صنعاء – «القدس العربي»: أبلغت سفينتان مُبحرتان في البحر الأحمر عن التعرض لهجومين، صباح أمس الثلاثاء، مع اختلاف في التفاصيل بين ما تضمنّه بيان “أنصار الله” وبيانان هيئة عمليات الملاحة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو).
وأوضحت أن السفينتين تعرضتا لهجومين في البحر الأحمر، إحداهما تعرّضت لضربة من سفينة مسيّرة أحدثت ثقبًا في خزان الصابورة رقم 6، فيما تعرضت الثانية لضربة بصاروخ ألحق أضرارًا بالسفينة؛ في هجومين ربما يكونان أول هجومين للحوثيين على سفن تجارية منذ شهر.
وأعلن المتحدث العسكري لـ”أنصار الله”، مساء الثلاثاء، أن قواتهم “نفذت ثلاثَ عملياتٍ عسكريةٍ، الأولى استهدفتْ سفينةَ “كورديليا مون” النفطيةَ البريطانيةَ في البحرِ الأحمرِ، وتم استهدافُها بثمانيةِ صواريخَ باليستيةٍ ومجنحةٍ وطائرةٍ مسيرةٍ وزورقٍ مسيرٍ، وقد أدتِ العمليةُ إلى إصابةِ السفينةِ إصابةً بالغة”.
وأضاف، في بيان، أن “العمليةُ الثانيةُ استهدفتْ سفينةَ “ماراثو بوليس” في المحيط الهندي بصاروخ مجنح، والعملية الثالثة استهدفت السفينة مجددًا لانتهاكها قرار حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ؛ وذلك أثناءَ إبحارِها في منطقةِ عملياتِ القواتِ المسلحةِ في البحرِ العربيِّ إلى الشمالِ الشرقيِّ من أرخبيلِ سقطرى اليمنيِّ، وتم استهدافُها بطائرةٍ مسيرةٍ؛ وأدتِ العمليةُ إلى إصابةِ السفينةِ بشكلٍ مباشر”.
وقال إن ذلك يأتي “انتصارًا لمظلوميةِ الشعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ ودعمًا للمقاومتينِ الفلسطينيةِ واللبنانيةِ وردًا على العدوانِ الأمريكي البريطاني على اليمن”.
وأكدَّ استمرار “القواتِ المسلحةَ اليمنيّةَ (التابعة للجماعة) في تنفيذِ عملياتِها العسكريةِ وفرضِ الحصارِ البحريِّ على العدوِّ الإسرائيليِّ، وأن هذه العملياتِ لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ على غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها، وكذلك وقفُ العدوانِ على لبنان”.
بمقارنة ما ذكرته “يو كاي إم تي أو”، وما أعلنه سريع، فالأخير ذكر سفينة تعرضت لهجوم بسفينة مسيرة، وقبل ذلك بثمانية صواريخ وطائرة مسيّرة، فيما لم تذكر “يو كاي إم تي أو” أن إحدى السفينتين تعرضت لهجوم في المحيط الهندي، كما لم تتحدث بياناتها الموجزة عن هجوم بطائرة مسيرة أيضًا.
وفيما يتعلق بالسفينة الأولى “كورديليا مون” فهي ناقلة نفط، ترفع علم بنما، وقد تعرضت لهجوم من سفينة سطحية غير مأهولة (مسيّرة) في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء؛ فيما أوضح سريع أنه تم استهدافها بثمانية صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيّرة وزورق مسيّر.
وأوضحت هيئة عمليات الملاحة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو) أن السفينة تعرضت للهجوم على بعُد 64 ميلاً بحريًا شمال غرب الحُديدة في اليمن.
وذكرت أن الضربة التي تعرضت لها السفينة من زورق مسير في الساعة الخامسة بالتوقيت العالمي تسببت في ثقف في خزان الصابورة رقم 6.
لكنها قالت، أيضًا، إن طاقم السفينة بخير، “وتتجه السفينة لميناء الوصول التالي”، بينما قال سريع إن العملية “قد أدت إلى إصابة السفينة إصابة بالغة”.
وأوضح موقع (لويدزليست) البريطاني المتخصص في شؤون صناعة الشحن، أن هذه الناقلة تتاجر بالنفط الروسي مع الهند.
وذكر أن السفينة مسجلة باسم شركة “أمبر شيبينغ ليمتد” البنمية، لكن تُديرها شركة “مارغاو مارين سوليشنز” المسجلة في الهند، مشيرًا إلى أن شركة مارغاو هي المدير المسجل لناقلة النفط “أندروميدا ستار” التي سبق وتعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في أبريل/ نيسان.
ووفق بياني الحوثيين فقد تم استهداف السفينتين باعتبارهما سفنًا بريطانية، فيما أشار “لويدزليست” إلى أن مالكي السفينة كانوا بريطانيين ممثلين في “يونيون مارتيم”، “الذين باعوا السفينة لمصالح غير معروفة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023”.
لكن الموقع عاد وقال عن ملكية السفينة إنها جزء مما سماه “الأسطول المظلم”، ومملوكة بشكل مجهول و/ أو لديها هيكل مؤسسي مصمم لإخفاء اكتشاف الملكية المفيدة، ويتم نشرها فقط في تجارة النفط الخاضعة للعقوبات، وتشارك في واحدة أو أكثر من ممارسات الشحن الخادعة الموضحة في إرشادات وزارة الخارجية الأمريكية الصادرة في مايو 2020 “.
وذكرت تقارير أن سفينة “كورديليا مون” تضررت جراء الهجوم، وتتسرب إليها المياه حاليًا. وكانت السفينة تعبر في اتجاه الشمال نحو قناة السويس بعد مغادرتها ميناء فادنار الهندي في 24 سبتمبر.
وسبق الهجوم على سفينة “كورديليا مون” استهداف سفينة “مارثوبوليس”، ورجحت مصادر أنها سفينة شحن بضائع سائبة تحمل علم ليبريا ومملوكة لليونان.
وأرجع الحوثيون سبب الاستهداف “إلى انتهاكها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة”.
وذكرت (يو كاي إم تي أو) أن السفينة تعرضت لصاروخ على بُعد 97 ميلا بحريًا شمال غرب الحديدة في اليمن. ونقلت عن القبطان أن الصاروخ ألحق أضرارًا بالسفينة، لكنه قال أيضًا إن جميع الطاقم بخير.
استهداف تل أبيب وإيلات
في سياق مواز، كان المتحدث العسكري باسم “أنصار الله” (الحوثيون)، قد أعلن في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، أن قواتهم نفذت عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافًا عسكرية للعدو الإسرائيلي في منطقتي تل أبيب وإيلات بخمس طائرات مسيّرة من نوع “يافا” و”صماد4″، وذلك “انتصارًا للشعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ ودعمًا للمقاومتينِ الباسلتينِ الفلسطينيةِ واللبنانيةِ”.
وذكر في بيان أن سلاح الجو المسير استهدف هدفًا عسكريًا إسرائيليًا في منطقة يافا بطائرة مسيّرة من نوع يافا، كما استهدف أهدافًا عسكرية في منطقة أم الرشراش بأربع طائرات مسيّرة نوع صماد 4، مشيرًا إلى “أن العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح”.
وأكدَّ وقوفهم العملي “إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني حتى دحر العدوان وإفشال مخططاته الإجرامية ومؤامراته التوسعية”.
إلى ذلك، شهدت مدينة الحُديدة، غربي اليمن، الثلاثاء، تشييع جثامين خمسة شهداء من العاملين بمحطات الكهرباء،” والذين استشهدوا بجريمة قصف العدوان الإسرائيلي على محطات الحالي وراس كتيب وميناء الحديدة”، وفق وكالة الأنباء سبأ التابعة للحوثيين.
ويستهدف الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها أو التي سبق لشركاتها خرق حظر الدخول لموانئ فلسطين المحتلة، وذلك “تضامنًا مع غزة” التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبهدف إعاقة عملياتهم البحرية ضد السفن تشنّ واشنطن ولندن منذ 12 يناير/ كانون الثاني الماضي ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن تقولان إنها للحوثيين. وردًا على ذلك، أعلن الحوثيون اعتبار السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية مشروعة.
كما يستهدف الحوثيون مناطق في عمق الاحتلال بصواريخ وطائرات مسيرة، في سياق التضامن مع غزة.