شخصيات دولية تدعو الي تحالف ثقافي بين الغرب والمسلمين

حجم الخط
0

شخصيات دولية تدعو الي تحالف ثقافي بين الغرب والمسلمين

مهاتير يهاجم ميل واشنطن للحروب.. وموسي يدعو الدول العربية لاصلاحات شاملةشخصيات دولية تدعو الي تحالف ثقافي بين الغرب والمسلمينتونس ـ رويترز ـ يو بي اي: دعت شخصيات دولية بارزة تشارك في مؤتمر دولي لحوار الحضارات بالعاصمة التونسية الي تجاوز الصدام القائم بين الحضارة الغربية والاسلامية وبناء تحالف ثقافي افضل في عالم اكثر سلما واحتراما.واجمع المشاركون في هذا المؤتمر الدولي الذي بدأ الاثنين ويستمر ثلاثة ايام بحضور عدد من رجال الفكر والسياسة البارزين منهم عمرو موسي امين عام جامعة الدول العربية ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق علي ان الاختلاف العقائدي لا يبرر بأي شكل الصدام والانغلاق ورفض الاخر.ويأتي عقد مؤتمر (الحضارات والثقافات الانسانية من الحوار الي التحالف) بعد وقت قصير من قيام صحيفة دنماركية بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد مما اثار موجة واسعة من الاحتجاجات في العديد من الدول الاسلامية التي طالبت الحكومة الدنمركية بالاعتذار عن هذا التصرف.ونفي مهاتير المعروف بمعاداته للولايات المتحدة ان تكون الاختلافات الدينية سبب الصراع القائم حاليا بين الحضارة الغربية والاسلامية. وقال النزاعات بيننا ذات طابع اقتصادي وسياسي بالاساس معتبرا ان محاولات التذرع الغربية بنقل الديمقراطية للدول الاسلامية مثل ما يحدث اليوم لا تساهم في حل النزاعات بل تغذيها وتؤجج التصادم الحضاري. ومثلما كان متوقعا وجه مهاتير انتقاداته للولايات المتحدة قائلا البلد الوحيد في العالم الذي اقدم علي القاء قنبلة نووية قتلت الالاف من الابرياء هو بلد يدعي الديمقراطية .واعتبر ان طريقة حل النزاع بواسطة الحروب في اشارة الي الحرب علي العراق ليس امرا ايجابيا لان الحرب لا تؤدي الا للدمار. وقال ان السلام العالمي والحوار المتكافئ لا يكون الا بفهم خصوصيات باقي الثقافات الانسانية مهما اختلفت الانتماءات الدينية والعرقيـــة واللغوية. وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) قد عينت مؤخرا مهاتير سفيرا لها للحوار بين الثقافات والحضارات. من جهته اقر عمرو موسي ان الصراع لم يهدأ بين الغرب والمسلمين وقال اعتقد اننا مازلنا في مرحلة الصراع ولم نتحرك بعد الي مرحلة الحوار مع الغرب .وانتقد موسي الامم الغربية التي تدعي الديمقراطية بينما تضرب العدالة باسم العدالة مثلما يحصل من انحياز مقيت ضد حقوق الفلسطينيين .لكنه قال ان قيام حوار حقيقي ثم تحالف حضاري مع الغرب يتطلب ايضا اقدام البلدان العربية علي اصلاحات شاملة. وتابع لقد ان الاوان ان نطلق منظومة اصلاحية كاملة وحقيقية في العالم الاسلامي تقوم علي الاصلاح والتطوير والتحديث وعلي اعادة بناء الانسان المسلم ليكون شريكا كاملا في قيادة الانسانية في هذا القرن الجديد .وارتفعت في الاونة الاخيرة دعوات مطالبة بانفتاح حضاري وثقافي اوسع بين العالمين الاسلامي والغربي بعد تصاعد المخاوف الغربية من هجمات المتشددين الاسلاميين منذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 علي الولايات المتحدة. اما اكمل الدين حسان اوجلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي فقال الحوار ليس هدف في حد ذاته وانما هو وسيلة للتفاهم وخلق جو من الاخاء والالفة والتعايش في كنف الاحترام بين مختلف الحضارات .واضاف غايتنا هي هدم الهوة التي نشأت بين الحضارة الاسلامية والغربية ومجابهة كل مظاهر التمييز والاساءة البشعة التي لا نقبلها واخرها استهزاء صحيفة دنمركية بالنبي الكريم محمد . قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاثنين انه لا يمكن مكافحة الارهاب من دون تعريف دولي دقيق له مجمع عليه، يرفض بوضوح الخلط بين الارهاب والحق والشرعي للشعوب في التحرر من الاحتلال والاستعمار.وقال في كلمة القتها عنه بالنيابة وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة التومي في الندوة الدولية حول الحضارات والثقافات الانسانية ـ من الحوار الي التحالف ، التي بدأت اعمالها الاثنين بتونس،ان مكافحة الارهاب تستدعي مساهمة وتعبئة وتضامن جميع دول العالم.وأضاف انه يتعين ان يكون هذا التضامن مبنيا علي اسس متعددة الاصعدة تفوق مجرد التعاون الامني، وهكذا فقط يمكن للمجموعة الدولية محاربة الارهاب علي ما هو عليه في الحقيقة، وليس كما نتوهمه .وشدد من جهة اخري علي ان الدين الاسلامي بريء من الارهاب براءة المسيحية من جرائم النازية ، كما انه يشكل حصنا منيعا ضد اخطار القراءة الاحادية والانفرادية، والتقوقع المميت، لاسيما وان الامة الاسلامية لم تظهر عبر تاريخها ككتلة واحدة او كأفق مغلق.ولكنه اعتبر ان هذه الحقيقة الجلية طمست وحجبت تحت وطأة الجهل الذي رضعت من سمومه جماعات متطرفة استعملت الدين لاغراض سياسية واستراتيجية وحتي تجارية .واعرب الرئيس الجزائري عن اسفه لان العالم الغربي لايزال في بحث عقيم وخطير عن عدو وهمي، يلصق بعنقه جميع مشاكل الارض وهمومها،ذلك انه بعد العدو الاحمر،صار يحلو لبعض ذوي النوايا السيئة اقتراح جدول قراءة وتحليل لمصير الانسانية مبني اساسا علي نظرية صدام الحضارات ، مع اثارة مريبة وقلقة لخطر اخضر مجهول الهوية، مشبوه المعالم .ودعا بالمقابل المسلمين كافة الي العمل من اجل ان نصحح صورتنا من خلال رفض الصورة الشبحية المشوهة التي تقدم عنا بلا ادني احراج اخلاقي او نقد علمي،حيث غالبا ما يتم ذلك بفضل صمتنا وغيابنا او تغيبنا .ودعا وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور الي التفتح علي الحضارات الاخري دون انسلاخ بدلا من التصادم والصراع الثقافي الذي لا مبرر له معتبرا ان السلام العالمي لا يمكن ان يبني الا بالحوار. ويناقش المشاركون في المؤتمر الذي تنظمه الايسيسكو عدة موضوعات بارزة اخري من بينها (التعايش مع غير المسلمين في مجتمع مسلم) و(الاسلام والتعايش السلمي مع الاخر).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية