شاهدوا التليفزيون المصري لتكفروا عن ذنوبكم!

حجم الخط
0

شاهدوا التليفزيون المصري لتكفروا عن ذنوبكم!

سليم عزوزشاهدوا التليفزيون المصري لتكفروا عن ذنوبكم! لا أعرف الي أي عصر ينتمي أولئك الذين كانوا يعذبون أنفسهم بالجلوس تحت الشمس الحارقة، تكفيرا عن ذنوبهم؟.. فسواء كانوا ينتمون إلي العصر الحجري، او العصر الترابي، فقد راقت لي فكرة تكفير الذنوب بتحميل النفس من البلاء ما لا تطيق.ونظرا لأننا في هذه الأيام في فصل الشتاء، وبالتالي فان الشمس، وان ظهرت، لا تصلح وسيلة للعقاب النفسي، ونظرا لان أهل الدثور قد ذهبوا بالأجور، من خلال تكفير ذنوبهم بالحج الي بيت الله الحرام، فمنهم من قضي نحبه، ومنهم من ينتظر، والمرء يعود من الحج كما ولدته امه. نظرا لهذا ـ يا قراء ـ فقد رأيت انه لا شيء بعد ذلك يمكن ان يمثل عذابا للنفس، ويكفر الخطايا، سوي مشاهدة التليفزيون المصري، بربطة قنواته، وهي للعلم لا تعد ولا تحصي، وعلمها عند ربي في كتاب.لقد رابطت أمام التليفزيون المذكور أكثر من أسبوع، أقلب قنواته، وأشاهد العته الذي يبثه، حتي أيقنت في النهاية انه لا أمل يرتجي من القائمين عليه، وان الحل الوحيد يتلخص في إغلاقه، وتسريح العاملين فيه بإحسان، لان استمرار الإنفاق عليه من ميزانية دولة فقيرة، يدخل في باب السفه، وقد نص القانون علي الحق في الحجر علي السفيه، حتي وان كان يبدد ماله الخاص. ان أي مشاهد مدقق لما يبث علي شاشة التليفزيون المذكور سيقرر ان أحدا من القائمين علي أمره لا يشاهده، لأننا لا نعتقد أنهم يمكن ان يشاهدوه ثم تطاوعهم أنفسهم، ويقبلون تقاضي رواتبهم كل شهر. وإذا كان القوم في سالف العصر والاوان ينظرون في المرآة فلا يرون إلا أنفسهم، وبالتالي فان المقارنة كانت محصورة بين (النُغة) فريال صالح، و(الدلوعة) سهير شلبي، مثلا، فان أبواب المقارنة يجب ان تكون علي مصراعيها الان، في زمن السماوات المفتوحة، حيث انطلقت الفضائيات من كل إرجاء المعمورة. وإذا كان هناك من ختم الله علي قلوبهم، فهم لا يملكون الحس اللازم للمقارنة بين الأشياء، فكيف حال من هم من عينة رئيس قطاع الأخبار، الذي تم استيراده من خارج التليفزيون، وتقديمه علي انه سيعدل الحال المائل، وسيجعل العرب العاربة، والعرب المستعربة، يهتفون في نفس واحد: المصريين اهم. دعك من وزير الإعلام، فالواقع ان هذا المنصب في مصر شاغر لا يجد من يشغله، وبالتالي فانه يدخل في باب الحرام ان نطلب من الرجل شيئا، او نؤاخذه علي شيء، فلا يكلف الله نفسا الا وسعها. لقد بدأت عملية جلد الذات من يوم وقفة عيد الاضحي المبارك، وشاهدت ثلاثي أضواء المسرح: نيرفانا، ومحمود سعد، وتامر أمين بسيوني، في برنامج (البيت بيتك)، وقد شعرت ان من يعدون مادتهم تغيبوا في هذا اليوم، فظهر مقدموه ابيض يا ورد، أو ان الذين يقدمونه تملكهم الغرور الي درجة انهم لم يقوموا بالتحضير له. لقد تم استضافة احد شيوخ الأزهر للحديث عن يوم عرفة، وسبقته مقدمة طويلة وعريضة من تامر ومحمود، تحدثا كثيرا ولم يقولا شيئا، ليس فيما يختص بالمعلومات، ولكن في تراكيب العبارات، فالجمل مبتورة، والكلمات تائهة وشائهة، فاستمعنا الي لت وفت، حتي ظهر الشيخ الضيف، لنفاجأ بضحالة الأسئلة وارتباكها، ولعلنا لم نفاجأ، فمحمود سعد ظلم نفسه عندما ظن انه يمكن ان ينجح كمذيع شامل، كما نجح في حواراته مع الفنانات، بطريقة: أين ترعرعت سيدتي الجميلة، أما (تامر) فالفتي مشغول طول الوقت بأنه ابن أمين بسيوني احد سدنة المعبد الإعلامي في مصر.نيرفانا لم نشعر بوجودها في هذه الفقرة، وإنما كان حضورها قبلها وبعدها يشبه عدمه، فقد كان واضحا ان ذهنها مشغول بحال منتج البرنامج، الذي تم تقديمه للمحاكمة القضائية بتهمة الفساد، وهو من جلبها من قناة (اوربيت) الي التليفزيون المصري، ولعل هذا كان اخر قرار اتخذه في حياته، فكان قرار (سعد) عليه. ولعلها كانت مشغولة بالراتب الضخم الذي اتفق معها عليه، صحيح إننا نعلم (البئر وغطاه) وان انتقال المذكورة الي تليفزيون الريادة الإعلامية، قرار اكبر من قامة منتج برنامج (البيت بيتك)، فهي لها أيادي بيضاء علي أهل الحكم في مصر، فقد استضافت المرشح الوحيد الجاد في الانتخابات الرئاسية الدكتور ايمن نور رئيس حزب الغد في قناة (الاوربيت) وتقربت إليهم ذراعا بالهجوم عليه، فتقربوا منها باعا بجلبها الي تليفزيون الدولة المصرية، وقدموها علي أنها مذيعة لم تلدها ولادة. من حيث الشكل فان المنتج هو من جلب، وهو ما أشاعه القوم، عندما وجدوا ان ما جري معها من تكريم، يفسر حملة الابادة الإعلامية للدكتور نور في الإعلام الخاص، والذي تدعي السلطة الحاكمة أنها لا ولاية لها عليه، لكن القطاع الاقتصادي بالتليفزيون الذي يتولي الان إنتاج البرنامج بعد حبس منتجه! قد يتنصل من الالتزام ببنود الاتفاق المبالغ فيها، فلم يعد احد متحمسا لها، بعد ان صغر اهل الحكم باستقدامها، وبدوا في حكم المسؤول عن الحركات الصغيرة التي قامت بها مع رئيس حزب الغد علي الهواء مباشرة.لم تكن حلقة يوم عرفة من برنامج (البيت بيتك) الا عنوانا علي حال البرنامج، الذي كان في بدايته محاولة جادة لتقديم برنامج ناجح، وقد نجح من حيث الشكل، وهو نفس نجاح برنامج (صباح الخير يا مصر) والذي ترنح بعد سجن رئيس قطاع الأخبار الأسبق محمد الوكيل في قضية فساد أيضا، حتي إذا تولي رئاسة القطاع عبد اللطيف المناوي لقي حتفه في التو واللحظة، يبدو انه يملك قوة قتل ثلاثية.وفي وصلة جلد الذات، شاهدت مذيعات (يدلعن) أنفسهن، من خلال قراءة رسائل من المشاهدين تشيد بالمذيعة وبجمالها وحلاوتها، والمذيعة تتلوها وهي تُبدي خجلا مصطنعا، وتواضعا أشبه بتواضع العلماء. والغريب ان هذا يحدث في معظم البرامج التي تقدمها مذيعات، وعلي كثير من القنوات، وكان اخرها وحتي كتابة هذه السطور هو ما جاء في برنامج (عشانك يا قمر) الذي تقدمه علي شاشة قناة (الدراما) مذيعة تدعي سماح عبد الرحيم، او شيء من هذا القبيل، ولضمان تمرير مثل هذا الخطأ، فان بعض المذيعات يقمن بقراءة رسائل من المشاهدين ويشدن بالهانم رئيسة القناة، وهو ما يحدث في القناة المذكورة، فكثيرا ما نستمع الي رسائل تتلوها المذيعة، تشيد بسهير شلبي، وهو أمر قريب الصلة بما يحدث في الأفراح الشعبية، عندما يهب حاضر ويقدم (النقطة) ويحيا العريس، والعروسة، والعائلة، والحضور.. ورقصني يا جدع.واذا كان ما سبق يمثل ظاهرة جديدة، فان ما يمثل ظاهرة قديمة، وزادت جرعتها هي برامج (الرغي)، فكل مذيعة تستضيف فنانة، وترغي معها، كلاما لا قيمة له. ففي الوقت الذي كانت فيه قناة الدراما تستضيف شيرين (آه يا ليل)، كانت قناة اخري تستضيف جمال عبد الحميد، بينما كانت أميرة عبد العظيم تستضيف نبيلة عبيد علي القناة الأولي.. وهات يا رغي. شيرين حاورتها مذيعتان، وهي لا تجيد الكلام، وهذا ليس عيبا، فالممثلة عبلة كامل تعترف بأنها لا تجيد الحديث، ولهذا هي تترك أدوارها تتحدث عنها، وترفض ان تتحدث للإعلام، وهذا لا يسيء إليها ولا يقلل من قدرها كفنانة قديرة، وان كان قلل من القدر والمكانة، أدوارها في أفلام المقاولات مؤخرا. شيرين عندها مشكلة، وهي تحتاج لمتخصص في علم النفس، وقد روعي انها تحدثت كثيرا عن نفسها، واستخدمت كلمة (أنا) عشرات المرات، ولعل هذا يفسره ما ذكرته في حوار نشرته احدي الصحف قبل الحوار التليفزيوني بأيام من ان الفنانة أنغام عاملتها بإزدراء، وهذا امر لا يهمنا كثيرا، لكن الذي يلفت الانتباه انها اشتكت مر الشكوي من الصحافيين الذين يفسدون علاقتها بالآخرين، وبشكل يوحي ان الصحافة تطاردها كما كانت تطارد الأميرة ديانا في آخر أيامها، مع ان المسألة اهون من شكة الدبوس، وهي ان تقرر سيادتها حرمان الصحافة من أحاديثها العذبة، ومن نشر صورها الفاتنة، وبذلك تحل المشكلة، وتؤدب الصحافة بهجر القراء لها، فالقراء يتخطفونها للوقوف علي اخر أخبار شيرين، وبغية ان يمتعوا إبصارهم برؤيتها، والنساء يقفن علي اخر خطوط الموضة بالإطلاع علي صورها.أميرة عبد العظيم جعلت (البساط احمدي) مع نبيلة عبيد، فهي كانت تخاطبها باسم الدلع (بلبل) وبإسراف، وكيف ان الجمهور اشتاق الي بلبل، ووحشته بلبل، وينتظر علي احر من الجمر أي عمل من أعمال بلبل.. وبين كل مقطع واخر ترد بلبل بنعومة ودلال: يا حبيبتي! وهي طريقة حوار تصلح في دردشات (الشلت) ـ جمع شلتة ـ ولا تصلح البتة في تليفزيون يشاهده الناس، اللهم الا اذا كان القوم يوقنون ان أحدا لم يعد يشاهدهم في زمن السماوات المفتوحة. لقد أخذت الجلالة أميرة ـ ربما من شدة حبها لبلبل ـ فقالت ان نبيلة عبيد ثروة قومية. يا ألطاف الله الخفية.. انه امر يمكن ان يتسبب في إصابة المشاهد بالخفيف ويا ايها المذنبون في الأرض شاهدوا التليفزيون المصري لتكفروا عن ذنوبكم ولو كانت كزبد البحر.ارض ـ جو فاتني نصف عمري، لأنني لم أشاهد الراقصة دينا التي استضافها برنامج (البيت بيتك) قبل عيد الاضحي، وقيل انها كانت شبه عارية، الي درجة ان عددا من نواب الحزب الحاكم استفزهم الأمر فطالبوا بمساءلة وزير الإعلام.. ما جري يؤكد ان القائمين علي أمر التليفزيون المصري باتوا علي يقين من ان أحدا لم يعد يشاهدهم، فتركوا دينا تظهر بقميص نوم في تليفزيون قالوا انه محافظ. محسوبكم من عشاق الموسيقار الكبير سليم سحاب، وقد سعدت عندما استضافته القناة الثانية المصرية في برنامج (عروض الأوبرا)، لكن يا فرحة ما تمت، فإذا كنا قد رضينا بالهم الذي تمثل في المذيعة، إلا ان الهم لم يرض بنا. فالمذيعة بملابسها، ولون شعرها، والمكياج الزائد عن الحد، كانت مثل (عروسة المولد)، ومع هذا قلنا لا بأس، لكن فوجئنا بها تقاطع الضيف وتسأله وتجيب، وتعطيه الكلمة وقبل ان يتحدث تتحدث هي. وكان احد أسئلتها يدور حول العمالقة الذين عمل معهم، وقبل ان يذكرهم ذكرتهم، ربما لتؤكد انها ضليعة. الم اقل لكم ان مشاهدة التليفزيون المصري يكفر الله بها الخطايا؟ سألنا وسأل غيرنا عن سر اختفاء مذيعة قناة الجزيرة خديجة بن قنة، ولا مجيب!كاتب وصحافي من مصر[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية