سيناريو امريكي جديد في العراق: دولة دينية وحكومة وطنية بحصة اكبر للسنة وتحذيرات لقادة الشيعة من وراثة دولة ممزقة في حالة الاستئثار بالسلطة

حجم الخط
0

سيناريو امريكي جديد في العراق: دولة دينية وحكومة وطنية بحصة اكبر للسنة وتحذيرات لقادة الشيعة من وراثة دولة ممزقة في حالة الاستئثار بالسلطة

سيناريو امريكي جديد في العراق: دولة دينية وحكومة وطنية بحصة اكبر للسنة وتحذيرات لقادة الشيعة من وراثة دولة ممزقة في حالة الاستئثار بالسلطةعمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين:يطور الامريكيون في العراق قصدا ويوميا (آلية حوار) سياسي جديدة تحقق لهم سلسلة من الاهداف المرحلية التي وضعوا حلفاءهم في المنطقة وتحديدا في الرياض وعمان والقاهرة بصورتها بعد ان بدلوا اسلوبهم القديم في عدم التحدث للجيران الاصدقاء بخصوص العراق وانفتحوا من وراء الكواليس علي حوار دبلوماسي عرضوا خلاله تصوراتهم وطلبوا المساعدة من دول الجوار لاول مرة كما يفيد مصدر اردني علي صلة بالموضوع. وهذا الحوار السياسي الامريكي الذي يدار في الغرف المغلقة دبلوماسيا حتي الآن كلفت به سفارات الولايات المتحدة في بعض عواصم المنطقة وعلي رأسها العواصم الثلاث المشار اليها، وعليه يمكن القول ان بعض دول الجوار العربي للعراق اصبحت تتعامل مع واقع سياسي جديد محوره اعتراف امريكي بحصول اخطاء في الخطة السياسية واعتراف مقابل بوجود (ازمة) تحتاج لمناصرين لحلحلتها مما يعني ان الامريكي في العراق طلب المساعدة فعلا. ومن الواضح ان شركاء الولايات المتحدة داخل العراق بصورة الوضع الجديد مما سيؤدي قريبا لعقد سلسلة لقاءات غير مسبوقة بين دول الجوار العربية وبين شركاء القرار العراقي او الحكام الجدد للعراق. واستنادا الي ما وصل للقدس العربي من معلومات فقد حدد الامريكيون جملة اهداف سياسية في هذه المرحلة علي رأسها (اشراك السنة) باي شكل من الاشكال في كعكة الحكم والنفط والتخلص من مخطط اقصائهم ومن رموز الاقصاء العراقيين اضافة للبحث عن شريك (سني) لا يتحدث باسم المقاومة انما يساعد في ايجاد قناة تفاوضية مع المقاومة او مع بعض المجموعات المسلحة بصفة محددة. والامريكيون علي هامش الاتصالات صنفوا بين المجموعات المسلحة في العراق وافادوا بانهم يبحثون عن مفاوضين باسم المقاومة المنظمة لحزب البعث بشكل اساسي ويبحثون عن مفاوضين باسم بعض الجماعات العسكرية الدينية السنية التي تضم من حمل السلاح بعد الاحتلال كما يبحثون عن مفاوضين باسم العشائر السنية العراقية الكبيرة والاساسية. وافاد الامريكيون ايضا بانهم مستعدون لاتخاذ خطوات مهمة لانجاح مبادرة البحث عن شريك ومن بين الخطوات التي اقترحوها تخفيف المظاهر الامنية المشددة حول بعض المناطق السنية مقابل ضمانات من قادة العشائر بعدم حصول تحركات مسلحة تستهدف الجيش الامريكي ومستعدون كذلك للافراج عن جميع النساء في سجونهم وعن عدد كبير جدا من المعتقلين والموقوفين ومستعدون لتسريع المحاكمات وتسليم ملفات مئات المعتقلين للقضاء العراقي وبشكل يتفق عليه. والاهداف لا تتوقف عند هذه الحدود فالامريكيون داخل العراق يتحدثون الآن عن حكومة (وحدة وطنية) عراقية بمشاركة اساسية لممثلي السنة وهي مشاركة تفوق الحصة المعروضة علي السنة من قبل الائتلاف الذي سبق وقاد الحكومة العراقية المؤقتة بمعني حصة اكبر من التي يعرضها الشيعة والاكراد. وبالفعل بدأ الامريكيون بحوار خاص مع مرجعيات الشيعة في العراق تحت عنوان حكومة وحدة وطنية تضم رموزا تثق بها المقاومة البعثية حصريا من الجانب السني وتجد المقترحات الامريكية حتي الان مقاومة عنيفة من الجانب الشيعي الا ان مصادر القدس العربي تؤكد بان الجانب الامريكي تحدث مع قادة الشيعة بصرامة وابلغهم بان امامهم خيارين لا ثالث لهما. اولا التمسك بواقع حصتهم ونفوذهم بعد الاحتلال والاستئثار في السلطة والحكم وتكريس اقصاء السنة مقابل رفع اليد الامريكية عن العملية السياسية برمتها والبدء بالتفكير بخطط انسحاب الجيش الامريكي المعدة سلفا مع ما يعنيه ذلك من شبح الحرب الاهلية واحتمالات تعزز الجماعات الارهابية وابلغ الامريكيون انهم لن يتدخلوا في هذه الحالة وسيكون الشيعة ازاء واقع استلامهم لبلاد ممزقة خيار الحرب الاهلية فيها الاول مما يهدد مشروعهم السياسي والاستقرار في المنطقة. ثانيا اظهار المرونة اللازمة وتمكين الامريكيين من تنشيط اتصالات البحث عن شريك للتفاوض والموافقة علي حصة معقولة للسنة في حكومة الانقاذ الوطني تبدد مخاوفهم وتجعلهم شركاء في الحصة النفطية ايضا وليس السياسية وهنا افاد الامريكيون بان هذا الخط يعني عزل ما نسبته 80 بالمئة علي الاقل من فعاليات المقاومة والارهاب وايجاد شريك سني في عمليات الاستقرار الامني واعادة الاعمار وحرمان الجماعات الارهابية المسلحة من المساندة السنية ومن الذرائع. وفي هذا المجال يتصور الامريكيون ان الارهاب سيكون معزولا عن السياق العام الوطني وان الحكومة التي تمثل السنة والشيعة معا ستكون جاهزة للانقضاض علي الجماعات الارهابية غير الممتثلة وسيساعد الامريكيون في ذلك. ولم يعرف بعد ما اذا كانت الاطراف الشيعية الرئيسية مستعدة لهذه المقايضة الامريكية حيث يعتبر بعض الشيعة وتحديدا جماعة عبد العزيز الحكيم ان الهدف من هذا السيناريو ليس استقرار العراق ولا منع الحرب الاهلية انما حل اشكالات المأزق الامريكي نفسه، لكن المهم في الموضوع ان العواصم العربية اصبحت الآن بصورة السيناريو الامريكي الجديد والمطلوب منها مساندته وهو سيناريو تدعمه بقوة وزيرة الخارجية كونداليزا رايس وسمح به البيت الابيض بالعمل حاليا. وهذا السيناريو حسب مصادرنا قفز الي واجهة الاحداث بعد ان اصبح (التقارب) مع السنة هدفا استراتيجيا امريكيا بامتياز داخل العراق لان السنة بمن فيهم المتدينون والعلمانيون هم وحدهم من يمكن ان يلعب دورا في خلق توازن مستقبلي في حكم العراق مع الثقل الشيعي الديني السياسي خصوصا بعدما تأكدت واشنطن بان الدين سيلعب دورا رئيسيا في حكم عراق المستقبل وبعد ان وافقت علي ان التعبيرات العلمانية في النخبة الشيعية لا تستطيع مقاومة المؤسسة الدينية التي تتحكم بكل شيء. وبالتالي ما دام الاحتلال الامريكي في كل الاحوال لا يستطيع التخلص من الطابع الديني لدولة العراق مستقبلا فلتكن دولة دينية متوازنة فيها شيعة وسنة بنفس الوقت بدلا من استئثار احد الطرفين.

mostread1000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية