلحة الدمار الشامل برد غير معهود اذا هددت مصالح فرنسا

حجم الخط
0

شيراك يتوعد الدول الارهابية وصاحبة أسلحة الدمار الشامل برد غير معهود اذا هددت مصالح فرنسا

شيراك يتوعد الدول الارهابية وصاحبة أسلحة الدمار الشامل برد غير معهود اذا هددت مصالح فرنساباريس ـ القدس العربي ـ من شوقي أمين: أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الخميس أن بلاده ستحتفظ بحق الرد بوسائل غير معهودة ولا يستبعد استعمال السلاح النووي ضد قادة دول قد يلجأون الي استعمال أدوات ارهابية ضد مصالح فرنسا .وهو التصريح الذي تناقلته مختلف وسائل الاعلام الفرنسية بالتحليل والتفصيل كونه يمثل تحولا جذريا في السياسة الفرنسية التي تبنت دوما نهجا استراتيجيا في تعاملها مع ترسانتها النووية يمنع اللجوء الي السلاح النووي مهما كانت الظروف.وأوضح شيراك الذي كان يتحدث من القاعدة النووية الفرنسية في جزيرة ليل لونغ قرب سواحل برست بغرب فرنسا، أن منذ نهاية الحرب الباردة، لم تتعرض فرنسا الي أي تهديد مباشر من قبل قوة كبري أجنبية، ولكن ذلك لا يعني حسبه أن التهديدات توقفت ضد السلام.وأضاف الرئيس الفرنسي ان بلدانا عدة تنشر أفكارا متطرفة تمدح صراع الحضارات والثقافات والأديان، وفي رأي شيراك أن تلك الأفكار تترجم في الميدان من خلال اعتداءات بشعة تذكرنا بأن التعصب وعدم التسامح يؤديان حتما الي كل أشكال الجنون، محذرا في ذات السياق أن تلك الأفكار والاعتداءات قد تأخذ في المستقبل أشكالا أخري أكثر خطورة وربما قد تتورط فيها دول برمتها.وأكد الرئيس شيراك أن مكافحة الارهاب من أولويات بلاده، مشيرا أن فرنسا أخذت كل التدابير للرد علي الخطر الارهابي وبأنها ستواصل في هذا النهج بصرامة وحزم . واستدرك قائلا لا ينبغي حصر اشكاليات الدفاع والأمن في هذه المعركة الضرورية ضد الارهاب .وفي معرض حديثه عن المتغيرات الجيواستراتيجية في العالم قال شيراك اننا نعيش في عالم في حالة تحول وتطور مستمر يبحث عن توازنات سياسية واقتصادية وديمغرافية وعسكرية جديدة وذلك من منظوره سيفرز أقطابا قوية جديدة أيضا .وأضاف شيراك أن العالم سيواجه عناصر جديدة تعمل علي زعزعة توازنه خاصة فيما يتعلق بتقاسم المواد الخام الأولية وتوزيع الثروات الطبيعية ترافقها اختلالات في النمو الديمغرافي .وتابع مؤكدا أن تطور العالم من شأنه أن يخلق أسباب عدم الاستقرار خاصة اذا ترافق ذلك مع صعود القومية والوطنية .ولاحتواء أي انحراف بالعلاقات الدولية، قال شيراك بات ضروريا اليوم اختيار سبيل التعاون بدل المواجهة ولكن حسبه هذا لا يعني أن العلم بات في مأمن من أي مفاجأة استراتيجية تقوض النظام الدولي الحالي فكل تاريخنا أضاف شيراك علمنا ذلك .وفي فصل هام من كلمته التي اعتبرت تاريخية في عيون المراقبين الفرنسيين، تناول المسألة النووية موضحا أن عالمنا اليوم يتسم بظهور قوي تستند فيها علي امتلاك الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية ، وذلك حسبه أسس لمحاولة بعض الدول امتلاك القوة النووية ضاربة عرض الحائط المواثيق والعهود الدولية.من زاوية أخري، قال شيراك ان فرنسا في مواجهتها للأزمات التي باتت تهز العالم والتهديدات الجديدة، اختارت أولا النهج الوقائي ، وهي في عين الرئيس الفرنسي ستظل تشكل قوام السياسة الدفاعية الفرنسية، وهذه الوقاية حسب شيراك أظهرتها فرنسا عبر دبلوماسيتها لتسوية أزمات متباينة في العالم، ولكن ذلك لا يكفي أضاف شيراك لحمايتنا، ومن ثم وحتي يصغي لنا قال شيراك أنه اذا تطلبت الضرورة، فاننا سنستخدم القوة ولذلك أوصي الرئيس الفرنسي بالزامية التحضر لذلك والتأكد من أننا لنا قدرة كافية للتدخل خارج حدودنا وبوسائل ردعية متفق عليها، ويري شيراك أن التحسب للخطر الخارجي يدخل في قلب السياسة الدفاعية الفرنسية وذلك سيضمن من منظوره المصالح الحيوية لبلاده.وقال شيراك ان دور الترسانة النووية هي تحييد الخطر، وهي تدخل مباشرة في الخط الاستراتيجي والوقائي لفرنسا . واعتبر شيراك أن الامدادات الاستراتيجية من أجل الدفاع عن الحلفاء هي مصالح حيوية لفرنسا وتبرر اللجوء الي استخدام قوة الردع النووية.وفي لغة تهديدية باتجاه قادة بعض الدول من من تسول لهم أنفسهم استخدام وسائل ارهابية أو أسلحة الدمار الشامل ضد فرنسا أوضح شيراك أن هؤلاء يجب أن يفهموا بأن الجواب علي اعمالهم سيكون صارما وفوريا وبأن الأسلحة التي سنستعملها سيكون متفقا عليها كما أنها قد تكون غير تقليدية تماما.وفي ختام كلمته ذكر شيراك أن فرنسا منذ 1964 وهي تملك ترسانة نووية وقائية مستقلة، معتبرا أن الجنرال ديغول تعلم من دروس التاريخ الكثيرة، مضيفا أنه منذ تلك السنة والقوات النووية الفرنسية تساهم في استتباب السلام في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية