شهد برمدا ضحية السياسة والكوميديا اللبنانية ضربها الشلل

حجم الخط
0

شهد برمدا ضحية السياسة والكوميديا اللبنانية ضربها الشلل

زهرة مرعيشهد برمدا ضحية السياسة والكوميديا اللبنانية ضربها الشللتوقعنا فوز ابراهيم الحكمي في برنامج سوبر ستار3 وهكذا ولم يكن الأمر مفاجئا. واذا كانت نتيجة التصويت صحيحة مئة بالمئة ونال منها ابراهيم 53 بالمئة فهذا يعني بأن الاقليمية العربية وقدرات التصويت المادية هي التي حسمت النتيجة وليس الموضوعية. ابراهيم يتمتع بصوت قدير جدا لكن في العوامل الموضوعية تبقي شهد هي السوبر ستار. فهي أولا تتمتع بصوت لم تشهده برامج الهواة في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات، كما أنها تتمتع بالشكل الذي يسمح لها بحيازة اللقب. فراغب علامة علي سبيل المثال حاز لقب السوبر ستار قبل ولادة البرنامج بزمن طويل ليس لصوته وحسب بل لكل حضوره علي خشبة المسرح.في الواقع أنه ليس كل ما يعرف يمكن قوله، وشهد هي ضحية حقيقية للواقع السياسي القائم بين لبنان وسورية. وهنا نؤكد علي حيادية تلفزيون المستقبل ونزاهته ونعرف في الوقت نفسه أنه لن يقصر في دعم شهد حتي وان لم تكن السوبر ستار. فشهد تعتبر كنزا غنائيا ان وجدت من يأخذ بيدها ويسدد خطواتها لأنها صغيرة ولم تتجاوز الـ17 من العمر. ونحن نحييها لأنها رغم طراوة عودها تمكنت من تحمل كل الضغوط التي عاشتها كسورية في لبنان. فقد كان سلاحها احتضان تلفزيون المستقبل لها، وكذلك لجنة الحكم. وهي تحملت ان يكون المسرح خاليا من المشجعين باستثناء والدها وأعمامها الذين كانوا يرفعون العلم السوري اليتيم بين الكثير من الأعلام الأخري.في كل الأحوال سيعمل تلفزيون المستقبل في المستقبل ليكون للجنة الحكم دورها في التصويت علّها بذلك تصوب بعضا من فقدان الموضوعية السائدة في الوطن العربي أثناء التصويت.الفكاهة السمجة علي الشاشات اللبنانية التي تعتبر الأكثر انتشارا محليا وفضائيا ثلاثة برامج انتقادية هي اربت تنحل علي نيو تي في، و لايمل علي المستقبل، و بس مات وطن علي أل بي سي. في مراقبة متتالية للبرامج الثلاثة التي تنهل من معين السياسة اللبنانية وتداعياتها الاقليمية لا يسعنا الا وصفها بالبرامج الساقطة في فخ الاستسهال والتبسيط. ومن ثم استعمالها لآلام الأخرين في سبيل تكوين مادة فكاهية يمكن وصفها بالسمجة جدا.الحق يقال أن تلك البرامج لم تعد تضحك الناس بل صارت تثير اشمئزازهم علي أية محطة كانت.ولأن السياسة اللبنانية أصبحت متلفزة لحظة بلحظة فالبرامج الثلاثة تعتمد زم السياسيين الذين يبحثون دائما عن التواجد علي الشاشة مهما كلف الأمر ـ وهذا من حق تلك البرامج ـ لكن ليس من حق تلك البرامج أن تظهر الصحافيات علي الشكل المايع الذي نراه. فقد أصبحت الصحافيات مادة دسمة للتشويه وهذا ليس من واقع الصحافيات وخاصة العاملات في الأقسام السياسية.علي سبيل المثال نسأل برنامج اربت تنحل ان كان مستساغا تناول كل ما يتعلق بالتحقيق الدولي باغتيال الرئيس الحريري بالشكل الذي نراه؟ونسأل ان كان مقبولا أن يقول برنامج بس مات وطن بشكل صريح وواضح بأن الاخوان السوريين يُقتلون في المختارة ـ حيث يعيش وليد جنبلاط ـ فهل اتهام الآخرين بالقتل سهل لهذه الدرجة؟ ونبلغ برنامج لايمل بأنه صار مملا للغاية ولم تعد لديه ابتكارات. فهذا البرنامج ولأسباب سياسية ملبّص علي رئيس الجمهورية اللبنانية، تماما كما يتهمون الرئيس بأنه ملبّص علي الكرسي. هذا الاسكتش لم يعد مهضوما، تماما كما اسكتش نحنا كثير كول . البرامج الثلاثة في شقها السياسي صارت مملة وتجتر نفسها. لقد ضرب الشلل أفكار معديها، خاصة بعد ابتعادها عن الموضوعية ودخولها في التضخيم غير المبرر. فكل واحد من تلك البرامج أصبح بوقا لأفكار سياسية يريد من خلالها صب النار علي الزيت. وهي برامج بعيدة عن الهم الاجتماعي رغم انتشاره في أوساط اللبنانيين.لا بد لتلك البرامج من ابتكارات جديدة والا فهي ستقع في الهاوية، ولن يبقي حولها الا مجموعة من المتعصبين لكل محطة الذين يعتمدون المثل القائل القرد بعين أمو غزال .زعلان ليه! زعلان ليه يقدمه خالد علي قناة أنفينتي . عنوان جذبني لاكتشاف المضمون الذي ربما يقرأ بعضه من العنوان. في هذا البرنامج يتوجه خالد الي الزعلانين بالقول: كل ما عليك ترفع السماعة وتقول ألو زعلان ليه . ويتوجه الي أهل الخير بالقول: محطتكم محطة خير واللي عاوز يعمل خير الفاكس موجود .وبين دعوات وارشادات خالد بالتسامح، والسيطرة علي الغضب، ومساعدة الأخرين لحين يأتي الاتصال الذي يقول زعلان ليه نتساءل عن حدود القدرة علي مساعدة الآخرين في مثل تلك الحالات التي سمعناها علي الشاشة. ففي زمن لا يزيد علي الثلث ساعة سمعنا حوالي الستة اتصالات لحالات مرضية كبيرة ولأوضاع اجتماعية صعبة من مختلف البلدان العربية.واذا كانت قدرة أهل الخير تسمح لهم بالاستجابة لكل هذه الحالات، وما سبقها وما سيليها من كل أسبوع فهذا يعني أننا مجتمع متكافل متضامن. لكن بالطبع لن يستطيع برنامج تلفزيوني حل كافة حالات الفقر والعوز المنتشرة علي امتداد الوطن العربي. فالطبابة واعالة المعوقين هي من واجبات الحكومات حيث لا يمكن لأي برنامج أن يحل مكان السلطة الا في حدود معينة. فكم هو جميل لو يقول هذا البرنامج بأن الحكومات العربية كلها مقصرة في رعاية مواطنيها فيما خيرات أرضها تذهب لجيوب قلة قليلة من البشر يصبح بعضهم فيما بعد أهل خير؟مع حبي مع حبي هو برنامج الاستضافات الفنية الدسمة علي قناة روتانا موسيقي. انه قديم العهد، توقف في فترة استراحة وعاد في حلة جديدة وجميلة. مقدمة ذلك البرنامج جومانة بوعيد تتمتع بحرفية كبيرة في الحوار الفني الراقي، كما تتمتع بالجدية بخلاف ما نراه مع غيرها من المذيعات. مع حبي تجدد في الشكل وفي المضمون، وصارت له استضافة لأهل الصحافة الفنية يجلسون في زاوية مخصصة لهم قريبا من أمكنة الجمهور. من المفيد أن يعتمد برنامج فني علي التنويع في طرح الأسئلة، ومن الحماس بمكان أن يضع الضيف بمواجهة السلطة الرابعة بدل أن يكون تحت سلطة مذيع واحد فقط. ففي ذلك تنوع وغني.كاتبة من لبنان[email protected]

mostread1000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية