سفير أمريكا يلتزم بأمن الأردن وخشونة ودماء في الزعتري بعد إستعراض لشبيحة الأسد وسط عمان

حجم الخط
2

قوات الأمن الأردنية في مخيم الزعتري

 

عمان- القدس العربي: تصمت عمان الرسمية عن الرد أو التعليق أو التعقيب على رسائل التهديد والتحذير الصادرة عن دمشق فيما صدر التعليق الأولى عن السفير الأمريكي ستيورات جونز.

رسائل دمشق بدأها الرئيس بشار الأسد قبل أربعة أيام ثم أكملها عمليا برسالة ملغزة سفيره في عمان الجنرال بهجت سليمان قبل إكمال وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) لمستويات التحرش وبروز حالة إنفلات أمنية حساسة في مخيم الزعتري شمالي الأردن.

التطورات متلاحقة جدا على صعيد العلاقة الأردنية السورية التي بدأت غيومها بالتلبد مع تواصل الإهتمام الإعلامي الدولي بقصة الجنود الأمريكيين الذين يتوافدون على الأردن ومع ظهور رسائل قوية في الداخل الأردني تحذر من (الإنزلاق) في المستنقع السوري.

يمكن ببساطة إلتقاط الرسالة الأردنية الوحيدة التي صدرت علنا من مؤسسة القوات المسلحة تعقيبا على ما تناقلته وسائل الإعلام إثر تصريح ملتبس للناطق الرسمي بإسم الحكومة يتعلق بوصول 200 جندي أمريكي.

القوات المسلحة الأردنية قالت بإقتضاب بان هذه الدفعة من الجنود الأمريكيون لها علاقة بالحلقة الثانية من مناورات الأسد المتأهب 2 التي بدأت العام الماضي ..المعنى أنها عملية روتينية ومقررة سلفا ولا تنطوي على تلغيز سياسي.

اللافت هنا أن المناورات رغم حساسية الموقف اليوم مع دمشق إحتفظت بنفس الإسم وهو (الأسد).

لاحقا صمت الناطق الرسمي الأردني وتجنبت جميع السلطات المحلية التعليق على عشرات التقارير والأنباء الكونية التي تتحدث عن تطورات حادة على الحدود الأردنية السورية.

لكن اللافت أن تلفزيون الحكومة الأردنية إستضاف ضيفا غريبا يظهر على الشاشة لأول مرة عمليا هو السفير الأمريكي ستيوارت جونز الذي تحدث عن العلاقات الثنائية في إطلاله سريعة وتطرق للموضوع السوري على هامش حديثه بمناسبة زيارتي أوباما لعمان والملك عبدلله الثاني لواشنطن.

السفير جونز عمليا وبعيدا عن العبارات الكلاسيكية الدبلوماسية المعتادة وجه ثلاث رسائل أساسية في إطلالته على الأردنيين.

 يقول في الأولى بأن الولايات المتحدة الأمريكية (ملتزمة بأمن الأردن) وهي عبارة كانت تصرف بالعادة لإسرائيل فقط وتوحي ضمنيا بأن الرجل يسعى لتبديد مخاوف الرأي العام الأردني بعد تهديدات وتلويحات الرئيس الأسد الأخيرة.

وفي الرسالة الثانية قال السفير جونز بأن الموقف الأمريكي من تطورات المسألة السورية سيدرس بعدما يستمع الرئيس أوباما لرأي وتقديرات العاهل الأردني في لقائهما المقرر بالسادس والعشرين من الشهر الجاري.

أما في الرسالة الثالثة فوجه الرجل دعوة للمعارضة الأخوانية في الأردن للقاء بها والتحاور معها إذا ما إلتزمت بإتفاقية السلام مع إسرائيل وهو عرض سارع الشيخ حمزة منصور القيادي الأخواني البارز بالرد عليه على قاعدة (شكر ألله سعيكم لا نهتم بلفائكم ولن نحترم الإتفاقيات مع إسرائيل.

الأهم أن إطلالة السفير جونز عبر الشاشة الأردنية عززت القناعة بأن شيئا ما يتحضر في أفق العلاقة السورية الأردنية المتوترة.

قبل ذلك وجه السفير السوري في عمان بهجت سلميان رسالة ملغزة غير معتادة عندما تحشد قبل يومين على باب سفارته العشرات من أنصار الرئيس بشار الأسد في تظاهرة من الواضح أنها أعدت برعاية السفارة لغرض معين.

 خلال هذا التحشد رفع المتحشدون يافطة قالوا فيها (نعم ..نحن شبيحة بشار الأسد).

ولأول مرة حصل إحتكاك خفيف بين بعض أنصار الأسد وجميعهم من السوريين وبين بعض رجال الأمن قبالة السفارة قبل تفرقهم .

 لكن الرسالة في لغة التحليل السياسي واضحة المعالم هنا ويقول فيها النظام السوري لعمان ضمنيا بأن لديه العديد من الأنصار.

هجمة إضافية أكملت حلقة الرسائل السورية العنيفة نسبيا شنتها بالتزامن وكالة الأنباء سانا التي تحدثت بتوسع عن ما أسمته مظاهر إستغلال اللاجئين السوريين في الأردن متهمة عمان بالإتجار باللاجئين والتكسب على ظهورهم ومنع الكثير منهم من العودة إلى بلادهم وفرض معاملة قاسية عليهم.

التجاوب مع مضمون رسالة الوكالة السورية الحكومية كان خاطفا وسريعا فقد زاد اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري من معدل ميلهم لإستعمال العنف في مواجهة رجال الدرك والأمن الأردني حتى إستخدموا مساء الخميس الحجارة والسكاكين وآلات حادة في معركة إنتهت بعدة إصابات بينها ثمانية مصابين من رجال الأمن الأردني أحدهم في حالة خطيرة وقام بزيارته وزير الداخلية حسين المجالي في المستشفى.

المعركة الخشنة مع لاجئيي الزعتري المحتجون بدورهم على سوء المعاملة إنتهت بتعزيز القبضة الأمنية في المخيم الملتهب وبإعتقال ثمانية من اللاجئين وتحويلهم للقضاء الأردني في سابقة جديدة بمعنى أن معايير القانون الأردني ستطبق على هذه الرقعة السورية المستقرة اليوم شمالي الأردن.

في الأثناء تصاعدت حملة الصحافة الإلكترونية الموالية للنظام السوري ضد الأردن وإستمرت عمليات التنسيق الأمنية والعسكرية على الحدود وزدات معدلات الصمت الأردني الرسمي عن كل ما يحصل.

لكن على الجبهة الداخلية صدر تحذير مثير عن كتلة التجمع الديمقراطي البرلمانية التي تستعد لإن تكون الشريك الأهم للحكومة الجديدة في البرلمان الأردني حيث دعت الكتلة في بيان لها لتكثيف الجهود لحماية الأردن.

الكتلة قالت في بيان لها بأن الموقف الأردني من الأزمة السورية كان متوازنا إلا أن وجود قوات أجنبية على أرض الأردن والضغوطات التي نسمعها من هنا وهناك تشكل مقدمات لانزلاق الأردن للتدخل المباشر بالحالة السورية.

وحذر التحمع من مخطط أمريكي غربي لإختيار الأردن كحلقة ضعيفة لخلق منطقة عازلة تتأهب من خلالها القوى الأجنبية ودفع الاردن للتحالف معها لتدمير سوريا الانسان والارض ووحدة الاراضي السورية مما سيجعل الاردن ساحة لصراع دولي كمقدمة لخلق فوضى في الاردن لخدمة المصالح الامريكية والاسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نشامى الوطن:

    الاردن هو المسؤول الوحيد عن امنه بالتضامن مع الشقيقة سوريا و لا ضرورة لدخول الغرباء على الخط

  2. يقول AL NASHASHIBI:

    امن الوطن الاسلامي حق علي كل المسلمين وليس الغرب…الانسان هو حيوان ويختلف عن بقيه الحيوانات باستخدام عقله ..للسيطره علي بقيه الحيوانات من اجل منفعته ..ولكن هناك عده ميزات وصفات نتشابه مع بقيه الحيوانات ..فمثلا كل الحيوانات لها غريزه الجنس ومن ضمنها الانسان …كل الحيوانات تجوع  وتشبع وتتعب وترتاح وحينما تجد خطر من عدو تستخدم سلاحها للمحافظه علي سلامتها…ولكن الانسان باستخدام العقل وتطويره يرتقي عن بقيه الحيوانات الأخري ..وليتم ذلك عن طريق العلم وليتم ذلك عن طريق نقل المعلومات بالقراًه..وبدون القراًه لا نحصل علي العلم ولا نستطيع ان نطور من انفسنا ..وبهذا لو عملنا مقارنه بين انسان متعلم وانسان أمي ..نجد في اغلب الاحيان المتعلم متقدم في مطالب الحياه الانسانيه ..ويفكر للمستقبل للإنسانية جمعاً ..بينما الامي متأخر  وينظر للحياه فقط كيف يحصل علي قوته اليومي ..ولا يدرك ما هو المستقبل …وبهذا يجب ان نحث ابناًنا علي تلقي العلم حتي نرتقي في حياتنا  نحو الأسهل والابسط..وبدون العلم نبقي جهله ومتخلفين ويسيطر علينا الغرب بعلمه ويتصرف كما يشاً بنا …وحتي تكون موًمن عليك ان تقراً …ما أنا بقارً اقراً باسم ربك الذي خلق….الخ..وبهذا الامر علينا ان نسير …والا سنبقي تحت رحمه الغرب الذي لا يهمه الا مصلحته…ابن فلسطين يدف الثمن بعدم وعي آلامه الاسلاميه والعربيه..للأسف …..النشاشيبي ..AL NASHASHIBI

إشترك في قائمتنا البريدية