شعبية بيرتس ستزيد اذا تمكن من طرح سياسة امنية ترسم الحدود وتنهي الاحتلال وسفك الدماء

حجم الخط
0

شعبية بيرتس ستزيد اذا تمكن من طرح سياسة امنية ترسم الحدود وتنهي الاحتلال وسفك الدماء

شعبية بيرتس ستزيد اذا تمكن من طرح سياسة امنية ترسم الحدود وتنهي الاحتلال وسفك الدماء يُعتبر عمير بيرتس أحد الاشياء الجيدة التي حدثت في اسرائيل في المجال السياسي. شاب من أصل مغربي، حاد اللسان والتفكير، والأكثر من ذلك ذو ثقة شخصية عالية بنفسه. حتي الذين لا يوافقونه وجهة نظره الاقتصادية – الاجتماعية يصعب عليهم عدم التأثر بمدي تمسكه بها. هزيمة شمعون بيريس علي يد من لم يُصنف من حواريه، أو كما يقولون ليس ممن عُرفوا من عناصر مباي ذات يوم، كانت محفزة علي تبادل كبير للمواد السياسية الداخلية.ارييل شارون ترك الليكود وشكل قائمة وسط خاصة به، وقد جسد بذلك حلم آخرين من خارج الليكود ممن كانوا يعتقدون بامكانية ذلك، وأنه بمتناول أيديهم، وأن أقدامهم في المياه الباردة للساحة السياسية، وهو بذلك قد فتح الشهية المقهورة للعمل الذي يتطلع الي قيادة الدولة.استطلاعات الرأي الأخيرة أشارت الي تصاعد ملفت للنظر حظي به حزب العمل في طريقه للعودة الي قيادة الدولة. وأن الاستطلاع الاول الذي تنبأ بحصول العمل علي 28 مقعدا قد أدار رأس بيرتس، ولكن بعد مرور عشرة ايام علي فوز بيرتس أُعلن عن تشكيل حركة كديما . ولكن ما أن تقرر تقديم موعد الانتخابات حتي بدأ شيء ما يتشوش. ومقابل استطلاعات الرأي التي توقعت فوزا ساحقا لقائمة شارون، كديما ، بدأ تراجع قائمة العمل برئاسة بيرتس. إن انضمام شخصيات من أمثال حاييم رامون وداليا ايتسيك وشمعون بيريس كأشخاص من الخارج مع بعض العقلاء من الليكود الي قائمة كديما ، قد أنتج أجواء مناسبة لتشكيل حكومة طواريء للسلام والأمن.في هذه المرحلة، فان مؤشر الاستطلاعات عن بيرتس قد أخذ يتغير باتجاه الأسفل، في البداية كان التغير ضئيلا ولم يُثر قلق بيرتس الذي كان واثقا من نفسه ومن انتصاره. وفي الاسبوع الماضي اعتقد أنه حقق رقما قياسيا شخصيا حين قرأ في الصحيفة أن 72 في المئة من الجمهور يعتقدون أنه مؤهل ليصبح رئيسا للحكومة. وبعد يوم واحد فقط اتضح أن الصحيفة قد اخطأت بهذه المعلومة، والتي نشرت تصحيحا للمعلومة قلبت فيه المعلومة بالعكس، أي أن 72 في المئة من الجمهور يعتقدون أن بيرتس ليس مؤهلا ليكون رئيسا للحكومة. وبحجم هذا التراجع جاء تواصل الهبوط في الاستطلاعات، فكل صاحب عقل كان يستطيع التمييز والاستنتاج بأن شارون هو الجد جبتو لهذه الدولة. وطالما أن وسائل الاعلام تتغلغل في الخلايا الدماغية وتُحدث ثقبا في القلب وتوضح الوزن الزائد لشارون، فان تأييد وتعلق الجمهور به يزداد ويكبر.وفي مقابل ذلك، فان استطلاعات الرأي السرية لحزب العمل برئاسة بيرتس قد تمحورت حول حصوله علي 16 مقعدا في الانتخابات القادمة. المستشارون الاستراتيجيون لشارون فهموا هذه المعطيات، لكنهم لم يسارعوا ولم يتطوعوا للاعلان عنها ـ علي الأقل ـ حتي انقضاء الموعد اللازم لتشكيل حكومة تعتمد علي 61 نائبا وإلغاء الانتخابات.وردا علي سؤال ماذا يحدث لبيرتس، النجم المنطلق، فان هناك عدة إجابات ممكنة حول ذلك، الاجابة الأساسية من بينها هي أن بيرتس قد أضاع فرصة الزخم، أو، وفقا لتعبير أحد المراقبين السياسيين الموضوعيين، لم يفوت أي خطأ ممكن. فقد اخطأ حين أبعد بيريس، واخطأ حين لم يضمن المرتبة الثانية لايهود باراك، واخطأ أكثر حين هاجم شارون في الوقت الذي كان فيه الجمهور يتطلع بشغف الي تشكيل حكومة وسط يكون هدفها الأساس تحقيق تسوية سلمية. لقد اخطأ في عدم قدرته علي الانفصال عن عشرات السنين التي نشط وعمل فيها في النقابات المهنية، ليس لأن الفقر والأجندة الاجتماعية لم تعد بحاجة للعلاج الجذري، بل لأن الاهتمام الأساس لمعظم الجمهور الاسرائيلي هو حول الحاجة الملحة للتسوية السياسية التي ستضع حدا لسقوط صواريخ القسام قبل أن تنجرف المنطقة الي حرب حقيقية.حين نُغادر الضفة الغربية علي أي حال فان المستثمرين سيتدفقون من جميع أرجاء العالم، وفي أعقاب ذلك، سيكون هنا عمل وسيتقلص الفقر. وحين استُدعي بيرتس لشارون كزعيم للمعارضة، فقد تحدث شارون حول ذلك مشيرا الي أن بيرتس تصرف وكأنه سكرتير للهستدروت، قليل الاهتمام بالامور السياسية والأمنية.من يتطلع الي أن يصبح زعيما قوميا بارزا مثل عازف يقود فرقة موسيقية، فمن واجبه المعرفة والالمام بجميع الآلات الموسيقية، ومن يتطلع الي أن يصبح رئيسا للوزراء، فانه لا يزال يهتم بالمشاكل الصغيرة للنقابات المهنية. إن هذا لا يعني أن بيرتس ينهار، فهو يتمتع حاليا بموقع جيد لقائد واعد ذي قدرة غير عادية، فاذا تمكن من طرح خطة سياسية أمنية ترسم بوضوح حدود الدولة النهائية، بما في ذلك إزالة مستوطنات وإنهاء الاحتلال وسفك الدماء، فانه سيتمكن من التحليق مجددا. فالفقر لن يهرب.يوئيل ماركوسمعلق دائم في الصحيفة(هآرتس) ـ 30/12/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية