سينما فلسطين.. حصاد 2005: رغم انحسار دور العرض والتلقي هناك من يصرُّ علي مراودة الفن السابع!

حجم الخط
0

سينما فلسطين.. حصاد 2005: رغم انحسار دور العرض والتلقي هناك من يصرُّ علي مراودة الفن السابع!

تيسير مشارقةسينما فلسطين.. حصاد 2005: رغم انحسار دور العرض والتلقي هناك من يصرُّ علي مراودة الفن السابع!لم تعد دور السينما تشكل اطاراً اجتماعيا، ولم تخلق نسيجاً مجتمعياً في فلسطين بسبب الحصار والاغلاق الاسرائيلي، فقد أغلقت دور سينما كثيرة في معظم المدن والمحافظات الفلسطينية. وأصبح ارتياد دور السينما من الترف لدي الكثير من الفلسطينيين الذين آثروا الانزواء في المنازل حيث التلفزيون حل ضيفاً يومياً وأبدياً في المنازل، وأصبح التلفزيون والفضائيات ملجأ للبعض بعيداً عن العنف والفوضي والفلتان وقطعان المستوطنين، وزمر الجيش الاسرائيلي السائبة. وفي نهاية عام 2005 حيث حل البرد والشتاء، بات البعض يفضل الدفء والبقاء في البيوت المحتمية بالحطب والكاز في ظل حضرة صاحبة الجلالة الاعلامية التلفزيون أو الشاشة الفضية الصغيرة.اذن دور السينما في انحسار ولا تغني عنها النوادي الثقافية التي تمرر بعض الأفلام بواسطة أشرطة (الدي في دي) أو غيرها. انحسار دور العرض لم يأت من فراغ، وانما له بعد آخر، انتاجي، حيث كثير من الأفلام الفلسطينية المنتجة تعرض بشكل موسمي ولمرة واحدة وتوضع علي الرفوف تالياً. لم أتخيل يوماً أن أنشغل في صناعة فيلم وثائقي عن تجربة حسين البرغوثي من 53 دقيقة، عملت علي انجازة عاماً كاملاً، وأن يكون مآله الرف والكراتين.كما أن الكثير من المنتجين والمخرجين الفلسطينيين الذين استبشروا خيراً بشعارات وزير الثقافة يحيي يخلف بأن عام 2005 هو عام السينما الفلسطينية، خاب ظنهم واستشارهم، فهذا الشعار لم يترجم علي الأرض وبقي لفظاً ككل الألفاظ، حتي أن الوزارة فشلت في انجاز مهرجانها السينمائي الموعود وغرقت في كولسات مع مهرة في النصب السينمائي، ولم تطرح تشكيل اللجان بخصوص ادارة المهرجان للرأي العام والمهتمين من كافة الأطراف وبقيت الشللية هي آلية العمل المعتمدة والمتبعة.ينتظر الاعلامي والتلفزيوني والسينمائي كثيراً حتي يأتيه الفرج من وزارة الثقافة. وينتظر طويلاً، طويلاً.نافذة الأمل الوحيدة التي من الممكن أن ترعي السينما الفلسطينية، هي جماعة السينما الفلسطينية، التي طرحت فكرة انشاء صندوق للسينما الفلسطينية ولم تقدم وزارة الثقافة شيئاً يذكر لهذه المؤسسة ولا حتي ماعون ورق للكتابة عليه. وبقيت هذه الرابطة السينمائية مقتصرة علي فنانين مبدعين يحاربون الطواحين في ظل سياسة القنص و(هت آند ران). المخرجون الفلسطينيون المهرة هجروا البلاد الي فرنسا وبلجيكا وأوروبا وأمريكا بحثاً عن مناخ آخر.مؤسسات انتاج مثل (سمارت فريم) تحالفت نهاية هذا العام مع مجموعة من الشباب النشطاء في حقل الفيديو آرت (ايديومز فيلم) علي أمل انتاج سينمائي مشترك يزاوج بين التقليد والحداثة. وفيلم محمد بكري الأخير الاوتوبيوغرافي قد يكون قنبلة الموسم السينمائية ويتحدث فيه عن تجربته ويحاور فيه الراحل اميل حبيبي في قبره ويحدثه عن الذي حصل مع جبر من …أمه للقبر.ولما أنجزت فيلم فلتان بالتعاون مع أيديومز فيلم في تموز 2005 احتفي به ثلة من الاصدقاء وطار الفيلم الي لندن وعمان وبقي في نطاق أفلام الفيديو آرت والفانتازيا.ولما عرضت سينماتيك ومسرح القصبة مجموعة من الأفلام الفلسطينية في مهرجان أطلق عليه صورة الاسرائيلي في السينما الفلسطينية ، لم يشاهد رشيد مشهراوي فيلمه ولم يحضر مصطفي أبو علي أفلامه الأولي وبقيت صالة العرض تعرض بكرات الأفلام بقليل من المشاهدين.السينما السينما السينما.بالسينما يفسر المجتمع الفلسطيني نفسه . هذه جمله قلتها ذات يوم في مقال لم يقرأه أحد.ہہہوبعيداً عن الانطباعات السريعة نحاول هنا تركيز الأفكار حول التحولات والتحديات والتغييرات والتطورات في السينما الفلسطينية علي شكل اشارات برقية تقريرية:ہ هناك تعبير يطلق علي السينما، كأن نقول (السينما الفلسطينية)، وهو يختلف عن تعبير (السينما في فلسطين)، والتعبير الأول يشمل الأفلام الفلسطينية الصنع في الداخل والخارج من مخرجين فلسطينيين، أو الأفلام العربية والعالمية المصنوعة من عرب وأجانب حول القضية الفلسطينية. أما تعبير السينما في فلسطين، فهي كل الأفلام التي تنتج أو تصنع في فلسطين بأيد فلسطينية أو أجنبية حتي لو كانت اسرائيلية أو صهيونية. هذه التعبيرات خلافية والحديث فيها للتنويه فقط.ہ لوحظ انتقال بعض المخرجين الفلسطينيين من الداخل الي الخارج للعمل في السينما بحرية بعيداً عن معيقات الاحتلال أو شح المال. وبعض المخرجين مثل (ميشيل خليفي) انتقل الي التدريس في مجال السينما ويدرس مادة السينما في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة. وتعرض ميشيل خليفي لكثير من المضايقات الاسرائيلية أثناء خروجه ودخوله الي فلسطين، وهو الذي شارك أحد المخرجين اليهود (يعيش في فرنسا) في إخراج الفيلم التسجيلي الهام طريق 181 .ہ أبرز الانتاج السينمائي الفلسطيني لعام 2005 في داخل فلسطين بشقيها الاسرائيلي والفلسطيني:رشيد مشهراوي يتربع علي عرش الاخراج والصناعة الفيلمية بفيلمين هامين هما أخي عرفات وفيلم انتظار ، ورائد أنضوني يتألق بفيلم وثائقي جميل بعنوان ارتجال عن الأخوة جبران في مجال الموسيقي.ونجوي نجار تنتج فيلمها أغنية الياسمين ، ورياض سيف يكتب قصة الفيلم حالة .ومحمد البكري يأخذ دور البطولة في فيلم برايفت الايطالي، ويخرج فيلمه البيوغرافي الخاص جبر من.. أمه للقبر . والمخرج يحيي بركات ينطلق بفيلمه الدكيودرامي الهام حول الراحلة الشهيدة راشيل كوري.وتيسير مشارقة يصنع فيلمه القصير بعنوان فلتان بالتعاون مع ايديومز فيلم والمونتير الموهوب في الفيديو آرت (مهند يعقوبي) الذي يعمل في هذه المؤسسة.ہ لا تخضع السينما الفلسطينية للرقابة الفلسطينية، أي باختصار لا رقابة في فلسطين علي الأفلام. وهناك هامش حرية كبير لا يحده حد.ہ السينما العربية التي تناولت القضية الفلسطينية، تناولت الهجرة كثيمة أساسية، فموضوعات اللجوء الفلسطيني والدياسبورا بدأت تستهوي الكثير من المخرجين العرب، يمكن ملاحظة ذلك في فيلم باب الشمس . ولا يجوز أن ننسي العمل الدرامي الكبير في حقل التلفزيون التغريبة الفلسطينية .ہ رسالة السينما الفلسطينية : لا رسالة موحدة ومحددة للسينما الفلسطينية سوي نقل الواقع الفلسطيني بمختلف أطيافة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في قوالب تسجيلية ودرامية ووثائقية.ہ السينما الوثائقية التسجيلية طغت علي أعمال كثيرة فلسطينية في حقل صناعة السينما.ہ من يدعم السينما الفلسطينية، هذه اشكالية تم تناولها وطرحها في عام 2005، فالسينما الفلسطينية تغترف التمويل من كل الجهات ومنها الاسرائيلية، مما يضع علامات تعجب علي السينما الفلسطينية الحقيقية.ہ لم تخترق السينما الفلسطينية المهرجانات الكبري مثل كان وبقيت الأفلام الفلسطينية الجادة تدور في فلك العروض الهامشية. هل كان مغلقاً أمام الفلسطينيين بشكل أبدي!!؟ہ انحسر تيار ما يسمي بسينما الثورة الي سينما المجتمع الفلسطيني.ہ ينتظر محبو السينما جائزة الشاشة الفضية الفلسطينة حتي الآن.ہ ما هي وظيفة السينما الفلسطينية الترفيه والتسلية أم التحريض أم نقل الواقع بصدقية وموضوعية؟ہ فيلم الطريق 181 بانتاج عالمي من الأحداث المهمة في السينما التسجيلية التي تتناول القضية الفلسطينية.ہ هناك سؤال: هل السينما الفلسطينية قادرة علي محاربة الأفكار الصهيونية؟ وهل لها دور سياسي ما .. ما هو؟ہ ظهر جدل في عام 2005 حول سينما الحواجز وهل السينما الفلسطينية برمتها في الداخل موضوعها الحاجز الاسرائيلي أم أنها حلقت في فضاءات ومناخات أخري.ہ هل ارتداء الكوفية في الفيلم العربي أو الأجنبي يصبغ الفيلم بقضية فلسطين أم أنها (الكوفية) مستخدمة أحياناً للتشويه؟ہغزة الآن : الآن في غزة نشاط سينمائي فلسطيني محموم في ظل غياب أو تغييب دور العرض، ويقود نادي السينما بعض العروض.ہ رحل كثير من العاملين في حقل الانتاج التلفزيوني الوثائقي الي الانتاج السينمائي والفيديو آرت (مثال: رائد الحلو).ہ هناك مجانين سينما وعاملون في هذا الحقل بشغف شديد وهما حنا الياس وصبحي الزبيدي.ہ تألق نجم الثنائي جان شمعون ومي المصري بانتاجهما الملتزم مع القضية الفلسطينية بلغة راقية.. وما زالا يعملان علي أن تكون الكاميرا قريبة من الشارع لتحرس الذاكرة.ہ موضوع القضية الفلسطينية في السينما العربية ما زال يظهر علي السطح من وقت لآخر، والسينما العربية شحيحة في مضمونها الفلسطيني.ہ يحتار النقاد ومنهم بشار ابراهيم في تصنيف السينما الفلسطينية: سينما ثورة، سينما فلسطينية جديدة، سينما مقاومة، سينما ملتزمة، سينما فلسطينية حقيقية؟ہ المخرجة آن ماري جاسر سفيرة السينما الفلسطينية في العالم، والمخرجة بثينة خوري سفيرة المرأة الفلسطينية في العالم.ہ حتي نهاية عام 2005 لم نلحظ جدياً تكاتفاً بين شركات الانتاج الفلسطينية والمخرجين لصناعة سينما فلسطينية حقيقية، ولوحظ اهتمام كل مخرج باستحداث شركة انتاج خاصة به ..صبحي الزبيدي/ بثينة خوري / رائد أنضوني/ نجوي نجار…كلهم يمتلكون شركات انتاج خاصة بأفلامهم.ہ فيلم باب الشمس حاز علي أفضل فيلم من بين عشرة أفلام في العالم.ہ بشار ابراهيم، يتألق دائما بكتبه الجادة والتأريخية حول السينما الفلسطينية، فظهر كتابه النقدي ثلاث علامات في السينما الفلسطينية الجديدة: ميشيل خليفي، رشيد مشهراوي، ايليا سليمان ، وهو كتاب صادرعن دار المدي للطباعة والنشر والتوزيع 2005.ہ مؤسسات ثقافية كبري في فلسطين بدأت تنشغل بالهم السينمائي الفلسطيني، مثل مؤسسة عبد المحسن القطان، التي قامت بأهم مسح سينمائي فلسطيني خلال عام 2005 ضمن المشروع الفلسطيني المرئي المسموع وتنشط نفس المؤسسة علي صعيد تفعيل الصناعة السينمائية وترويجها في الوسط المدرسي.ہ لوحظ نشاط هام لجماعة السينما الفلسطينية بالمشاركة في مهرجانات عربية وعالمية، مثل مهرجان الجزيرة وطنجة وقليبية وغيرها..ہ أهم حدث سينمائي في عام 2005 وهو فيلم هاني أبو أسعد الجنة الآن الذي أدخل العمليات الاستشهادية في عمل فني راق.ہ حدث هام جداً كان مهرجان السينما الفلسطينية بلندن.ہ دور السينما في غزة مهجورة ولكن الاعلامي حسان بلعاوي مع نخبة من المخرجين هناك والنقاد (علي أبو خطاب) اخرجوا الي النور نادي السينما في الاتحاد الدولي للصحافة.ہ ما زال كتاب الناقد السينمائي بشار ابراهيم (فلسطيني مقيم في سورية) بعنوان السينما الفلسطينية في القرن العشرين من أهم الكتب السينمائية لدي الفلسطينيين بخصوص الفيلم الفلسطيني تأريخياً.ہ لجأ فلسطينيون/مخرجون لتغيير أسماء أفلامهم باصدارات جديدة (عرس رنا ـ هاني أبو أسعد) (ملوك وكومبارس ـ عزة الحسن)…ہ السينما الفلسطينية الجديدة اقتحمت مواضيع جديدة بفعل ثورة الديجيتال وعالم الفيديو آرت وقضايا الحب، وحولت ثورة الديجيتال في حقل السينما الكثير من المخرجين الي مشاهدي سينما.ہ موقع جماعة السينما الفلسطينية ما زال موجوداً ويستقطب القراء من مختلف أنحاء العالم ويزداد رواجاً بين مواقع الشبكة العنكبوتية.. وذلك بفضل شبكة الكتاب والمراسلين الفلسطينيين والعرب.ہ الحدث الاعلامي الكبير أن تقوم الحكومة السورية بمنع المخرج الكبير مصطفي أبو علي من دخول سوريا للمشاركة في فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وكذلك تم حجب العديد من الأفلام الفلسطينية بحجج كثيرة لا يعرفها أصحاب النفس القومي العربي، والمخرج أبو علي هو مؤسس جماعة السينما الفلسطينية وصاحب الأفلام الدرامية الأولي بعد الحرب 67.ہ تستمر جماعة السينما الفلسطينية بفضل المخرجين الملتزمين بالوطن والقضية رغم الحصار والضغوط المختلفة، ويستمر موقعها الالكتروني.38 ـ فيلم أخي عرفات لرشيد مشهراوي يحظي باهتمام الجمهور والنقاد والسياسيين علي السواء. ومشهراوي هو صاحب مقولته الشهيرة السينما الفلسطينية لم ولن تحاصر .ہ موقع جماعة السينما يزداد حضوراً بكتابات كل من بشار ابراهيم، سعيد أبو معلا، علي أبو خطاب وصلاح سرميني وآخرين من الاعلاميين الكبار…ہ بقيت سينما الوليد لصاحبها سمير فهمي راغب عفوري في البيرة خاوية ومتوقفة عن العمل ويبيع الجوالة بضائعهم أمام أبوابها الرئيسة المغلقة بالجنازير.ہ تجربة هامة علي صعيد السينما للأطفال، تجربة (مشاوير) ـ التي توصلت الي انتاج واخراج عشرة أفلام قصيرة فلسطينية للأطفال شاركت في مهرجانات عربية وعالمية وعرضت في صالات عرض كثيرة.ہ زيارة ريتشارد غير، الممثل الامريكي العالمي لفلسطين كانت من الأحداث المهمة التي تستحق الانتباه في عام 2005.ہ دار جدل علي صفحات موقع جماعة السينما الفلسطينة حول السينما الفلسطينية الحقيقية ساهم فيه نقاد وكتاب كثيرون.ہ توفي المخرج العراقي الفلسطيني سمير نمر في تونس وهو يخدم الصورة الفلسطينية (توفي أواسط 2005) وهو علامة من علامات الاخلاص العربي للقضية الفلسطينية.ہ توفي الممثل العربي الكبير أحمد زكي الذي ابدع في العديد من الأفلام العربية المصرية التي تتناول القضية العربية الفلسطينية.هذه ملاحظات سريعة قابلة للانضاج، وهي بمثابة حصاد أولي للسينما الفلسطينية خلال عام 2005.المنسق الإعلامي في جماعة السينما الفلسطينية ومحرر في موقع الجماعة الإلكتروني0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية