سفير اسرائيل بنواكشوط يسعي لتحريك الجمود بالعلاقات مع موريتانيا
يجري اتصالات مع مسؤولي الدولة لعرض المساعدةسفير اسرائيل بنواكشوط يسعي لتحريك الجمود بالعلاقات مع موريتانيانواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:أكدت مصادر موريتانية مطلعة أن السفير الاسرائيلي بنواكشوط بوعز بوسميث يسعي جاهدا لترسيخ تطبيع اسرائيل بين بلاده وموريتانيا خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها الاخيرة والتي قد يذعن النظام الحاكم أثناءها لضغوط خارجية.وأشارت مصادر متابعة عن قرب لهذا الملف أن السفير الاسرائيلي يعلم جيدا أن ما لم تحققه اسرائيل من تطبيع مع موريتانيا خلال المرحلة الحالية فلن يكون بمقدورها أن تحققه بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي لن يكسبها المطبعون لما أظهره الشعب الموريتاني خلال عهد الرئيس المخلوع ولد الطايع من رفض للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ويسعي سفير تل أبيب الي تنشيط مناحي التعاون مع موريتانيا ليترسخ التطبيع بحيث لا يمكن للحكومات القادمة التراجع عنه بسهولة. ورغم ذلك يجعل جميع السياسيين الموريتانيين الذين أعلنوا الترشح للانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة من قطع العلاقات مع اسرائيل مرتكزا أساسيا في تقربهم من الناخب الموريتاني. ولا تخفي اسرائيل أن هدفها من توثيق علاقتها بموريتانيا انما هو زيادة تعميق شق الصف العربي، وتسريع مسيرة التطبيع والايهام بأن الدول العربية جميعا في طريقها الي توثيق العلاقة مع اسرائيل، هذا فضلا عن استفادة اسرائيل من الموقع الاستراتيجي لموريتانيا كجسر بين العالم العربي وافريقيا. دون أن ننسي الأطماع الاسرائيلية في الماس والنفط الذي يجري الآن التنقيب عنهما بكثافة بل واستخراجهما من مناجم وحقول موريتانية عديدة.وتؤكد المصادر أن سفير اسرائيل ساع بكل قواه وبأساليب مختلفة لاختراق مجتمع أحفاد المرابطين ، محاولا تحريك التعاون في مختلف المجالات ومستفيدا من تأكيدات الحكومة الموريتانية الحالية بأن العلاقات مع اسرائيل باقية رغم ازاحة مقيمها الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع.ورغم أن حكومة ولد الطايع فتحت الأبواب أمام اسرائيل، فالتبادل التجاري بين الاخيرة وموريتانيا لم يتجاوز 200 مليون أوقية موريتانية، أي أقل من مليون دولار. وكدرس للمطبعين فقد أشارت معلومات أكيدة الي أن اسرائيل قد قلبت ظهر المجن لصديقها معاوية ولد الطايع حيث لم تمنحه ما كان ينتظره من عناية بعد اخراجه من السلطة واقامته في الدوحة. ومن الأساليب التي ذكرت المصادر الموريتانية أن الممثلية الاسرائيلية في نواكشوط تقوم بها حاليا باتصالات بمسؤولي الدولة والسؤال عن حال العمل وعما يمكن للسفارة أن تقدمه من مساعدة من أجل تحسين أداء المؤسسات.بيد أن حكومة الرئيس الموريتاني الجديد أعل ولد محمد فال، وحسب المصادر، لا تسجيب لمغازلات السفير الاسرائيلي وهي تحتفظ بملف العلاقات مع اسرائيل كما ورثته من النظام السابق الي أن تسلمه للحكومة المنتخبة.ويتأكد هذا الموقف من خلال التجمد الذي تشهده العلاقات واقتصارها علي النواحي البروتوكولية. وكان الاسرائيليون قد حاولوا بشتي السبل الوصول الي قيادات المجتمع الموريتاني المؤثرة، فقد فوجئ أحد أكبر العلماء في موريتانيا بتهنئة في عيد الفطر الماضي وجهتها اليه نقابة رجال الدين في اسرائيل.وقامت اسرائيل مرات عديدة بالقاء مئات الكتيبات التعريفية باسرائيل والدعاية لها أمام المدارس الاعدادية والثانوية أثناء الليل ليجدها الطلاب صباحا وقد غطت أرضية مؤسساتهم التعليمية.ومع أن التطبيع مواجه برفض كبير داخل موريتانيا، فقد تمكن الاسرائيليون خلال حكم ولد الطايع من تحقيق اختراقات منها شراؤهم لعقارات في أماكن متعددة ومشاركتهم في رساميل بعض الفنادق ومصانع تعليب الألبان.وسبق أن تمكن الاسرائيليون من ادخال بعض السلع الاسرائيلية الي السوق منها أجهزة مودم تصنعها شركة راد الاسرائيلية، اضافة الي ملابس وتمور، فضلا عن بعض الأدوية التي تصنع في اسرائيل وتسوق عبر شركات فرنسية وافريقية.وفي نفس الاطار أكملت اسرائيل اقامة مركز لعلاج الأمراض السرطانية في نواكشوط، غير أن الموريتانيين المعنيين يرفضون القيام بالتدريبات اللازمة لتشغيل المركز، كما أن عامة الناس هنا ينظرون للمركز نظرة توجس ورفض ويعتبرون أن التعالج فيه موالاة لليهود يمنعه الاسلام. وتقدم اسرائيل منذ بدأ التطبيع مع موريتانيا منحا تكوينية في معاهد اسرائيلية مختلفة منها معهد الهستدرود الدولي في تل أبيب ومركز غولدا مائير للتكوين الدولي في حيفا ومركز التعاون الدولي للتنمية الزراعية سيدناكو في كبوتز شيفاييم. وقدمت هذه المنح لجامعة نواكشوط وبعض الوزارات في مجالات متعددة منها اللغة الانكليزية التخصصية وادارة التعاونيات الزراعية وتسيير المشاريع والتنمية الجماعية وتكثيف الانتاج الحيواني في المناطق الحارة والأساليب الحديثة في الري. غير أن هذه المنح لم تجد من يقبل الترشح لها من الموريتانيين.وبدأت الاتصالات الموريتانية الاسرائيلية سرية في اوائل التسعينات عبر وساطة أسبانية حيث حدثت لقاءات في نيويورك ومدريد وبرشلونة تُوجت باعلان وزيري خارجية البلدين آنذاك محمد ولد لكحل وشمعون بيريس عن فتح مكاتب لدعم المصالح عام 1992، ولم تكتمل سنة 1999م حتي رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الي مستوي السفارات.ويعارض الموريتانيون بجميع قومياتهم وأطيافهم السياسية التطبيع مع اسرائيل ويرون فيه مخالفة لتعاليم الاسلام وخيانة لـ القضية العربية .