سيطرة حماس علي مقاليد الحكم ستقتل الديمقراطية الفلسطينية وهي في مهدها

حجم الخط
0

سيطرة حماس علي مقاليد الحكم ستقتل الديمقراطية الفلسطينية وهي في مهدها

السنوات المقبلة لن تكون هادئةسيطرة حماس علي مقاليد الحكم ستقتل الديمقراطية الفلسطينية وهي في مهدها في الساعة التي كتبت فيها السطور كان الجيران الفلسطينيون ينتخبون ممثليهم للمجلس التشريعي. الانتخابات تجري في ظل الاحتلال والمصادمات العنيفة، ولكن لم تجر في كل أرجاء العالم العربي باستثناء لبنان، انتخابات اكثر حرية منها أبدا. هذه الحقيقة تبرز زيف الاختيار الحر في المجتمعات العربية التي تفتقر للتقاليد الديمقراطية: الحرية تعزز من قوة التنظيمات التي تنادي بالحكم الاسلامي. ان سيطرت حماس علي مقاليد الحكم فسيتم قتل الديمقراطية الفلسطينية وهي في مهدها. السماح لمثل هذا الزيف هو من شأن الفلسطينيين. ولكن نتائج الانتخابات ستؤثر بصورة فورية علي علاقاتنا مع الدولة الآخذة بالتشكل وعلي العلاقات بيننا وبينهم.الخبراء منقسمون في آرائهم حول مغزي دخول المتعصبين الاسلاميين الي الساحة السياسية: هناك من يعتقدون أن المسؤولية التي سيتحملونها بأنفسهم ستجبرهم علي الاعتدال، بينما يوجد من يظن أن طابع حركة حماس الاصولي سيجمدها في مكانها.قلة قليلة فقط تعتقد أن محمود عباس سينجح في الوفاء بوعده بنزع سلاح التنظيم الخصم، وعليه سنواجه حكومة فلسطينية عاجزة يعتبر نصف اعضائها عملاء لميليشيات متشددة مسلحة. إن حدث ذلك فستبتعد احتمالية التقدم في مسار خريطة الطريق وسرعان ما تضطر اسرائيل الي الاعتراف بأن الامل قد تبدد بالتوصل الي تسوية سلمية في المدة القريبة وتقسيم البلاد بالاتفاق. بما أن الساعة الديمغرافية تسير عكس مصلحة اليهود ولان الاحتلال يضعف من مناعتنا فستقوم حكومة اسرائيل مهما كانت تركيبتها بفرض حدود مؤقتة علي اساس اجماع اغلبية الجمهور. في السابق تهربنا من هذا الحسم بذريعة عدم وجود من نتفاوض معه. والان قررنا حسم الامر سواء إن كان هناك من نتفاوض معه وان لم يكن. من هنا نتوصل الي الاستنتاج أننا في السنوات القادمة سنشهد تعاملا مع القضايا التي تعذبنا منذ مدة طويلة والتي ستصبح علي رأس جدول الاعمال الوطني: ترسيم حدود الدولة الامر الذي يستوجب اجبار عشرات الاف اليهود القاطنين في المناطق المحتلة علي ترك اماكن سكناهم بالاكراه. ليست امامنا سنوات هادئة علي ما يبدو. سندروم القدسالجمهور المنضبط في مؤتمر هرتسيليا أخذ يصفق عاليا عندما أطلق ايهود اولمرت الكلمتين اللتين لا يمكن لاي سياسي يهودي ان لا يتفوه بهما: تعزيز القدس . أجل أيضا في هذه المعركة الانتخابية سيكون اسم القدس علي كل لسان ولكن في هذه المرة سيقولون جهارا أو تلميحا بان من الافضل الخلاص من البلدات العربية التي الحقت بالعاصمة. الادراك بان هذا هو المسار الذي يجب التصرف به يشبه فتح عين واحدة بعد نوم طويل. وعندما تفتح العين الثانية ايضا سيتضح أن الرؤية الاساسية التي سارت عليها الدولة منذ 1967 كانت خاطئة: قوة العاصمة لا تنبع من كبر مساحتها وعدد سكانها.الفكرة المهيمنة علينا حول القدس متأثرة من خطة تقسيم البلاد التي وضعتها الامم المتحدة في آب (اغسطس) 1947 هذه الخطة تقول أن القدس تكون عاصمة ذات مكانة خاصة ليس تحت سيطرة العرب أو اليهود. اسرائيل سعت لاحباط هذا القرار وبعد حرب حزيران (يونيو) سنحت لها الفرصة لتجذير الادراك في وعي العالم كله بان احدا غريبا لم تُتَح له السيطرة علي عاصمتها. الافتراض كان وما زال ان نقل يهود كثيرين الي المدينة والبناء الواسع علي الاراضي التي ضمت اليها سيؤدي الي تكريس سيطرتنا علي القدس وان لا يرقي اليها الشك. بعد 37 عاما يتضح أننا قد خلقنا بايدينا غولا حضاريا مشرذما ومقسما وان اية دولة من الدول الهامة في العالم لا توافق علي وضع سفارتها فيها. حدث مع القدس ما حدث للكثير من المشاريع الضخمة: الافراط في التخطيط الذي يحل محل التخطيط الطبيعي والمعتدل كان سببا للفشل.يجب تحطيم هذا الاعتقاد الخاطيء الذي يسود في عقولنا حول العاصمة. وان لا نفكر انها يجب أن تكون اكبر مدن الدولة. وان من الواجب اغراقها بالموارد التي تنتزع من اماكن اخري. ليس هناك احد بين قادة الامم الهامة يعتقد أن من الممكن فرض نظام دولي علي عاصمتنا من دون موافقة منا ولذلك لا جدوي من تضخيمها بصورة مصطنعة ومن خلال شتي القوانين الهادفة الي نقل اليهود اليها ووضع المصانع فيها. خففوا قبضتكم عن القدس.يارون لندنكاتب في الصحيفة(يديعوت أحرونوت) 26/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية