سطام الكعود: جميع المؤسسات الأمنية الأمريكية تحقق مع المعتقلين وطارق عزيز كان يصحح النصوص القرآنية للقادة الآخرين في السجن

حجم الخط
0

سطام الكعود: جميع المؤسسات الأمنية الأمريكية تحقق مع المعتقلين وطارق عزيز كان يصحح النصوص القرآنية للقادة الآخرين في السجن

كشف لـ القدس العربي عن تفاصيل اعتقاله لاكثر من عامين سطام الكعود: جميع المؤسسات الأمنية الأمريكية تحقق مع المعتقلين وطارق عزيز كان يصحح النصوص القرآنية للقادة الآخرين في السجنعمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين:لا يشعر الدكتور الشيخ سطام الكعود بأي استغراب وهو يستذكر حقيقة ان الذين مكنهم الاحتلال من تسلم مواقع المسؤولية في بلاده العراق هم أنفسهم الذين كانوا يجلسون في مقاهي لندن ويتقاسمون المواقع والحقائب الوزارية تندرا ملمحا الي ان الاحتلال الأمريكي حول للأسف هذه المزحة الي حقيقة شاهدها العالم.ويشهد الكعود بانه ليس بعثيا ولم يكن في يوم من الأيام وبأن تجرية الحكومة العراقية السابقة بقيادة البعث تخللها فساد اداري مؤكدا بأن العراق في الماضي لم يكن يعرف شيئا اسمه الفساد المالي وان كان يوجد خلل وفساد اداري فالجميع يعرف ان من تسلم حقيبة وزارية في العراق لم يكن يستطيع اختلاس او سرقة ولو مبلغ عشرة الاف دولار من المال العام متحديا اثبات حالة واحدة معاكسة لهذه الحقيقة وقائلا: لقد تحديت الأمريكيين خلال فترة سجني ان يأتوني بحالة واحدة موثقة لوزير عراقي تورط بأي فساد مالي صغر أم كبر قبل الاحتلال ويضيف: أتكلم عن الوزراء وكبار المسؤولين وأعني ما أقوله وعلينا ان نحسب ذلك لتجربة البعث في الحكم سواء أعجبنا صدام حسين أم لم يعجبنا مع العلم بان بعض الموظفين وأحيانا في الدرجات الأولي فسدوا بعد الظروف الصعبة.لست بعثياويضيف الكعود: انا لا أتحدث باسم البعثيين فكما قلت لم أكن بعثيا والحكومة السابقة لم تكن رائعة لكن سؤال الفساد المالي ذلك يخطر دوما في ذهني كمواطن عراقي يعرف كيف كنا والي اين وصلنا، ويتفاعل يوميا مع فعائل الاحتلال الذي جاء لتحرير العراق والعراقيين.الكعود كان آخر أبرز الذين أفرج عنهم الاحتلال الأمريكي من سجونه في العراق بعد اعتقال بدون تهمة محددة او محاكمة منطقية دام لعامين وثمانية أشهر وثمانية أيام. وبكل الأحوال عايش الرجل قصصا وحكايات كثيرة داخل السجن الأمريكي وتحاور مع الأمريكيين وخاض معهم كما يقول في عشرات السجالات مستندا الي شرعية الحق الوطني والي الكثير من العلم الذي حصله من الجامعات الأمريكية وللكثير من سنوات الخبرة ليس في ادارة الأعمال والمال حيث يعتبر من كبار المستثمرين العراقيين خارج العراق، ولكن في فهم معادلة الشخصية العراقية الوطنية وفي ادراك طبيعة العلاقات الاجتماعية بين العراقيين وفي متابعة الاحصاء السكاني من خلال موقعه المتقدم والقيادي داخل اطار واحدة من أهم وأبرز وأكبر عشائر العراق وهي عشائر الدليم الذي يعتبر الكعود أحد أبرز وجوهها.وعندما خرج من السجن وانتقل فورا لمقر اقامته في عمان لانه يملك حق الاقامة فيها ويدير منذ سنوات شركة مهمة في الأردن تلقي الدليم بحرا من الاتصالات التي تحاول الاطمئنان عليه وبعد دقائق من استقباله لـ القدس العربي في مكتبه بالعاصمة الأردنية غادر الي دمشق لكي يصافح الأهل والأحباب في سورية بعد ان وعدهم بزيارتهم بدلا من قدومهم هم اليه كما وعد المريدين والمقربين المقيمين في أوروبا بجولة عليهم للسلام عليهم حيث سيتمكن من زيارة عدة دول أوروبية باستثناء بريطانيا التي يشك في أنها ستمنحه التأشيرة اللازمة وان كان سيحاول. والموظفون العاملون مع الكعود بعد الافراج عنه أخبروه بأنه ازداد وسامة بعد السجن وان كان فقد بعضا من وزنه لكنه يبدو الآن متدفقا .. مصرا علي تأييد المقاومة الشرعية للاحتلال ورافضا لفكرة التلاقي مع الاحتلال في أي نقطة ومتأكدا بأن أسهل مشكلة الآن كما قال تواجه العراق والعراقيين هي الاحتلال فالقوات الأمريكية ستنسحب بكل الأحوال لكن معالجة ما خلفته من كوارث تعبير عن التحدي الحقيقي الذي يواجه العراقيين.الامريكيون يخافون الاسلاموعليه كان سؤالنا الأول علي الشكل التالي: كمفتتح للحديث هل تعتبر نفسك خبيرا بالأمريكيين.. كيف يفكرون ؟ وماذا يريدون؟ ولماذا احتلوا العراق اصلا؟ اولا وقبل كل شيء انا مطلع بدرجة كافية علي المجتمع الأمريكي وعلي آلية اتخاذ القرار لدي الأمريكيين، لقد عشت في الولايات المتحدة وتلقيت العلم فيها وعملت مع مؤسسات وشركات أمريكية وبصراحة عملت ملايين في أمريكا بعد ان بدأت اعمالي بمبلغ لا يتجاوز 12500 دولار.لكن بعيدا عن ذلك وعندما يتعلق الأمر باحتلال أجنبي لبلدك فأنت لست مضطرا لأكثر من أن تفهم وطنك جيدا فالاحتلال بغيض اصلا مهما كانت أهدافه الحقيقية والمزعومة ومن هنا حصريا ننطلق في فهم تصور خاص يتمحور حول سؤالكم.وحتي نفهم الصورة جديا لا بد من الاشارة الي ان في أمريكا طبقات سياسية لديها مصالح غالبا مع قناعات نادرا وهي طبقات لا تتبني فكرا سياسيا الا لأغراض توظيفه لمصلحتها وهذه الطبقات مشغولة ومسكونة بسؤالين فقط هما.. كيف نجمع المزيد من المال؟ وكيف نحمي اسرائيل؟ وللاجابة تضطر هذه الطبقات لتسخير بعض الأفكار السياسية والاطار بشمل الجمهوريين والديمقراطيين معا فليس صحيحا انهما مختلفان فعلا ازاء قضايانا كمسلمين وكعرب. في المسألة العراقية.. كيف تصرفت هذه الطبقات؟ تأسيسا علي التصور المشار اليه حصل الانقضاض علي العراق فهذه الطبقات تريد المال لكنها لا تستطيع لأسباب مفهومة جمع المال عبر سرقته من المجتمع الأمريكي نفسه ولذلك يترافق العمل العسكري الأمريكي خارج الولايات المتحدة دوما مع ما نسمعه من فضائح مالية وصفقات مشبوهة وسرقات وشركات، ولاظهار الفكرة نقول بان أمريكا هي البلد الوحيد في العالم الديمقراطي الذي ينتمي الرئيس فيها دائما للطبقات الغنية والعائلات الرئيسية فيما لا يحصل ذلك في أوروبا التي قد يترأسها شخص فقير كشرودر مثلا.وهذه الطبقات تهييء دوما الخط السياسي الذي يخدم اسرائيل وبشكل يحقق الهدفين المشار اليهما ومن هنا يمكنني القول ان الأمريكيين وكما ضربوا العراق سيضربون ايران وكما حصل معنا سيحصل مع الايرانيين وما يبدو عليه الأمر ان البعض في طهران يتجاهل هذه الحقيقة.وأقول ذلك لان الأمريكيين برأيي لا يخافون لا من القومية العربية ولا من القومية الفارسية بل يخافون من الاسلام وبالتالي يستهدفونه.. انهم يحاربون الاسلام لانه المحرك الأساسي لهذه القوميات والمشكلة بوجود عمائم غبية كما يوجد أفندية أغبياء بيننا في العالم الاسلامي والعكس صحيح وهؤلاء يخدمون بغبائهم ثنائية المال واسرائيل عندما يصدقون بان الهدف من احتلال العراق التخلص من النظام الظالم او جلب الديمقراطية او الكشف حتي عن اسلحة دمار شامل يعرف الأمريكيون جيدا أنها لم تكن موجودة. اذا هدف أمريكا السرقة وحماية اسرائيل من وراء احتلال العراق؟ هدف الطبقات الحاكمة في واشنطن تطبيق استراتيجيتها في هذا الاتجاه ليس بواسطة احتلال العراق فقط ولكن بواسطة كل مؤشرات البوصلة الأمريكية في كل مكان مع العلم بان السرقة في حالتنا لا تحصل من جيب العراق فقط ولكن من جيوب الأمريكيين ايضا لان الطبقات اياها خطفت المواطن الأمريكي معها في الحرب المزعومة تحت شعار الديمقراطية. ولدي سؤاله عن سبب احتجاز طارق عزيز حصريا لهذا الوقت أشار الكعود الي ان عزيز صلب ورفض المساومات ووطني حقيقي وقال ان عزيز كان جاره في السجن ولم تفصله عنه أكثر من ثلاثة أمتار وانه كان يصلح أخطاء لبعض القياديين في تلاوة وتفسير نصوص القرآن الكريم وكان يسمع صوته في التصليح معتبرا انه رجل يلتزم بالمباديء.وقال ان التحقيقات الشاملة التي خضع لها وغيره من العراقيين في السجن شملت كل الملفات بما فيها اسلحة الدمار الشامل والملف الاقتصادي والأمني والعسكري والمخابرات والشؤون الخارجية، وقال الجميع خضع لسلسلة لا متناهية من التحقيقات وكانت تاتي لجان تحقيق تمثل جميع المؤسسات الأمريكية ولم تكن جهة التحقيق موحدة او مركزية فقد حضرت لجان من الاستخبارات ومن الجيش ومن أجهزة أمريكية اخري وتم احيانا احضار شهود خلال التحقيق يقعون بالتناقض بوضوح، وقال انه شخصيا خضع لجهاز كشف الكذب مع شخصيات أخري داخل المعتقل وخضع له آخرون من الشخصيات الأساسية في الأسر والاعتقال كما تم توجيه أسئلة شملت كل الموضوعات والملفات متوقعا ان يتم الافراج لاحقا عن جميع المعتقلين بما في ذلك الذين حوكموا باستثناء الرئيس صدام والمجموعة التي بصحبته مشيرا الي ان مسؤول السجون الأمريكي باردن براك وصف أمامي اسباب الاعتقال بانها (هراء).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية