سراب الذكورة

حجم الخط
0

الحرب تبدأ برصاصة، وصاع القمح بحبة، وداحس والغبراء بكمين، والبسوس ببيت شعر سببته سراب، وقبائل احترقت لأن دسيسة ابن العم على ابنة عمه أحرقت اخضر ويابس القبيلة، ولم تذر شيئاً كريح الصرصر، ومخاتير القبيلة ينظرون من ثقوب فروة مهترئة خوفا على رموشهم من الحريق.
ونحن العربان نمرر من تحت أباطنا قوافل البعارين، ولا تقشعر لنا ابدان، وتمر قوافل الصيف والشتاء واحدة عن اليمين وأخرى عن الشمال، وكأننا ساقية يلفها ثور ندوخ ولا يدوخ.. كي تروى محاصيل المخاتير.
نحن نعشق دور الضحية، ومن جراحنا نهرب أسرار القضية، نضع قدما فوق أخرى، نرتشف قهوتنا وهي بطعم الرماد وطعم اللطيمة، وننظر إلى فنجاننا المقلوب ونعلق التمائم ونتوسد خرابيش الفتاحين والدجالين علنا ننسى الهزيمة، ونقرأ الأبراج علنا نجد يوم سعد ينسينا مرارة الهروب والفضيحة.
نصيح فلتحيا يا وطني، ونحن من يطعن الوطن في خواصره ونسمل عيونه.. نقلم أظافره، ونقفز كضفادع في الظلام، وما زلنا نصيح فليحيى الوطن.
ونحن كما كنا نجتر الزجاج المكسر وأوراق الحجابين، والثعالب تلاعب البط والإوز قبل العشاء، ونحن ننام وأصابع أقدامنا كدواحل من شدة البرد.
ولكن هل ستبقى الأسرار رغم كل هذا التشريح لنا.. أسرار؟ وهل سنبقى نبوح في الحمام، عن الحلال والحرام وعن عدونا وصاحب المقام، وهل سيبقى قوم موسى يسألوننا، عن ولائنا وانتمائنا، وعن وطنيتنا وما هي وما لونها، وما أن عرفوها ذبحونا وذبحوها. إلى متى سنبقى نكتشف البعير؟
محمد علي مرزوق الزيود
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية